رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
بصباح اليوم التالي على صوت رنين
الباب بالأسفل فاعتدل في نومته بحرص وابعد ابنته عنه ببطء شديد حتي لا تستقيظ ثم غادر الغرفة وقاد خطواته فوق
الدرج إلى الطابق السفلي ومنه إلى الباب وحين فتحه قابل أمامه مروة وهي تبتسم بإشراقة وجه وتهتف في اعتذار وأسف
_ آسفة جدا ياعدنان بيه لو صحيت حضرتك من النوم بس في اوراق تبع الشغل ضرورية جدا محتاجة أمضة حضرتك قبل ما تتسلم يعني لأنك مش هتيجي الشركة النهارده
_ طيب ادخلي يامروة
دخلت بإخراج وتوتر لتجده يهتف بعد أن أغلق الباب وهو يشير لها على الأريكة
_ اقعدي أنا هطلع اغير هدومي واحد شاور سريع وانزلك
اكتفت بإماءة رأسها بالموافقة في خجل وتابعته وهو يتحرك نحو الدرج يصعد للطابق للعلوي حتى اختفى عن أنظارها !
كانت جلنار تقود سيارتها بطريقها للمنزل عنده بعد الرنين الطويل ومحاولاتها للوصول إليه ولابنتها
لكن دون فائدة بالأخص بعدما علمت بأنه لم يذهب للعمل اليوم للحظة غريزتها وفطرتها الأمومية وعشقها له دفعوها للإسراع إليهم حتى تطمأن خشية من أن يكون قد صابهم مكروه !!!
استقامت مروة واقفة وتحركت ببطء واستغراب نحو المطبخ حين سمعت صوتا غريبا منبعثا من الداخل وبذلك الوقت كانت سيارة جلنار توقفت أمام المنزل ونزلت منها بسرعة ثم أسرعت تجاه الباب شبه ركضا
وقف أمام الباب ودست يدها داخل حقيبتها تخرج المفاتيح ثم وضعتها بقفل الباب وادارته لليسار لينفتح الباب وتدخل ثم تغلقه خلفها ألقت نظرة سريعة ومتفحصة على الأرجاء وكادت أن تصيح منادية عليه وتندفع للدرج لكي تصعد للطابق الثاني لكن أصابتها حالة من الصدمة جمدتها مكانها حين رأت تلك الفتاة تخرج من المطبخ ظلت على وضعها دون حركة وفقط عيناها المذهولة
خرج صوت جلنار ورغم نعومته إلا أنه يقذف الړعب في القلوب
_ إنتي بتعملي
إيه هنا !
توترت الأخرى واضطربت بشدة ولم تتفوه سوى بكلمة واحدة وهي أنا وكانت عيناها زائغة على الدرج تدعي ربها أن ينزل الآن وينقذها من هذا الموقف
_ بقولك بتعملي إيه ردي !!!
بقت صامتة تحاول الرد بكلمات متعلثمة وغير مفهومة حتى توقفت حين سمعت صوت خطوات قدمه فوق الدرج وحين وصل لدرجة معينة ورأى زوجته تسمر مكانه وراح يحدق بها مدهوشا وتارة ينقل نظره إلى مروة كانت ملامحه تماما كرجل امسكت به زوجته ېخونها !!!
لها بنظرة ذات معنى فوجد أعصار مدمر ينفجر بوجهه وهي تصيح
_ إيه اللي بيحصل ده والبنت دي بتعمل ايه معاك في البيت !
عدنان بنظرة حازمة حتى يصمتها
_ جلنار !! اهدي !
ثم الټفت إلى مروة وحدثها بصوت رجولي غليظ
_ خلاص يامروة تقدري تروحي وأنا الورق هخلصه وابعته الشركة
لم تتفوه ببنت شفة فقط أماءت له بالموافقة وفورا أسرعت لخارج المنزل لتتركهم معا بمفردهم
صړخت به فور رحيلها في عصبية هادرة
_ لا واضح جدا حبك اللي بتتكلم عنه وزعلك على انفصالنا
ظل صامتا يضع قبضته بجيبي بنطاله ويطالعها بسكون تام دون أن يبدي أي ردة فعل مما أشعل فتيل النيران أكثر وأثار چنونها بشكل مريب حيث اندفعت نحوه وراحت تصرخ بصوت لم يكن يتوقع أن يسمعه منها
_ ما ترد ساكت ليه كانت بتعمل إيه معاك ياعدنان وبعد كل ده عايزني اثق فيك هثق فيك إزاي قولي هاا قولي
سكتت للحظة تلتقط أنفاسها ثم عادت تكمل صياحها
_ تقولي بحبك وإنك مش عايز
تسيبني وبعدها الاقيك جاي البيت عند بابا وبتكلم واحدة ست قدامي وبتضحك وتهزر معاها وبعدها علطول الاقيك في فرح حاتم واقف مع نفس البنت في حين إني قبلها روحت الشركة وكانت معاك في المكتب ودلوقتي ادخل بيتي الاقيها فيه وطالعة من المطبخ لا وباللبس القذر ده !!
تابعت بعد لحظة من الصمت بنفس النبرة والعصبية
_ إنت قاصد تعمل كدا صح عشان تخليني اغير عليك وأندم إني سبتك رد متفضلش ساكت كدا
كانت ملامحه جامدة تماما ورد عليها ببرود ونظرات ثاقبة
_ خلصتي
استفزها ببروده وجموده التام وكأن كل ما تفعله الآن لا يكترث له بمقدار ذرة فتحولت من الاثنى الرقيقة إلى أخرى شرسة ومتوحشة ترغب بفض ألم قلبها وغيظها المكتظ بنفسها المتلهبة وبلحظة وجدت نفسها غارت عليه وراحت تلكمه بصدره بيدها
متابعة القراءة