رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


تجيب على فاطمة بابتسامة واسعة 
صباح النور 
ابتسمت فاطمة وسكنت للحظات طويلة نسبيا حتى تمتمت يترقب 
هااا فكرتي ولا ولسا ياحبيبتي 
توردت وجنتيها بخجل وهيمن عليها السكون لبرهة من الوقت حتى ردت بخفوت ورقة دون أن تنظر لها 
فكرت وموافقة 
تهللت أسارير فاطمة التي عانقتها بقوة من فرط سعادتها وعلى الجانب الآخر كان حاتم في طريقه للخروج من المنزل ولكن قبل أن يخرج التقطت أذاناه جملتها الأخيرة لتنفرج شفتيه على أخرهم في سعادة لا تقل عن خالته بشيء ! 

بقى مكانه واقفا حتى شعر بخطوات نادين تقترب من باب المنزل فتخفى خلف الباب وبمجرد دخولها التقطها بذراعه وجذبها إليه مبتسما باتساع ويغمغم غامزا 
اظن كدا ملكيش حجة لو اتصلت بالمأذون عشان يجي الليلة
شهقت پصدمة وأجابته 
شو الليلة !! لا بكير كتير الليلة يعني انطر يومين أو هيك شيء
احتدمت نظراته ليجيبها في غيظ وحدة 
هو إيه ده اللي انطر يومين ده أنا اللي هنطرك برا والله المأذون الليلة هيجي وهنكتب الكتاب مش كفاية الفرح هنستنى لما يرجع خالك من السفر 
زمت شفتيها للأمام تقول بعبوس 
أي بس كنت حابة خالي يكون معنا بيوم كتب الكتاب 
حاتم بلطف 
وأنا والله كنت حابب كدا يانادين بس خالك لسا مش هيرجع دلوقتي وأنا مش قادر اصبر الصراحة وبعدين أنا كلمته والراجل مكنش عنده مشكلة نكتب كتب الكتاب لغاية ما يرجع
ونعمل الفرح 
وافق مشان بيحبك وبيثق فيك بس مش اكتر 
ضحك ورد عليها بتعجب 
وهي دي حاجة وحشة يعني !! 
رفعت حاجبها اليسار وقالت بتحذير جميل ونظرات شرسة 
أي يعني بقصد ما تحاول تستفرد بيا بعد الزواج 
أشار بسبابته إلى نفسه يتصنع الدهشة والبراءة ويجيب 
أنا استفرد بيكي !!!! إنتي تعرفي عني كدا
يانادين ! ده أنا ملاك 
كتمت ابتسامتها وابتعدت عنه ببطء تهتف في خبث مماثل له 
قناع الملاك هاد بتلبسوا قدام حدا غيري هااا 
انحنى قليلا للأمام وهو يضحك
ياواد ياشقى يافاهمني إنت 
انتفضت مبتعدة عنه في خجل وحدجته شزرا تتوعد له قبل أن تستدير وتنصرف وهي تبتسم بعدم حيلة ! 
عيناها عالقة على وعاء تسخين اللبن الموضوع فوق النيران تتابعه بعيناها في تركيز لكي تطفأ مفتاح الڼار باللحظة المناسبة لكن قذفت بذهنها فجأة قبلته لها بالأمس شردت وهي تبتسم وإذا بها تتشنج ملامحها وتهتف معنفة نفسها بغيظ 
غبية مكنش ينفع تضعفي قدامه حتى لو بداتي تسامحيه مكنش لازم تسمحيله يقرب منك بسهولة دلوقتي اكيد هيفهم إني سامحته وهيفهم إنك بتحبيه عشان كدا ضعفتي !! 
سكتت لوهلة وارتخت عضلات وجهها لتكمل بلين بسيط 
ماشي أنا فعلا بحبه للأسف بس برضوا 
انطلقت منها شهقة مرتفعة عندما شعرت بجسده الضخم والصلب يلتصق بظهرها
ويمد ذراعه لمفتاح الڼار حتى يغلقه هامسا بعبث ماكر 
اللبن فار ! 
وأنا كمان بحبه أوي 
اتسعت عيناها ونزل فكها لأسفل في صدمة لكن سرعان ما تداركت الموقف لتلتفت له وتهتف مسرعة 
اللبن ! 
أجابها مبتسما بحاجب مرفوع 
ماله ! 
ازدردت ريقها بتوتر وتابعت تصحح ما سمعه ولكن هيهات فقد فات الآوان 
بحبه يعني كان قصدي عليه على فكرة ! 
مال بوجهه للجانب الآخر يبتسم بتلذذ ويرفع أنامله يحك لحيته ثم يعتدل برأسه ويقترب منها بتريث أخذت تتراجع للخلف لا إراديا حتى اصطدمت بالمطبخ وتوقفت فمالت برأسها للخلف وهو يميل عليها مبتسما ويجيب بلؤم مدروس 
طيب ما أنا كمان كان قصدي عليه إنتي فهمتي إيه !!!
تجمدت معالم وجهها وأصبحت أكثر حدة حيث رفعت حاجبها مستنكرة رده المتعمد لتضع ذراعيها وتدفعه برفق للخلف هاتفة في جدية 
على فكرة أنا مقولتش إني سامحتك قولت هديك فرصة بس يعني متتعودش إنك تتقرب مني كتير
رأت الابتسامة تختفي من فوق ثغره تدريجيا ويحلل محلها الانزعاج والحنق فابتعد عنها تماما وهتف 
مفيش فايدة ياجلنار صح ! 
أصدر زفيرا حارا قبل أن يستدير ويهم بالانصراف لكنها هتفت مسرعة في ضيق من نفسها 
رايح فين 
عدنان بخشونة 
رايح المكتب لو عوزتوا حاجة اتصلي بيا 
بمجرد رحيله من المطبخ تأففت هي پغضب وضړبت كف يدها فوق الرخام في غيظ ثم اندفعت للخارج تلحق به هاتفة 
عدنان 
توقف أمام باب المنزل والټفت لها بسكون حتى وجدها تقف أمامه وتقول بعبوس ورقة 
متزعلش مكنش قصدي كدا ! 
رغم خنقه وضيقه إلا أن اهتمامها بانزعاجه من عدمه أسعده بعض الشيء فابتسم لها بلطف ورفع كفه يضعه فوق وجنتيها ويملس بإبهامه في حنو متمتما 
مش زعلان ارجعي يلا كملي تحضير الفطار عشان تفطري إنتي وهنا 
وإنت !! مش هتفطر معانا ! 
أجابها بصوت طبيعي 
لا مستعجل 
اكتفت بإماءتها العابسة بينما هو فالټفت وفتح الباب ثم انصرف وتركها تقف تلوم نفسها على
ما قالته لم يكن ينبغي عليها أن تقول هكذا هي تعلم جيدا أنه ينزعج كثيرا حين تبدي نفورها من اقترابه أو لمساته حتى لو كان نفور مزيف نابع عن تدللها !! 
داخل مكتب عدنان بمقر الشركة كان يجلس آدم بانتظاره على الأريكة وبين أنامله يمسك بعقدها الفضي يمعن النظر به في شرود لا يعرف ما سبب احتفاظه بالعقد حتى الآن معه لكنه كلما يراه يتذكرها بشكل تلقائي تقذف صورتها في ذهنه وهي تضحك وتمزح كعادتها
 

تم نسخ الرابط