رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


حاد ونظرة كلها سخط لا تبشر بالخير 
_ هتصل بيه وليكي حساب معايا بعدين
خرج إلى شرفة الغرفة وأجرى اتصال بالطبيب وطلب منه حضوره في اسرع وقت ثم دخل مجددا لهم واقترب من ابنته لينحنى إلى مستواها ويقول بهمس لم يصل إلى أذن جلنار رغم محاولتها في سماع ما يقوله لها 
_ مين اللي جاب الموز ياهنايا 

ردت الصغيرة على أبيها ببراءة 
_ عمو حامد
كان وجهه متشنجا بشكل مخيف من فرط سخطه انتصب في وقفته والقى نظرة ثاقبة على جلنار قبل أن يندفع لخارج الغرفة والمنزل بأكمله 
وقف على عتبة المنزل الداخلية وصاح بصوت جهوري 
_ حامد ! 
وصلت صيحته إلى حامد حارس البوابة الرئيسية للمنزل فهب واقفا من مقعده وهرول راكضا إليه حتى وقف بمقابلته وقال 
_ نعم يا عدنان بيه 
عدنان
بعصبية وصوت مخيف 
_ أنا مش منبه عليك إن ممنوع الموز يدخل البيت ضمن أي طلبات تجيبها للمدام 
اجفل الآخر نظره أرضا بأسف وقال باعتذار 
_ أنا آسف يابيه بس المدام هي اللي طلبت والله عشان بنت حضرتك وأنا موافقتش في البداية عشان وضع الهانم وتعليمات سياتك وقالتلي إنها مش هتاكل منه وأنا مقدرتش ارفض طلبها الصراحة 
عدنان بصيحة رجولية عڼيفة 
_ انا ميخصنيش كل الزفت ده كلامي كان واضح لما نبهت وقولت ممنوع يدخل البيت واللي حصل منك ده تجاهل لتعليماتي أنا سايبك هنا وسايب مراتي وبنتي أمانة معاك في غيابي وإنت تتصرف بالإهمال ده
حامد بحرج وضيق شديد من نفسه معتذرا بصدق حقيقي 
_ حقك عليا ياعدنان بيه حضرتك عارف معزة الست هانم عندي إزاي ولا يمكن ارضى لها بالاذى أبدا والله أنا بس محبتش اكسر بطلبها بس اوعدك إن اللي حصل ده لا يمكن يتكرر تاني
رد عليه عدنان بزمجرة 
_ وأنا مستنيك توعدني اعتبر دي أول غلطة ليك والغلطة التانية هتكون بحساب عسير
هو حامد رأسه بالموافقة بينما عدنان فاستدار وعاد للداخل حيث زوجته وابنته متوعدا لجلنار بعد أن تتحسن حالتها بسبب إهمالها في صحتها 
تمسك بهاتفها وتعبث به فقط دون أن تفعل أي شيء مفيد ملازمة غرفتها وفراشها منذ أيام ولا تخرج منها إلا قليلا وبدأت والدتها تستاء من وضعها وحاولت أكثر من مرة فهم حالتها المزاجية والتحدث معها لكن الرد لا يتغير بكل مرة أريد فقط البقاء بمفردي لبعض الوقت ماسبب عزلتها المفاجئة أو حتى مزاجيتها الغريبة لا تعرف لكنها تشعر أن ابنتها ليست بخير 
أما هي ففضلت الابتعاد لأيام عن الجميع وبالأخص عنه تريد جمع شتات نفسها المبعثرة واستعادة روحها المهدرة بڼار الهوى لسنوات هوى لم يجلب لصاحبه سوى الألم والشجن 
ستعاني وربما ستتعذب في محاولاتها التي ستجدها بائسة في بداية رحلتها لكن يكفي إهدارها لمشاعرها وروحها ولن يكون هناك أيضا إهدار لكرامتها 
بينما هي تعبث في الهاتف على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ظهرت صورته أمامها صورة التقطها بالمعرض بعدما انتهت جميع التجهيزات والافتتاح سيكون بعد غد كما تعرف 
توقفت للحظة تحدق بصورته تتفرس ملامحه الوسيمة ابتسامته الجذابة التي تزين ثغره لم تشعر بنفسها سوى وهي تتأمل في صورته هكذا حتى وجدت أصبعها يضغط على ملفه الشخصي وتقلب في ملفه تشاهد صوره الأخيرة 
طرقة واحدة على الباب ثم انفتح ودخلت والدتها
فأدركت ما تفعله بهذه اللحظة وأسرعت في إغلاق صوره وملفه الشخصي وتصنعت
تصفحها لآخر الأخبار التي تظهر تلقائيا في صفحة الفيس بوك 
اقتربت ميرفت منها وجلست بجوارها على الفراش وهتفت بنفاذ صبر 
_ وبعدين يازينة هتفضلي حابسة نفسك في الأوضة كدا كتير 
زينة ببساطة 
_ لا ياماما ثم أولا أنا مش حابسة نفسي أنا بس حابة اخد فترة استجمام مع نفسي بعيد عن الناس 
ميرفت بعصبية 
_ وأنا من الناس دي بقى ولا إيه !! 
ضحكت زينة بخفة وانحنت على أمها تحتضن وجهها بين كفيها وتلثم وجنتها بحب متمتمة 
_ لا طبعا وهو أنا اقدر أصلا ما أنا قاعدة معاكي أهو ياماما 
_ قاعدة معايا فين ده أنا مش بشوفك في
البيت غير كام مرة في اليوم طول الوقت حابسة نفسك في الأوضة 
_ خلاص أنا آسفة وعد إني مش هقعد وحدي في الأوضة تاني حلو كدا 
تنهدت ميرفت بارتياح بسيط ثم قالت برضا 
_ أهاا حلو هتحضري افتتاح معرض آدم بكرا ولا كمان حابة تستجمي ! 
عاد العبوس يظهر على محياها وقالت بصرامة 
_ لا مش هحضر مش قادرة ومليش نفس الصراحة ابقى اعتذريله نيابة عني هو وخالتو 
رفعت والدتها حاجبها بحيرة وقالت بنظرة دقيقة 
_ اعتذرله نيابة عنك ! ياسلام وده من إمتى بقى ده إنتي كنتي معاه في كل التجهيزات وكنتي متحمسة أوي ليوم الافتتاح 
_ مش عارفة ياماما مليش مزاج احضر اعملي زي ما بقولك بس عشان خاطري 
اطالت ميرفت النظر في ابنتها للحظات بشك
وبلؤم ثم اعتدلت في جلستها وقالت بحدة مصطنعة 
_ اممممم طيب قوليلي بقى إيه اللي حصل 
قهقهت وقالت ضاحكة 
_ ياماما يا لئيمة مفيش حاجة صدقيني أنا زي ما قولتلك عندي حالة مزاجية
 

تم نسخ الرابط