رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
في علاقتنا لسا مع بعض أهو
_ عشان الزهرة متقدرش تتخلى عن عقابها
رأته يتأملها بعينان هائمة وكأنها سلبت عقله منه فراح يدنو منها دون أن يشعر لكنه توقف فجأة وبعينان متسعة لكليهما حين صدح صوت رجل مسن كان مارا من أمام الدار ورأى مشهدهم الرومانسي من خارج البوابة فظنهم عشاق بالسر ليقول پغضب وقرف
غضن عدنان عيناه پصدمة وهو يتابع ذلك الرجل الذي ألقى بعباراته وسار مبتعدا ولا إردايا وجد نفسه يصيح عليه وسط دهشته
بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقبل أن تتعالي صوت ضحكاتها أكثر وجدته يرمقها شزرا ويقول وهو يدفعها للداخل
_ ادخلي جوا عاجبك اللي حصل ده بسببك الراجل افتركني شاقطك
دهشت للحظة من تحوله الغريب لكن سرعان ما عادت تضحك من جديد وقالت
_ الله وأنا مالي أنا كمان !
_ وهو طلع من فين كمان المنطقة لسا متعمرتش ومفيهاش ناس كتير غير قليل جدا
سكت لثواني ثم تابع بخنق
_ ما تدخلي جوا يلا واقفة ليه !!
جلنار بحماس
_ أيوة يلا عشان اتفرج على الدار من جوا كويس كمان
عادت البسمة العبثية لشفتيه وغمز لها بوقاحة متمتما
ثم وجدته يلف ذراعه حول كتفيها ويضمها إليه ليسروا معا للداخل وهو يتابع بخبث
_ قوليلي بقى احنا كنا وقفنا فين كنتي بتقولي الزهرة لا تتخلى عن عقابها !
تعال صوت ضحكاتها الأنثوية وهو تنعته بوصف واحد وسط ضحكها وقح
توقفت السيارة أمام مبنى سكني ضخم وفاخر يحوى العديد من الشقق السكنية رفعت أسمهان نظرها من داخل السيارة لذلك الارتفاع الشاهق ثم انزلت رأسها وتحدثت للسائق وهي تفتح الباب
رد السائق بهدوء
_ تمام
ياست هانم لو احتجتي أي حاجة كلميني بس
لم تجيبه وخرجت من السيارة لتقود خطواتها لداخل البناية لكن الحارس أوقفها وهو يقول بحزم بسيط
_ طالعة لمين ياهانم
أسمهان بصوت قوي
_ آدم الشافعي
أجابها الحارس بتأكيد وابتسامة خاڤتة
اكتفت بإماءة بسيطة كرد على سؤاله لتجده يرحب بها ببشاشة ويقول بأسلوب مختلف تماما عن البداية
_ اتفضلي يا هانم شقة آدم بيه في الدور التاسع شقة رقم 20
أسمهان في خفوت تام وهي تهم بالتحرك لتكمل طريقها لداخل البناية حيث المصعد الكهربائي
_ تمام
متشكرة
سارت بخطوات هادئة حتى المصعد واستقلت به لتضغط على زر الطابق التاسع لحظات قاربت على الدقائق حتى انفتح باب المصعد من جديد لكن أمام الطابق المطلوب وخرجت منه ثم اخذت تتلفت حولها تبحث عن رقم الشقة فالتقطت عيناها الرقم المدون فوق شقته 20
كان يرتدي قميص أبيض بنصف أكمام وبنطال أسود وبيده يمسك بهاتفه يبدو أنه كان
في محادثة مع أحدهم
طالت نظراته المدهوشة بزيارة أسمهان المفاجئة لكن سرعان ما أخذ نفسا عميقا ورفع الهاتف
لأذنه يرد على الطرف الآخر الذي اتضح أنه مهرة حين هتف
_ طيب سلام دلوقتي يامهرة نبقى نكمل كلامنا بعدين
وانهى الاتصال معها لينزل الهاتف ويضعه بجيب بنطاله ثم يطالع أمه بنظرة جامدة ويفسح لها الطريق للدخول ففعلت أسمهان بصمت دون كلمة واحدة ودخلت اغلق هو الباب خلفها وتابعها بنظراته وهو يراها تتجول بنظرها بين أرجاء المنزل بأكمله تتفحص كل قطعة به كأنها تتأكد وتطمئن على كيفية تكيفه على الحياة بمفرده بعيدا عنها
فجأة وجدها تلتفت له وتسأله بعفوية تامة كأنها نست كل شيء
_اتغديت ولا لسا ياحبيبي
ابتسم بخفة ثم رد مؤكدا
_ اتغديت الحمدلله
ابتسمت هي أيضا لكن بحزن لتقترب منه وتهمس بعينان دامعة
_ مش كفاية يابني عقابك ليا صدقني أنا ندمت يا آدم ومستحيل اكرر أي غلط تاني أنا اتغيرت سامحني يابني وارجع أنا مش قادرة اعيش من غيرك أنت وأخوك بمۏت كل يوم ألف مرة في بعدكم عني البيت وحش أوي من غيرك يا آدم
آدم بضيق وصوت صلب
_ إنتي اللي وصلتينا للمرحلة دي ياماما
اندفعت نحوه ورفعت يديها تحتضن وجهه بينهم هاتفة پبكاء وندم صادق
_ أنا آسفة ياحبيبي اوعدك إني هكون الأم اللي تفتخر بيها بجد أنت وعدنان لا يمكن اغلط أي غلطة تاني وازعلكم مني إنتوا كل حاجة بنسبالي دلوقتي وعندي استعداد اتخلي عن أي شيء في سبيل إنكم تسامحوني
طال تمعنه بها في استسلام اڼهارت جميع حصونه ولم يعد بإمكانه الصمود أكثر من ذلك مهما فعلت ستظل أمه ومهما حدث لن يتوقف عن الاشتياق لها لن يتمكن أبدا من كرهها حبها فطرة خلقه الله بها !
لانت نظراته الصارمة وأصبحت دافئة كطفل صغير وهو يجيبها بتأكد
_ واحنا ملناش غيرك ياماما !
تلك الجملة تأثيرها عليها كاد أن
متابعة القراءة