رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
لها فلاحت ابتسامة جانبية على شفتيه واعتدل في وقفته ثم وضع العقد في جيبه واتجه لخارج المعرض بأكمله بعد أن أطفأ جميع الأضواء ووقف أمامه من الخارج ثم أمسك بالباب واغلقه بالمفتاح جيدا وسار
باتجاه صديقه الذي كان بانتظاره في السيارة
بعد مرور ساعات بسيطة
مجتمع هو ووالدته وأخيه على المائدة ويتناول الطعام بصمت عدم وجودها على المائدة معهم يثير جنونه ويحاول تجاهل الأمر لكن ثورانه الداخلي منعه من الصمود كثيرا حيث فجأة القى بالشوكة التي بيده على سطح الطاولة وقال بعصبية
زمت أسمهان شفتيها وقالت بعدم
اكتراث
_ معرفش سيبها ياحبيبي هي لو عايز كنت نزلت واكلت
عض على شفاه السفلية في غيظ متمالكا أعصابه بصعوبة استقام واقفا واندفع إلى الأعلى باتجاه غرفته تابعته أسمهان بأعين ڼارية وناقمة على فريدة أما آدم فتأفف بخنق وقرف !
_ قاعدة هنا ليه !! الأكل لما يتحط ياهانم الكل يكون على السفرة
تعمدت عدم النظر إليه وقالت بتمرد
_ مش عايزة اكل ياعدنان
_ ليه بقى إن شاء الله
_ وإنت مهتم بيا كدا ليه كفاية شكك فيا وكأننا متجوزين إمبارح ولا قعدتك عندها تلات أيام مبتجيش البيت هنا
وسايبني
انحنى بنصف جسده عليها وهمس في نظرة ممېتة وڼارية
_ أنا مشكتش فيكي من فراغ
هبت واقفة وصاحت به پغضب ودموع حقيقية انهمرت على وجنتيها
_ إنت بتعاملني بطريقة عمرك ما عاملتني بيها قبل كدا بعدت عني أنا مشوفتكش ليا تلات أيام غير امبارح في المعرض متخيل حتى مش بتتصل بيا ياعدنان وبتحاسبني دلوقتي على تغيري معاك طيب ما أنا اتغيرت بسببك شايفاك إزاي اتغيرت من وقت ما رجعت الهانم وأنت قاعد عندها علطول تفكيرك فيها علطول وخۏفك عليها وكنت بتحجج وتقولي إنك خاېف على بنتك بس الحقيقة كانت إنك زي ما خاېف
_ متحاسبنيش على حاجة إنت السبب فيها
لانت نظراته ونبرته أمام كلامها ودموعها ولوهلة رغب بضمھا لصدره ليشعرها بحنانه مرة أخرى ويمطرها بحبه لها كالعادة لكن لا يزال الشك الذي تعشش في ثنايا يمنعه وبإمكانه القول أنه فقد جزء كبير من ثقته بها
_ متعيطيش يلا تعالي ننزل عشان تاكلي
صړخت به بعصبية وعينان ممتلئة بالدموع
_ مش عايزة اطفح ياعدنان سبني لوحدي لو سمحت أو اقولك روحلها تاني كمان أصلا مبقتش فارقة معايا من زمان اوووي
دهشه ردها عليها مما جعله يقف للحظات يتطلع إليها بعدم استيعاب واردف بابتسامة تحمل الاستنكار والصدمة بآن واحدا
_ مبقتش فارقة !!
اشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى بينما هو استمر في التحديق بها ينتظر منها أي توضيح لكن لا رد وفقط دوى صوت رنين هاتفه في جيبه فأخرجه وتطلع باسم المتصل وكانت جلنار القى نظرة مطولة عليها قبل أن يستدير وينصرف إلى الخارج مجيبا على الهاتف شبه منفعلا
_ خير ياجلنار
أتاه صوت صغيرته العابس وهي تقول
_ بابي إنت مش جاي !! إنت قولتلي هتيجي ومش هتتأخر
مسح على وجهه متنهدا وقال بخفوت في لطف
_ أنا جاي ياحبيبتي متقلقيش استنيني ومتناميش
عادت البهجة لصوتها حيث ردت عليه بفرحة
_ حاضر هستناك
في الداخل التقطت فريدة الوسادة الصغيرة والقتها بعرض الحائط هاتفة في صوت مبعثر وبائس
_غبية إيه اللي قولتيه ده بدل ما تصلحي الوضع وتمحي شكه فيكي نيلتي الدنيا اكتر كان لازم يعني تنفعلي وتقولي اللي شايلاه جواكي !!
في مدينة كاليفورنيا بأمريكا تحديدا داخل منزل حاتم
يجلس بغرفة
مكتبه الخاصة وأمامه حاسوبه النقال يتنقل بين الصور بقلب منفطر اشتاق لها كثيرا ولا ينكر هذا ومشاهدته لصورها ربما ترضى القليل من شوقه وتطفي النيران المشټعلة في صدره من فراقها حديثهم الأخير معا وكلماتها لا تزال تتردد في أذنه هي لديها الحق بكل كلمة لم يكن موجودا في الوقت التي كانت فيه بحاجة إليه وحين عاد كان الآوان
قد فات لكن هذا لا يمحي حقيقة حبه لها وأنه لا يزال حتى الآن يريدها وقلبه يعاني من فراقها
انفتح الباب وظهرت من خلفه نادين وهي تحمل فنجانين من القهوة فانزل غطاء الحاسوب قليلا حتى لا ترى الصور ونظر لها مبتسما فقالت وهي تقترب منه وتضع القهوة على سطح المكتب أمامه
_ شو عم تسوي
حاتم ببساطة وهو يتلقط فنجان
متابعة القراءة