رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
للخلف مع شهقة مڤزوعة منها وكادت أن تسقط لولا يديه التي حاوطتها وضمتها بسرعة استغرق الوضع المحرج بالنسبة لها للحظات حتى جذبت جسدها من بين يديه فورا وقالت بغيظ بسيط
_ إيه ياهشام الهزار البايخ ده وقفت قلبي من الخضة
ضحك ورد بغرام ومشاكسة
_ سلامة قلبك ياحبيبتي بس أنا كنت طالع عندكم ولقيتك في وشي مكنش قصدي اخضك يعني !
_ على فين العزم !
زينة بوداعة جميلة
_ رايحة الآتاليه في شوية حجات عايزة اخلصهم هناك
سكت للحظة ثم رسم البسمة الساحرة فوق ثغرها بمهارة وغمز بعينه يهمس في مداعبة
ارتبكت بشدة وبدأت الحمرة تصعد لوجنتيها لكنها تمالكت أعصابها وردت بتصنع الطبيعية
_ هي ماما مقالتلكش يعني !
تصنع عدم الفهم والسذاجة ليقول ببراءة مزيفة
_ قالتلي إيه لا مقالتليش حاجة بعدين أنا مستني اسمع الرد منك إنتي
زينة بتلعثم ملحوظ
كتم ضحكته بصعوبة على خجلها وتعلثمها وأكمل بنفس الأسلوب يجيبها
_ الموافقة أو الرفض يا زينة إنتي نسيتي !
حاولت الفرار من بين براثينه بأي طريقة عندما وجدت نفسها لا تتمكن من الرد عليه ومجابهة مكره وجراءته فقالت بخنق وتوتر حقيقي
_ هشام إيه اللي بتعمله ده مينفعش كدا احنا على السلم لو حد شافنا هيبقى منظرنا إيه ونقول إيه !
_ محدش له حاجة عندنا واحد ومراته !
زينة بدهشة واستهزاء
_ نعم مراتك ده إيه هو احنا لحقنا نعمل خطوبة حتى !
_ لا ما أنا ناوي نخليها كتب كتاب علطول الخطوبة دي كلام فارغ متنفعش معانا ياحبيبتي
اشتعلت عيناها من الغيظ وعقدت ذراعيها بخصرها تقول
قهقه بخفة دون أن يصدر صوت عاليا ورد بطريقة منطقية
_ وهي الخطوبة دي بتتعمل ليه عشان البنت والولد يعرفوا بعض وشخصية بعض لكن احنا مش محتاجين الكلام ده فنخليها كتب كتاب علطول ياحبيبتي
زينة بعصبية بسيطة
وغيظ حقيقي
_ وهو أنا مش نفسي مثلا في حجات اشتريها واعملها زي
هشام ضاحكا
_ وهو أنا قولتلك هنعمل الفرح بكرا لا اعملي كل اللي انتي عايزاه وخدي وقتك براحتك بس واحنا كاتبين الكتاب ياروحي
كادت أن تجيب عليه بعناد وانفعال شديد إلا أنها سكتت فجأة بشكل مريب والتزمت الصمت لبرهة قبل أن تتطلعه باستغراب وتهتف بسخرية
_ هشام احنا بنتكلم في إيه وفين احنا على السلم !! لا احنا مش طبيعين والله ابعد كدا خليني اعدي وامشي
دفعته بخفة من أمامها واكملت طريقها بسرعة وكأنها عثرت على مفر وتركض نحوه ركضا حتى تهرب من بين براثين ذلك الماكر بينما هو فبقى مكانه لدقيقة يضحك بقوة على آخر كلماتها ثم قاد خطواته للأسفل من جديد خلفها حتى يأخذها بسيارته المكان الذي تريده
حين رأته يسير خلفها فهمت ما ينويه فردت عليه باقتضاب
_ أنا هروح وحدي
غادرا البناية وكادت أن توقف سيارة أجرة إلا أن نظرته المرعبة مع همسته الصارمة
_ اركبي يلا
جعلتها تنصاع خلفه أوامره لا إراديا دون أدنى اعتراض وسارت بصمت إليه واستقلت بسيارته بالمقعد المجاور له مرغمة ولكن هيهات أن تعترض بعد تلك النظرة !
كانت جلنار تسير داخل مقر شركة الشافعي وبجوارها ابنتها التي أجبرتها بإلحاحها أن تجلبها لأبيها حين مروا بالقرب من الشركة وهم بطريق عودتهم للمنزل بعد انتهاء دوامها الدراسي
تلقت الترحيبات الحارة من جميع الموظفين وابتسامتهم المشرقة وسعادتهم بعودتها حتى لو كانت زيارة لساعات فقط مما جعلها تبتسم وتسعد بتلقائية لاستقبالهم المميز لها !
استقلت بالمصعد الكهربائي
مع هنا وضغط على زر الطابق الثالث وبعد عدة ثواني توقف المصعد أمام الطابق المطلوب فخرجت وسبقتها الصغيرة ركضا تجاه مكتب والدها لكن توقفت عندما تلقتها السكرتيرة الخاصة بأبيها ورحبت بها ببشاشة وفرحة فاقتربت جلنار منهم وتطلعت بليلى في بسمة صافية ثم سألتها
_ عدنان جوا يا ليلى
ترددت للحظة وأجابت بتوتر من ردة فعلها
_جوا بس معاه آنسة مروة بيخلصوا شغل
اختفت البسمة من فوق ثغرها فورا وتقوست معالم وجهها تماما كما توقعت ليستخوذ عليها الصمت لبرهة وهي تستعيد المواقف في عقلها بالبداية محادثتها معها في الهاتف ومن ثم رفقتها له بحفل زفاف حاتم والآن معه بغرفة واحدة !! فسألت بحزم
_ هي مين مروة دي بظبط !!
ليلى ببساطة وصدق
_مروة
كانت شغالة في الفرع التاني ياجلنار هانم بس عدنان بيه طلب ونقلها للفرع الرئيسي هنا عشان تكون معاه
رفعت حاجبها بسخرية وأعين كلها غيرة وڼارية وهي تكرر جملتها
_ عشان تكون معاه
أدركت ليلى خطأها الفادح فردت بسرعة تعدل جملتها السخيفة في محاولة لإنقاذ الموقف
_ اقصد يعني إنها شاطرة ومجتهدة في شغلها فعشان تساعدنا هنا في الشغل وتفيدنا اكتر فنقلها عدنان بيه لهنا
فركت جلنار يديها ببعضهم في غيظ ونيران ملتهبة
متابعة القراءة