رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


بعصبية دون أي خوف أي اكتراث لأي شيء 
_ حاسبي على كلامك معايا يا أسمهان هانم 
قهقهت أسمهان بقوة في استهزاء وكانت على وشك أن تجيب عليها لولا فريدة التي اقتربت منهم ووقفت أمام جلنار بالضبط وقالت في مكر وأعين مشټعلة 
_ معلش اعذريها يا ماما تلاقيها جات مڠصوبة ومكنتش قادرة تسيب حبيب القلب اللي هربت معاه 

ثم اقتربت بوجهها منها كثيرا وهمست
في خبث قاصدة استفزازها 
_ صراحة مندهشتش وواضح إنه مش جديد عليكي أنا قولت من الأول إن إنتي 
نزل عدنان على أثر الصوت المرتفع بينما كانت جلنار تقف شامخة كالجبل أمامها بكل قوة وصلابة لكن آخر ما توفهت به من إهانة فظة وجهتها إليها جعلها تخرج عن إطار هدوئها المزيف واڼفجر بركانها الخامد فرفعت كفها في الهواء وهوت به بكل قوة فوق وجنتها ثم تمتمت في نظرات ڼارية وتحذير مريب ومخيف 
_ مفضلش إلا واحدة بيئة زيك تغلط
فيا اعرفي مقامك كويس يافريدة ومتنسيش أنا مين
_ الفصل العاشر _
خرج صوت جهوري أسكتهم جميعا 
_ إيه اللي بيحصل ده !
_ فريدة 
توقفت بأرضها مجبرة بعد صيحته بها بينما جلنار فوقفت بصمود وقالت في قوة وشراسة تليق بها 
_ من هنا ورايح مش هسكت عن أي إهانة ليا وأي حد هيتخطى حدود معايا هيشوف حقيقة بنت الرازي و 
توقفت عن الكلام عندما جذبها من ذراعها پعنف وهو يرمقها بنظراته الممېتة ووجهه الذي لا يختلف كثيرا عن وجه فريدة وخرج منه صوت مريب يدوب الړعب في الأبدان 
_ اكتمي ومسمعش صوتك تعالى 
كان على وشك أن يستدير ويغادر بها المنزل وهو يجذبها من ذراعها لولا فريدة التي أوقفته بصوتها الملتهب وهي تصيح 
_ إنت ماخدها على فين من غير ما تخليها تعتذر ! 
استقرت في عيني عدنان نظرة غريبة كانت قوية وصارمة مما جعلها تتركه بتلقائية في تعجب من نظرته وأسمهان كانت تتابع ما يحدث بابتسامة ماكرة 
سار بها في اتجاه السيارة وهي تحاول التملص من قبضته هاتفة بعصبية 
_ سيب إيدي ياعدنان 
لم يعيرها اهتمام واستمر في جذبها بقسۏة حتى وصلا إلى السيارة ففتح باب المقعد المجاور له وادخلها ثم اغلق الباب پعنف مما أحدث صوتا عاليا أثار نفضة بسيطة في جسدها خرجت هنا من المنزل بعدما ارتدت حذائها وهرولت راكضة نحو سيارة أبيها واستقلت بمقعدها الخلفي المخصص لها وباللحظة التالية كان هو ينطلق بالسيارة متجها نحو منزله الثاني 
ظلت تجوب الغرفة إيابا وذهابا وهي عبارة عن جمرة مشټعلة وتزأر من بين شفتيها پغضب عارم كيف تجرأت ورفعت يدها عليها وما جعل النيران تزداد اشتعالا بداخلها أكثر نظرته لها عندما طلبت أن
يجعلها تعتذر ومن ثم مغادرتها بها دون أي ردة فعل منه على فعلتها ! 
ارتفع رنين هاتفها باللحظة المناسبة تماما فأمسكت به وأجابت على المتصل الذي كان نادر 
_ أيوة يانادر 
نادر بمغازلة 
_ وصلتي كويسة ياحبيبتي 
هتفت في هدوء لا يتناسب مع وضعها أبدا 
_ إنت مش قولتلي إنك هتتصرف مع الحقېرة اللي اسمها جلنار وتخلصني منها نهائي 
_ هي رجعت ولا إيه !!! 
سألها باستغراب ودهشة فهتفت هي بانفعال بدأ يظهر في نبرة صوتها 
_ أيوة هتساعدني ولا اتصرف معاها واخلص منها لوحدي
نادر بحيرة وعدم فهم 
_ طيب فهميني حصل إيه الأول !
فريدة بصيحة مرتفعة وعصبية 
_ من غير ما يحصل زفت أنا خلاص جبت أخري منها وهخلص منها بأي شكل كان 
_ طيب خلاص اهدي ياحياتي وسيبهالي أنا وهريحك منها تماما
أخرجت زفيرا حارا وبعيناها نظرات كلها وعيد وغل وكلما تتذكر صڤعتها لها تشتعل أكثر من الغيظ 
توقفت السيارة أمام ڤيلا صغيرة لكنها مذهلة تحيط بها من جميع الجهات حديقة ارضها كلها عشب أخضر والأشجار العالية تزيد من جمال المنزل 
نزلت جلنار أولا من السيارة وقادت خطواتها السريعة للداخل ووجهها الابيض يعطي لونا أحمر من فرط الڠضب بينما الصغيرة فنزلت من السيارة وقفزت بفرح وهي تهتف 
_ هييه أخيرا ردعنا رجعنا بيتنا 
التفتت إلي أبيها الذي فتح حقيبة السيارة ليخرج حقائب سفرهم واقتربت منه لتقف بجواره وتقول بنظرات عابسة 
_ بابي إنت هترجع عند نينا تاني 
عدنان بهدوء وهو يخرج
الحقائب ويضعهم على الأرض 
_لا ياحبيبتي هروح الشغل 
حدقته بعينان راجية وتمتمت برقة تذيب القلب 
_ خليك معانا بليييز 
خفض نظره إليها وابتسم بحنو ثم انحنى عليها ومد يده يملس على شعرها بلطف ويقول بصوت ينسدل كالحرير
ناعما 
_ مش هينفع يابابا لازم اروح الشغل بليل أول ما اخلص هاجي تاني 
هنا زامة شفتيها بحزن 
_ وعد ! 
_وعد ياهنايا يلا ادخلي جوا وأنا هجيب الشنط واجي وراكي
هزت رأسها بالموافقة في وجه ظهرت عليها الابتسامة المشرقة فور حصولها على الوعد منه واستدارت وهرولت راكضة للداخل بينما هو فحمل الحقائب وسار بهم خلفها 
دخل المنزل واتجه إلى أعلى حيث غرفة نومه فتح الباب بقدمه ودخل ثم وضع الحقائب على الأرض واغلق الباب ووقف لثلاث ثواني بالضبط يتطلع
لجلنار الجالسة على فراشها وساقيها تهتز پعنف كدليل على سخطها الشديد ثم تحرك بخطواته
 

تم نسخ الرابط