رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


لها بجسده وقال ضاحكا بمشاكسا 
_ لا ريحي نفسك ياست الكل لما احب اتجوز أنا اللي هختارها
أسمهان رافعة حاجبها باستنكار ووجه جاد 
_ لا والله !
آدم ببشاشة وبرود متعمد 
_ طبعا يا سلطانة اعذريني مش هسمحلك تتولي المهمة دي بذات ده جواز مش لعبة
_ أنت هتعمل زي أخوك !!
زم شفتيه بعدم اكتراث وتمتم 

_ ماله عدنان !
أسمهان بقرف وغيظ 
_ مش لو كان سابني انقيله عروسته على مزاجي كان زمانه دلوقتي عايش مبسوط ومتهني في حياته لكن البيه لعبت بعقله حلاوة بنت فاطمة الخدامة وخلته مش شايف غيرها ولما جات الفرصة إنه يتجوز تاني راح واتجوز بنت نشأت ڠصب عني
مسح آدم على وجهه متأففا وقال بصوت غليظ واستياء حقيقي 
_ عدنان هيكون مبسوط ياماما لما تتخلي عن تصرفاتك ومحاولاتك في إنك تتخلصي من جلنار ودلوقتي بقت فريدة سبيه ومتدخليش في حياته ومتخقليش مشاكل بينهم
ثم اندفع لخارج الغرفة بأكملها فصړخت هي منادية عليه في سخط 
_ آدم
ثم أكملت بعينان ملتهبة بالغيظ
والغل عندما لم يجب عليها 
_ مش كفاية ساحرة لعدنان بنت الرازي كمان حتى ابني التاني مش بيستحمل يسمع عليها كلمة ماشي يا جلنار مبقاش أنا أسمهان الشافعي أما طردتك من حياة ابني ومن حياتنا كلها
انتهت من
ارتداء ملابسها وكل شيء استعدادا لعودتها إلى وطنها ثم جلست على الفراش وامسكت بالهاتف وبحثت بقائمة الأسماء عن رقمه وظلت تحدق به بتردد تتصل به وتخبره أنها راحلة أم لا ! قذفت بذهنها كلماته وهو يعبر لها عن حبه الخفي لها بحبك أوي ياجلنار نفضت عن ذهنها تلك الكلمات وهزت رأسها بالنفور وهي تحسم قرارها بعدم الاتصال به وبل وعدم التواصل معه تماما 
انفتح الباب ودخل عدنان ثم وقف للحظات قصيرة يحملق بها وقال بخشونة 
_قاعدة كدا ليه يلا
طالعته بعينان محتقنة بالډماء ثم استقامت واقفة وجذبت حقيبتها الصغيرة والقت نظرة أخيرة على الغرفة بأكملها تتأكد من عدم نسيانها لشيء ما ثم اتجهت نحوه وقبل أن تعبر من الباب بجانبه قبض على ذراعها ليوقفها ورفع كفها الأيمن لأعلى ينظر إلى أناملها الخالية من خاتم زواجهم فاستقرت في عيناه نظرة قوية مردفا 
_ خاتمك فين !
سحبت يدها من بين يده بهدوء وهي تزفر بخنق وتهتف باقتضاب 
_ في الشنطة
_ طلعيه
كانت كلمة صارمة صدرت منه لا تقبل الجدال بنظرات حادة فتنهدت هي بنفاذ صبر ووضعت كفها في الحقيبة الصغيرة تفتش عن خاتمها ولم تجده أو هي من أرادت هذا حيث أجابت عليه بالامبالة وهي تهم بالانصراف 
_ مش لاقياه بعدين هبقى اشوفه وألبسه
جذب حقيبتها من يدها بعدما فهم حيلتها وتصنعها ثم فتحها ونظر فيها يفتش بنظره عنه حتى وجده التقطه وامسك بكفها يرفعه ثم يلبسها الخاتم ويهتف في صوت رجولي ساخط 
_ ده ميتقلعش تاني مفهوم ولا لا 
جلنار بسخرية 
_ ليه بقى !!
أجابها في شيء من الغرابة وبعينان ثاقبة 
_ عشان يفكرك دايما إنك هتفضلي مراتي ومفيش طلاق ياجلنار
استشاطت غيظا وغل فاقتربت بوجهها منه وقالت في ثبات وأعين تشع شرارة الشړ والمكر 
_ هطلق سواء طالت أو قصرت مسيرك هتطلقني واوعى عقلك الباطن يصورلك إنك حتى لو مطلقتنيش لما نرجع هسمحلك تقرب مني أو تلمسني بعينك ياعدنان أنه يحصل
رغم اشتعال نيران الغيظ في داخله من كلماتها إلا أنه أظهر العكس تماما حيث ابتسم ببرود وهمس بخبث وهو يقترب بشفتيه منها ليستفزها 
_ هنشوف يارمانتي الموضوع ده لما نرجع إن شاء الله 
رمقته بقرف وتمتمت 
_ بكرهك
عدنان بوجه مبتسم في نظرات مثلجة 
_ عارف وعشان كدا مش هطلقك
احتدم وجهه وتحول إلى الأحمر القاتم من شدة الغيظ وهي تطالعه باستياء مكتوم تود لو تلكمه وتفرغ شحنة غيظها به أو ټخنقه بيديها لكنها أثرت عدم الاصطدام معه الآن في شجار هي ليست في مزاج لتحتمله حيث اندفعت إلى الخارج وهي تتمتم
بعض الكلمات الغاضبة بينما هو
فخرج خلفها وكانت الصغيرة تنتظر في الحديقة وهي تلهو بدميتها وعندما رأت والديها باتجاه السيارة ركضت هي قبلهم واستقلت بالمقعد الخلفي في مكانها المخصص وثواني واستقل عدنان بمقعد القيادة وجلنار بجواره ثم التفتت برأسها للخلف لابنتها وهتفت في لؤم قاصدة إثارة ضيقه 
_ استعدي بقى ياهنون عشان أول ما نرجع هنروح نقعد عند خالتو إنتصار
استعت مقلتي الفتاة بدهشة وقفزت فرحا في مقعدها تقول بفرحة 
_ هييييه
بينما هو فحدقها بنظرة مشټعلة وهتف 
_ مين اللي قال هتروحوا !
جلنار ببرود يماثل بروده معها منذ قليل 
_ أنا قولت ! وبعدين حتى هنا عايزة تروح وفرحت أهي إيه هتكسر بنفس بنتك !
عض على شفاه السفلى محاولا تمالك أعصابه وهمس في غيظ 
_ ده أنا اللي هكسر دماغك
وثبت الصغيرة على مقعد والدها وهي تعانقه من الخلف وتقول برجاء 
_ نروح عند خالتو يابابي اردوك أرجوك 
نظر مطولا لابنته فلم يتمكن من المقاومة أمام نظراتها المستعطفة والحاحها فقال بمضض 
_ ماشي ياحبيبتي خلاص هنروح
اشاحت جلنار بوجهها للجانب الآخر تخفي ضحكتها الشامتة والخبيثة بكفها ثم رجعت برأسها نحوه بعدما انطلق بالسيارة
 

تم نسخ الرابط