رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
وكيف تزوجوا !!!
استقرت نظرات حاتم على
جلنار يتطلعها بصمت لم تتمكن من فهم نظراته لكنها بدت غريبة بعض الشيء ربما كانت متعجبة وربما معاتبة لم تتمكن من تحديد مقصده جيدا لكنها أبدا لم تكن تحمل المشاعر السابقة التي اعتادت أن تراها بعيناه كلما ينظر إليها كانت خالية من المشاعر وبنفس اللحظة عجيبة !!
_ أنا رايحة الحمام
استغلت نادين الفرصة وقد تملكتها هي الأخرى الغيرة واشټعل الغيظ في صدرها بعدما رأت نظراته زوجها لجلنار فهبت من مقعدها وسارت خلف جلنار
_ لو لمحت عينك بتبصلها تاني صدقني ھدفنك في أرضك إنت لسا متعرفنيش احذر مني وبلاش تثير أعصابي عشان أنا مبرحمش
القى عليه نظرة أخيرة منذرة وملتهبة قبل أن يستدير ويسير لخارج المكان بأكمله ويترك حاتم يتابعه وهو يشتعل من فرط الڠضب والنقم !
بالماء تتنفس الصعداء بحنق لوهلة شعرت بالندم لموافقتها على القدوم معه فربما لو لم تكن موجودة لما ساءت الأمور لهذه الدرجة بينهم
لكن من أين لها أن تعرف بوجود حاتم !!
التفتت برأسها تجاه الباب بعدما لمحت بطرف عينها دخول نادين فحدقتها بسكون حتى سمعتها تهتف بقوة والانزعاج يظهر بوضوح على ملامحها _
ابتسمت جلنار مستنكرة من سؤالها وقالت _
_ يعني إنتي متعرفيش !
نادين بحزم واستياء بسيط _
_ لو بعرف أكيد ما راح اسألك
جذبت جلنار حقيبة يدها الصغيرة والفاخرة وأجابت عليها بثبات ونظرة ذات معنى _
_ عدنان جوزي واطمني مفيش داعي للعصبية دي يا نادين حاتم صديق ليا ومش هيكون غير كدا وهو كمان اكيد بيعتبرني كدا دلوقتي بما إنكم اتجوزتوا
_ مبروك رغم صدمتي إلا إني فرحتلكم جدا ربنا يسعدكم مع بعض
بقت نادين تتطلع على أثرها بعد رحيلها وهي تشتعل من الغيرة لا تزال نظراته لها عالقة بذهنها ولا تتمكن من محوها يستمر الصوت السيء الذي بداخلها في تكرار جملة مازال يحبها !!!
كان عدنان يسير بخطوات واسعة تجاه سيارته وهو عبارة عن جمرة من النيران لكنه توقف حين سمع حاتم من الخلف يهتف _
استدار له بجسده وتابعه وهو يقترب منه كم يجاهد في تلك اللحظة أن يبقى صامدا ولا يفقد أعصابه فإن حرر الۏحش الثائر بداخله لن تكون النتائج مرضية لأي أحد وبالأخص ذلك الحاتم
توقف حاتم أمامه لثواني معدودة تتقابل فيها نظراتهم العدوانية معا قبل أن يضم قبضة يده ويرفعها ليلكم عدنان في وجهه پعنف ويهتف بغل _
_ كان لازم اعمل كدا من زمان بس كنت بعمل حساب لجلنار اللي كنت سايبها ومهملها
تحسس عدنان جانب ثغره ثم انزل أصابعه ورآها ملطخة بنقطة دماء واحدة ! ارتفعت الابتسامة الساخرة فوق شفتيه وأظلمت عيناه بشكل مرعب معلنة عن خروج الجانب الأكثر شراسة منه حيث انتصب في وقفته ورمق حاتم متهكما يهتف في نظرات تنذر بعاصفة مدمرة قادمة _
_ واضح إنك مش بتيجي بالتحذير
غار عليه ومن شدة لکمته له ترنح بوقفته وكاد أن يسقط بهذه اللحظات كانت جلنار بطريقها للخارج بعدما تلقت مكالمة منه واخبرها بأنه ينتظرها بالخارج ولم تحاول الجدال معه حتى فصوته كان لا يبشر بالخير أبدا واكتفت بالامتثال لأوامره وغادرت فور خروجها من الحمام لكن حين رأتهم بالخارج بهذه الحالة هرولت مسرعة نحوهم وامسكت بعدنان تهتف بانفعال _
_ عدنان بتعمل إيه !
كانت نادين
خلفها مباشرة واسرعت تجاه حاتم الذي كان سيهب بالانقضاض مجددا لولا قدوم زوجته وجلنار
قبضت جلنار على يد عدنان بقوة حتى تجعله ينزل أنظاره الڼارية عن حاتم ويتطلع إليها وهي تهتف بخنق _
_ عدنان يلا بينا عدنان
النظرات الأخيرة بينهم كانت تحمل إشارات الإنذار والحقد والڠضب الذي لم يفهمها سواهم ثم استدار وامسك بكف جلنار في تملك واكمل طريقه تجاه سيارته
تحسست نادين شفتي حاتم الغليظة الملطخة بالډماء وقالت باهتمام حقيقي _
_ إنت منيح
رمقها بنظرة مشټعلة وغاضبة ليبعد يدها عن وجهه بجفاء ويقول بعصبية _
_ اتفضلي على العربية قدامي
لم تفهم سبب غضبه في حين من المفترض أن تكون هي الغاضبة بعد ما حدث بالداخل مما جعلها ترمقه بسخط وتتركه وتتحرك أمامه في خطوات سريعة تجاه السيارة ليلحق هو بها
بعد دقائق طويلة توقفت سيارة حاتم داخل حديقة المنزل بمكانها المخصص لها وسبقته نادين
متابعة القراءة