رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


حاجة ودموعها موقفتش من ساعة ما رجعت بليل من المستشفى ودلوقتي بتلبس ومصممة إنها هتروح المستشفى
_ طيب ادهاني ياخالتو هكلمها أنا
عادت ميرفت مرة أخرى إلى أسمهان ومدت الهاتف لها تهتف 
_ خدي كلمي آدم يا أسمهان عايز يكلمك
صاحت أسمهان بصوتها المرتفع وانفعال بعدما فهمت سبب رغبته في الحديث معه 

_مش هتكلم أنا قولت كلمتي وخلاص
ضمت يدها مرة أخرى ورفعت الهاتف إلى أذنها تجيب على آدم بيأس 
_ سمعتها طبعا 
آدم متنهدا بتعب 
_ طيب خلاص ياخالتو خليها تاجي بس تاكل الأول متطلعش من البيت من غير فطار وخلي بالك عليها معلش
_ حاضر ياحبيب خالتك متقلقش وخلي بالك إنت كمان من نفسك 
رد عليها بالموافقة في نبرة لينة ثم انهى الاتصال وتحرك باتجاه غرفة أخيه ووقف أمام الزجاج يتابعه هكذا ملازما إياه منذ مساء الأمس دون أن تحيد نظراته عنه ! 
في مساء ذلك اليوم 
منذ الصباح ولا توجد أي أخبار سارة قلبها يتآكل خوفا وحزنا وكل ساعة والأخرى تجري اتصال بآدم تسأله عن إذا حدثت أي تطورات بحالته الصحية فيجيب عليها بالنفي تجاهد بصعوبة في تمالك دموعها التي تحارب من أجل الأنهمار وصغيرتها لا تكف عن السؤال متي سيعود أبي هيا نذهب إليه إذا وبكل سؤال لها تجيب هي عليها بحجة مختلفة وثبات مصطنع حتى لا ټنهار أمام طفلتها وكانت تود أن تهتف وتخبرها من بين بكائها قلبي يؤلمني على أبيك مثلك تماما ياصغيرتي ولأول مرة أشعر باشتياقي له ! 
تجلس على مقعدها الخشبي أمام النافذة ترفع ساقيها إلى صدرها وتلف ذراعيها حول ساقيها محتضنة نفسها كطفلة صغيرة تائهة وعيناها تحدق في الفراغ بشرود متذكرة إحدى لحظاتهم
اللطيفة معا في الماضي 
منكبة على البكاء بحرارة وهي بين ذراعيه ټدفن وجهها بين ثنايا صدره الدافيء وتبكي كالأطفال تماما بينما هو فيلف ذراعه حولها ويملس على أعلى ذراعها بلطف ورقة كي يساعد في تهدئتها لكنها تزداد في
البكاء أكثر مما جعله يهتف بحيرة 
_ كفاية ياجلنار خلاص ليه العياط ده كله ! 
أجابت عليه من بين بكائها بصوت متقطع 
_ أنا خاېفة أوي على دادا انتصار 
عدنان متنهدا بنفاذ صبر وهو مستمر بحركة يده التلقائية على ذراعها ويزيد من ضمھ لها 
_ احنا مش كنا عندها دلوقتي ولسا جايين وكانت كويسة الحمدلله خلاص بقى ارحمي نفسك وارحميني 
توقفت عن البكاء ورفعت رأسها قليلا عن صدره وهي لا تزال بين ذراعيه وطالعته بوجه ممتليء بالدموع ونظرات بريئة احس لوهلة أن ينظر لطفلته الصغيرة التي لم تتعدى السنة ونصف فابتسم بتلقائية قبل حتى أن يسمع جملتها الألطف من نظراتها 
_ بكرا الصبح هروح اطمن عليها تاني 
رد عليها بخفوت هاديء وابتسامة دافئة 
_ روحي هو أنا قولتلك لا !
اخفضت نظرها وعادت ټدفن وجهها مجددا بين ثنايا صدره واستمرت في البكاء من جديد فوجدته يهتف بنفاذ صبر حقيقي هذا المرة وبخنق 
_ اوووووف وبعدين ياجلنار !
هتفت بصوت تمكن من استيعاب كلماتها من خلاله بصعوبة بسبب بكائها الحار 
_ إنت لما بتحضني أنا بعيط اكتر
فاقت من ذكرياتها ووجهها كله كان ممتليء بالدموع تبكي الآن ليس لمرض الخالة بل من أجله هو الجميع حولها سواه لا تعرف إلى متى سيظل نائما في ذلك الفراش
البائس ألا يكفي هذا القدر ليعلم مقدار محبته في قلوبهم ألا يكفيه دموع الخۏف والړعب التي تسيل من عيونهم كالډماء لا يحق له أن يؤلم قلبها في الخير والشړ ! يكفيه اللآم التي الحقها بها ستثأر منه عندما يستيقظ لأنهم لم يتفقا على فراق قد يكون ابدي ! 
استقام آدم من مقعده بتلهف فور رؤيته للطبيب وهو يخرج من غرفة أخيه اسرع إليه شبه راكضا وسأل بقلق 
_ وضعه إيه دلوقتي يادكتور ! 
علت ابتسامة مشرقة فوق ثغر الطبيب أعادت الأمل والروح لوجه آدم العابس منذ يوما كاملا وتابع الطبيب وهو يعطي البشرى المنتظرة بود وسعادة 
_ الحمدلله فتح عينه وتجاوز الخطړ على حياته 
تهللت أسارير آدم والبسمة ملأت وجهه كله وكأنه ثقلا ازاحه عن صدره بتلك البشرى المنتظرة لمعت عيناه بسعادة غامرة وډفن وجهه بين ثنايا كفيه متمتما براحة مرددا 
_ الحمدلله ألف حمد وشكر ليك يارب 
رفع وجهه وهتف يسأل الطبيب 
_ طيب كدا هيخرج من العناية ولا لسا 
_ لا للأسف لازم يفضل تحت الملاحظة تحسبا لأي تطورات ممكن تحدث بس هو حتى الآن حالته مستقرة ومفيش خطړ الحمدلله 
اماء آدم برأسه في تفهم وعاد يطرح سؤاله الثاني بترقب 
_ طيب اقدر ادخل اشوفه 
هز الطبيب رأسة بالموافقة وتمتم ببعض للأسف 
_ تمام بس اتنين بس اللي هيدخلوا ليه و كل واحد ثلاث دقائق بحد أقصى وبدون كلام كتير عشان متحصلش مضاعفات ويتعب 
_ تمام يادكتور شكرا 
_ على إيه وحمدلله على سلامته مرة تاني 
_ الله يسلمك
ابتعد آدم بعد رحيل الطبيب وأجرى اتصال بأول شخص كان في آخر قائمة الاتصالات ووضع الهاتف على أذنه يستمع الرنين بانتظار رده 
التقطت جلنار هاتفها ونظرت لاسم المتصل
 

تم نسخ الرابط