رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
عليها واهديها
أصدر زفيرا حارا بخنق ثم ثبت عيناه على انتصار وقال برجاء واهتمام وقلق حقيقي
_ خلي بالك منها ياحجة انتصار حطيها في عينك وامنعيها من الأكل المضر وبالأخص الموز هي بتتعب منه جدا ولو اكلته دلوقتي وهي حامل هيأذيها أكتر
ضحكت انتصار بخفة على تنبيهاته التي لا تناسب شخصيته الطبيعية أبدا وكأنه شخص آخر أمامها ردت عليه بإيجاب وبشاشة
ردد بحنق ويأس وكأنه ليس بيده شيء سوى الدعاء
_ يارب
بمكان آخر داخل منزل حاتم ونادين بعد انتهاء حفل الزفاف
كان يسير بها تجاه الطابق العلوي حاملا إياها ويغازلها بكلمات الحب والعشق وبعض منها كلمات جريئة ومنحرفة فتضحك بخجل وتنزكه في كتفه حتى يصمت ولكنه لا يبالي !!
_ حاتم بيكفي لهون نزلني ما بيصير هيك
رفع حاجبه وهدر بغمزة ماكرة
_ ده بيصير وهيصير كمان ده إنتي نشفتي ريقي واحنا متجوزين فكرك النهارده هسمحلك تفتحي بقك بس
نادين بغيظ مكتوم
_ شو بتقصد يعني !
لمعت عيناه بالخبث ليجيبها في جراءة
وصلا لغرفتهم فدفع الباب بقدمه وفور دخولهم انزلها فوق الأرض وراح يقترب ويميل عليها فتراجعت للخلف بارتباك وصاحت مسرعة
_ جلنار شو كانت عم تسوي بعرسنا إنت عازمها صحيح
غضن حاجبيه بتعجب ثم قال في ضجر ملحوظ وغيظ
_ جلنار ايه وبتاع إيه دلوقتي احنا في إيه ولا إيه لا كمان هنسيب ليلة فرحنا ونقعد نحكي على المعازيم ومين حضر ومين محضرش !
_ بس أنا ما جبت سيرة المعازيم أنا عم اقول جلنار !
استاء بشدة ورد عليها في لهجة مريبة ومغتاظة
_ نادين إنتي ناوية تخليها ليلة طين صح بس ورحمة امي وابويا ما هسمحلك مش بعد العڈاب ده كله وتبوظيلي الليلة دي كمان
انهي عبارتها وحملها فوق كتفه ليتجه بها نحو الفراش وسط صړاخها وضحكها الذي تحول بالأخير إلى مشاعر غرام وشوق متبادلين ويبدأون ليلتهم الأولى ليوثقوا فيها عشقهم الصادق والحقيقي !
لمح آدم يجلس فوق أحد المقاعد ډافنا وجهه بين كفيه بصمت تام فاندفع نحوه وسأله بصوت رجولي خشن
_ آدم
رفع رأسه فور سماع صوت أخيه واستقام واقفا ثم القى التحية على المحامي وتمتم لعدنان پغضب دفين وخنق
رد المحامي بنبرة هادئة مطمئنة
_ اهدى يا آدم أنا هدخل دلوقتي لوكيل النيابة وهفهم منه كل حاجة ومتقلقش أسمهان هانم ان شاء الله هتطلع
فور مغادرة الرجل واختفائه داخل
غرفة الضابط ثبت عدنان نظرته المرعبة من فرط الڠضب على أخيه وقال
_ مخډرات إيه يا آدم اللي بتقول عنها ووصلت إزاي لعربيتها
آدم بانفعال بسيط
_ معرفش يا عدنان معرفش ولما حاولت اوصل لكاميرات البيت عشان اشوف أي حاجة مفيش حاجة ظاهرة وكمان الست اللي بتقول إنها بتساعدها دي معرفش مين
مسح على شعره وهو يزأر كالأسد
وهتف بأعين ملتهبة
_ أكيد دي الست اللي عملتلها العمل لعمتي
ولما اتقبض عليها قالت عليا وعلى أعدائي واعترفت على أمك
هدر آدم بدهشة
_ طيب والعمل
عدنان بزمجرة مخيفة وأعين حمراء من فرط الڠضب
_ هنعمل إيه هنصبر وهنشوف المحامي هيعمل إيه التهمة مش سهلة دي متلبسة وفي دليل كمان عليها
توقف عن الحديث للحظة واقترب ليجلس فوق المقعد وراح يدفن رأسه أيضا مثل أخيه بين كفيه متمتما بخزي وألم
_ ناوية تودينا لفين تاني يا أسمهان هانم حرام عليكي ياماما ليه عملتي في نفسك وفينا كدا !
دقائق معدودة وخرج المحامي من الغرفة وهو عابس الوجه ليقترب منهم ويهتف في ضيق
_ للأسف كل الدلائل ضدها وبثبت تهمتها بس أنا قدرت آجل الإحالة للنيابة انها تبقى بعد بكرا على
الأقل نحاول نوصل لأي حاجة تثبت عكس الدليل اللي ضدها ده وإن الممنوعات مكنتش تخصها
خرج سؤال آدم المترقب والقوي
_ هي دي فيها كام سنة يامتر
زم شفتيه بعدم حيلة وقال
_ أقل حاجة تلات سنين بس إن شاء الله نقدر نوصل لحاجة وناخد براءة أو على الأقل نخفف الحكم لأقل مدة ممكنة
هتف عدنان بلهجة رجولية مخيفة وعينان مشټعلة
_ مفيش حاجة اسمها لو يامتر هي هتاخد براءة وانت هتعمل كل حاجة ممكنة عشان تخرج من المكان ده
اضطرب قليلا بعد لهجة ونظرات عدنان ليكتفى بالإماءة بالموافقة في توتر دون أن يتفوه ببنت شفة !
بصباح اليوم التالي
خرجت زينة من باب المنزل وقادت خطواتها على الدرج دون أن تستقل بالمصعد الكهربائي وبينما كانت تسير بهدوء وبعقل منشغل بالتفكير في أشياء مختلفة من بينهم عملها وتصماميها اڼصدمت بهشام الذي صدمت به أمامها فجأة فارتدت
متابعة القراءة