رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
يامهرة !
مهرة پغضب وهي تتجه نحو غرفتها _
_ مقالتش حاجة عايزة اقعد وحدي لو
سمحتي ياتيتا
وصلت إلى باب غرفتها وفتحته لتدخل وټصفعه
خلفها بقوة وسط ذهول فوزية وسخطها من تلك المرأة التي لم ترتاح لها منذ أول نظرة !
بصباح اليوم التالي داخل مقر شركة الشافعي
كانت جميلة تجلس بجوار عدنان في مكتبه تقوم معه بمراجعة بعض الأوراق المهمة الخاصة بالعمل في جدية تامة فنهضت من جواره متجهة نحو الكأس الكبير الممتليء بالماء الموضوع فوق الطاولة الصغيرة بجوار الزجاج الضخم الذي يطول الحائط ويظهر الشارع من الخارج لتمسك الكأس وتسكب في الكوب الصغير ثم ترفع الكوب لفمها لتشرب الماء وعيناها على الشارع من الزجاج بتلقائية فتوقفت فجأة عن شرب الماء حين رأت جلنار تنزل من سيارتها الحمراء في كامل الأناقة كعادتها ونزعت نظارتها السوداء عن عيناها ثم سارت لداخل الشركة
_ عدنان معلش أنا هدخل الحمام عندك اظبط حاجة بس وارجعلك
لم يسمعها جيدا بسبب انشغاله بالاوراق التي أمامه واكتفى بإماءته البسيطة لها دون أن يتطلع إليها حتى فلمعت عيناها بالمكر واتجهت نحو الحمام كما أوضحت أنها تريد تظبيط شيء بمظهرها !
_ جلنار !!
دخلت وأغلقت الباب خلفها لتقترب منه بخطواتها الناعمة مثلها بينما هو فاستقام واقفا وقال بجدية وريبة _
جلنار بخفوت وابتسامة دافئة _
_
لا أنا وديت هنا الحضانة بعد ما إنت خرجت الصبح زي ما قولتلك وبعدين قولت اجي واقعد معاك شوية بدل ما بفضل قاعدة لوحدي في البيت
_ كدا مش هعرف اشتغل خالص النهارده يا رمانتي
ضحكت وقالت بدلال _
_ هساعدك
غمز لها بخبث وهو يضحك مجيبا بمداعبة _
هزت رأسها بالموافقة تجيب في رقة _
_ حاضر
بتلك اللحظة خرجت جميلة من الحمام وقد نزعت عنها الجاكت في الداخل وبقت فقط بكنزة ضيقة بحمالات وتنزل بفتحة واسعة عند منطقة الصدر أظهرت داخلها بوضوح وكانت تمسك بمنشفة صغيرة تجفف بها وجهها وذراعيها من الماء
_ جلنار !!!
ثبتت نظرات جلنار عليها وهي تتفحصها من أعلاها لأسفلها بتلك الملابس المتحررة وبالأخص أنها تخرج من حمام مكتبه بهذا الشكل تشنجت معالم وجهها وابتعدت عن عدنان تبعد ذراعه عنها بعد أن رمقته بنظرة مشټعلة بينما جميلة فشهقت پصدمة وقالت بزيف _
ثم عادت فورا للداخل تلتقطه وهي تبتسم بلؤم ثم خرجت وارتدته وهي تهتف ببراءة مزيفة _
_ أصل أنا وعدنان كنا بنشتغل من وقت طويل ولما حسيت بإرهاق شوية قولت ادخل اغسل وشي واخد ريست
لم يتطلع عدنان بجلنار بتاتا بل بقت أنظاره المظلمة والمخيفة عالقة على جميلة حتى أنها حين التقت عيناها بخاصته اړتعبت قليلا وابتسمت بتوتر
أما جلنار فقد القت نظرة خزي على عدنان قبل أن تهتف بثبات مزيف _
_ أنا همشي وإنت كمل شغلك
ثم التفتت إلى جميلة وقالت بشراسة _
_ حمدلله على السلامة ياجميلة
همت بالرحيل لكن قبل أن تخطو بقدمها خطوة واحدة كانت قبضته الفولاذية تقبض على رسغها ويخرج صوته المتحشرج في لهجة آمرة _
_ استنيني في العربية تحت وأنا نازل وراكي
انتزعت رسغها من قبضته پغضب واندفعت للخارج وهي تشتعل أما عدنان فقد جذب مفاتيح سيارته وهاتفه ثم اقترب من جميلة وهتف بنظرات ممېتة ووعيد حقيقي _
_ اللي حصل دلوقتي ده مش هيمر مرور الكرام ولما ارجع ليكي حساب معايا يا جميلة
ثم ابتعد عنها وانصرف لتركل هي
الأرض بقدمها في ڠضب وضيق وقد تلألأت عيناها بالعبارات
داخل منزل ميرفت وتحديدا بغرفة زينة
سمعت صوت الباب ينفتح ولم تستدير برأسها لترى من الذي دخل حتى بل بقت كما هي فوق فراشها تحدق بالفراغ أمامها في سكون شعرت بالخطوات القوية والمختلفة عن خطوات والدتها الرقيقة فأدركت فورا أنه هشام
لا تخشاه ولكنها لا تتمكن من النظر بوجهه تشعر بالعجز والضعف كلما تتذكر أنه رآها بتلك الحالة المزرية وهي ملابسها ممزقة دائما ترغب بالبكاء حين تتذكره أو تراه
وجدته جلس على مقربة منها فوق الفراش ويهتف في صوت دافيء _
_ عاملة إيه يازينة
لم تجيبه كما توقع وعيناها استمرت في التحديق باللاشيء فتنهد الصعداء بحزن وقال بصوت رجولي غليظ _
_ الحيوان ده
في السچن دلوقتي واوعدك إني هاخدلك حقك منه وهخليه يقضي بقية حياته في السچن
ثواني معدودة ورأى الدموع تنهمر فوق وجنتيها بصمت فاقترب منها وقال
متابعة القراءة