رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
وابنتها وهنا تجلس فوق سطح المطبخ الرخامي وتتابع ملامح وجه والدتها المستاءة بصمت حتى هتفت بخفوت
_ بابي قالي إنه مش هيتأخر ياماما والله
جلنار بعصبية
_ يتأخر ولا ميتأخرش بابي لسا تعبان ازاي يروح الشغل وإنتي ليه مصحتنيش
ردت الصغيرة وهي تزم شفتيها بيأس
جلنار بغيظ
_ آه لازم يقولك متصحيش ماما عشان عارف لو ماما صحيت مش هتخليه يخرج
تنهدت الصغيرة بعدم حيلة ثم ابتسمت فجأة عندما قذفت فكرة في ذهنها وهمست لأمها بذكاء طفولي لطيف
_ عارفة ياماما بابي امبارح قالي إنه بيحبك أوي
تسمرت بأرضها كالصنم واختفت علامات الڠضب عن وجهها بلحظة ليحل محلها الصدمة والسكون التام ثم همست بعدم تصديق
_ أيوة
تخبطات أصابت عقلها وهي تنفر عنه أي أفكار وتهز رأسها بالرفض لتصديق شيء كهذا مقنعة نفسها أن ابنتها قامت بالضغط عليه فلم يجد مفر أمامه إلا من أن يخبرها بأنه يحب أمها كثيرا
انفتح باب المنزل فصاحت هنا في تلقائية باسم والدها بابي بينما جلنار فأخذت نفسا عميقا واستعادت قوتها للتتصرف بطبيعية أو بالطريقة الجديدة التي قررت اتباعها معه
_ امممم وحشتيني أوي ياهنايا في الكام ساعة دول
هنا بدلال طفولي جميل وهي تطبع قبلة دافئة فوق وجنة أبيها
_ وأنت كمان يابابي
ثم انحنت على أذنه وهمست وهي معلقة نظرها على أمها
دقق النظر في وجه جلنار التي تتجاهله تماما وكأنه غير موجود ثم همس لصغيرته بإيجاب
_ اه مهو واضح اوعي تكوني قولتليها حاجة عن المفاجأة
ضمت يدها وفردت سبابتها فقط وهزتها يمينا ويسارا بالرفض وهي تبتسم بمكر
متمتما بغمزة
_ شطورة روحي استنيني برا يلا عشان جايب لملاكي لعبة حلوة أوي بس الأول هشوف ماما وأجيلك
_ بس بسرعة
عدنان ضاحكا
_ حاضر
هرولت راكضة للخارج كما طلب منها بينما هو فاقترب بخطواته من جلنار ووقف بجوارها يتابعها بنظراته المستمتعة وهي تتصنع عدم الاكتراث به
خرج صوته خاڤتا بلؤم
_ بقى هو ينفع تشكيني لبنتي وتقوليلها بابا مزعلني
_ إنتي زعلانة
ليه أكيد مش عشان بوستك يعني صح !
نجح في إشعال نيرانها وكانت ستنفجر من فرط الغيظ ونجحت أيضا بتجاهله ولكنها شعرت أنها إذا لم تتكلم وتصرخ ستصاب بنوبة قلبية فغرزت السکين پعنف في الطماطم وصاحت بنبرتها المرتفعة
_ وطي TV يا هنا
ضحك وانحنى عليها يطبع قبلة فوق شعرها هامسا بدفء
_ متزعليش !
رمقته بنظرة ڼارية وصاحت مرة أخرى وهي عبارة عن بركان ثائر
_ ياهنا
كانت ستنطلق منه ضحكة عالية لكنه تمالك نفسه بصعوبة حتى وجدها تندفع للخارج وتتركه فترك العنان لضحكته تنطلق بحرية
كان آدم يقود سيارته في طريق عودته للمنزل لكنه فتح الدرج الصغير في السيارة حتى يأخذ منديلا ورقيا فلمح العقد الفضى الخاص بمهرة التقطه وقلبه بين يده بتمعن تارة ينظر له وتارة للطريق وبعد دقائق من التفكير العميق استدار بالسيارة متجها في طريق مغاير لطريق منزله
على الجانب الآخر كانت مهرة في طريقها للمنزل بعد انتهاء دوام عملها اليومي كانت تسير في طريقها المفضل والأقرب لمنزلها رغم أنه يكون هاديء دائما ولا يسير به أحد إلا أنها لا تبالي سمعت صوت بدرية من الخلف وهي تهتف
_ مهرة !!
توقفت وتأفف بصوت مسموع وبخنق ثم استدارت لها بعد ثواني وهي تقول بقرف
_ خير !
اقتربت منها بدرية وهي تمسك بيدها قماشة بيضاء صغيرة وهدرت بغل
_ مكنش ينفع معاكي غير كدا معلش بقى يابنت الغالي
ثم غارت عليها تكمم فمها وانفها بالقماش الممتليء بمادة مخدرة وسط محاولات مهرة لأبعادها عنها ونجحت بالأخير فعلا حيث استدارت تركض بعيدا عنها لكن بعد خطوات قصيرة تشوشت الرؤية أمامها وكل شيء أصبح يتراقص من حولها فتوقفت محاولة استعادة وعيها لكن الدوار يشتد أكثر ورغما عنها دون أن تشعر سقطت على الأرض فاقدة الوعي
نهاية الفصل
_ الفصل الواحد والعشرون _
توقف بسيارته بأحد الشوارع الجانبية لتلك المنطقة الشعبية تفحص المارة بعيناه التي تخفيها نظارات شمسية سوداء وهو داخل سيارته التقط العقد ووضعه في جيب بنطاله ثم فتح الباب ونزل وأغلقه بهدوء وقف والټفت حوله بنظرات تائهة وصل لمنطقتها لكنها لا يعرف منزلها لاحظ نظرات الفتيات والنساء والرجال وهم يمرون من جانبه بعضها نظرات استغراب وفضول والآخرى غامضة ما بين همسات الفتيات وهم يعلقون نظرهم عليه بإعجاب تنهد بقوة ثم سار بخطواته في الطريق وهو ينقل نظره بين كل شيء فوجد طفل حوالي في التاسعة من عمره يركض خلف صديقه الآخر فاقترب منه واوقفه هاتفا بخفوت
_ في
متابعة القراءة