رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
مريرة سقطت ثم ردت
_ لا كنت بحبه وجايز تكون في مشاعر بسيطة في
قلبي لسا ناحيته مش متأكدة بس اللي متأكدة منه إني مبقتش بحب آدم زي الأول ياماما والله صدقيني
ميرڤت بضيق وعتاب
_ وليه محكتليش يازينة ليه مقولتيلش على حاجة زي كدا يابنتي واتكلمتي معايا
_ كنت خاېفة ياماما تتعصبي وتلوميني لو عرفتي وأساسا بنسبالي أنا شلت آدم من قلبي من بدري حتى لو لسا عقلي رافض إنه ينساه أو يشيله منه
_ أنا مش عايزة اخسره ياماما إنتي عارفة إني بحب هشام أوي ومفضليش غيرك إنتي وهو دلوقتي ليه سابني ومشي قلقانة عليه ومضايقة أوي من نفسي إني السبب في كسرة قلبه أنا لا يمكن اتمناله حاجة وحشة أو ابقى عايزة اكون سبب في زعله
تنفست ميرڤت الصعداء وقالت مبتسمة بحكمة
قلبك تجاه متسمحيش لعقلك الباطن إنه يتحكم فيكي وشيليه من تفكيرك عشان ترتاحي أما بقى هشام أنا متأكدة إنه بيحبك بجد وأوي كمان جايز يكون سافر بسبب إنه مضايق دلوقتي ولما يهدى ويفوق أنا واثقة إنه هيرجع
بيأس وحزن
_ مش هيرجع ياماما هشام قرر إنه يبعد عني خلاص ده لو مقررش إنه يكمل حياته هناك ويتجوز زي ما قالت ألاء فعلا
ردت ميرڤت باسمة بحنو
_ وإنتي زعلانة إنه مش هيرجع ولا إنه ممكن يتجوز
أجابت بدون تفكير في عينان دامعة
_ الأتنين !
ثم ارتمت بين أحضان والدتها وقالت بصوت مبحوح
ملست ميرڤت على ظهرها برفق وتمتمت بحب
_ ياحبيبتي إنتي مخسرتيش حد أنا جمبك ومش هسيبك أبدا وهشام إن شاء الله هيرجع أنا واثقة
انهمرت دموعها فوق وجنتيها بصمت وهي بين ذراعين والدتها تتشبث بها كالغريق المتعلق بطوق النجاة الوحيد الذي لديه !!!
على الجانب الآخر في إيطاليا
_ وأنا مش عايز حاجة غير إني اشوف ابتسامتك وسعادتك بس على وشك
ابتعدت عنه واستدارت ثم رمقته مطولا وسألت بتدقيق
ضحك وتمتم غامزا
_ حبيت اقضي وقت جميل ولطيف مع مراتي وبنتي بعيد عن ضغط الشغل والأهم اسعدكم واشوف الفرحة على وشكم
ابتسمت بنعومة ثم تقدمت خطوة واحدة إليه ولفت ذراعيها حول رقبته تهتف بدلال
_ بس أنا عايز اروح كل مكان واتفرج على إيطاليا كلها يعني طالما جبتني هنا بإرادتك يبقى مش هنرجع إلى بإرادتي أنا وبعد ما ازهق وامل منها
قهقه بخفة ثم قال مداعبا إياها بغمزة عابثة
_ وافرجك العالم كله كمان يارمانة مش ايطاليا بس
تدللت أكثر وردت بغنج ورقة ساحرة أذابته بالكامل
_ متقولش رمانة رمانتي احلى !
رفع حاجبه مبتسما بدهشة بسيطة امتزجت بنظرته الغرامية ثم دنى منها وهمس بنبرة لها أثر سحري عليها
_ بس كدا من عنيا يا رمانتي
_ يعني هتهربي مني فين دي الشقة كلها اوضتين وصالة !
ردت ببرود متعمد
_ وفيها إيه يعني !
_ هقولك فيها إيه
شهقت وهتفت برجاء وامتعاض مزيف
_
طيب خلاص نزلني والله ومش هطلع صوت تاني عدنان نزلني عدنان
لم يجيبها وفقط سمعت صوت ضحكته الرجولية الجذابة فلم تتمكن من منع ابتسامتها رغما عنها وبعد ثواني كان يدخل بها الغرفة ويغلق الباب خلفهم !!
عودة إلى مصر
نظرها كان عالق على ساعة يدها تتفقد الساعة التي تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل تأخرت بالعمل ولم تنتبه للوقت جيدا والآن تقف تنتظر رؤية أي سيارة أجرة حتى تستقل بها
ظلت تتلفت برأسها يمينا ويسارا على أمل رؤية أي سيارة بهذه المنطقة لكن طال انتظارها دون فائدة حتى بدأت تفقد الأمل وكانت على وشك أن تسير قدما لخارج هذه المنطقة حتى تستطيع العثور على سيارة تأخذها لمنزلها
لكن فجأة على الجانب المقابل من الطريق التقطت عيناها ذلك الرجل وهو يقف ويتطلعها مبتسما بشيطانية ووعيد شعرت لوهلة بتوقف نبضات قلبها وأنها ستفقد وعيها فأسرعت وتلفتت حولها كالمچنونة پخوف بحثا عن أي سيارة أو أحد لكن الطريق كان فارغ تماما وحين عادت بنظرها إليه رأته يقود خطواته السريعة إليها عابرا الشارع ارتجفت قدماها وتصلبت بالأرض غير قادرة على الحركة وكأنها تقف منتظرة حتفها !!!
_ الفصل الثاني والخمسون _
يجلس فوق مقعد خشبي طويل دائري دون ظهر وأمامه حاملة اللوحات الكبيرة وموضوعة بداخلها اللوحة البيضاء وبيده يمسك بالفرشاة يمررها بدقة فوق اللوحة يرسم بها لوحته المميزة توقف عن ممارسة هوايته المفضلة لفترة طويلة والآن قرر العودة لكن بلوحة مختلفة تماما عن أي واحدة سبقتها
_
متابعة القراءة