رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


كان في الماضي ياعدنان أنا متأكدة إن حاتم دلوقتي بيحب نادين جدا ونسي كل حاجة لأنه مستحيل يظلمها ويتجوزها وهو مش بيحبها
تنهد الصعداء بخنق ملحوظ وهتف _
_ إنتي عايزة إيه دلوقتي ياجلنار ! 
اقتربت منه أكثر
وأصبحت شبه ملتصقة به تتطلع في عيناه بثبات وتقول بثقة _ 
_ عايزاك توافق على المشروع وتنهوا الخلاف اللي بينكم ده لأنه ملوش لزوم 

رمقها بحدة وقال برفض
قاطع _ 
_ قولتلك لا مش هيحصل 
جلنار بنظرات قوية وبهدوء يحمل لمسة غريبة _ 
_ لو بتحبني بجد هتعمل كدا عشاني 
هتف پغضب حقيقي بدأ يظهر فوق معالمه _ 
_ وسبب رفضي هو حبي ليكي بلاش تعقدي الأمور يا جلنار 
جلنار بعناد وأصرار _ 
_ إنت اللي بتعقدها أنا بحاول أحلها وابسطها لإني مش حابة يكون في خلافات وعداوة بينكم بالشكل ده إنت جوزي وهو صديق طفولتي وفي وسط خلافاتكم دي بكون أنا اللي في النص بينكم ومش عارفة اتصرف 
عدنان بعصبية ونظرات مشټعلة _ 
_ انسي يا جلنار ومتفتحيش معايا الموضوع ده تاني ولا تجيبي سيرة حاتم قدامي كمان
انهي عبارته وابتعد عنها ليسير خارج الغرفة ويغادر تماما فبقت هي بأرضها عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وتحدق بأثره في خنق ونفاذ صبر !! 
داخل منزل حاتم الرفاعي 
يقف بالمطبخ ممسكا بيده كوب طويل ممتلئ بالمياه ويستند بنصف جسده على المطبخ خلفه محدقا أمامه بصمت غريب نظراته مظلمة وملامحه مريبة منذ شجاره بالأمس معها وهو لا يتوقف عن التفكير يشتعل غيظا وڠضبا كلما يتذكر كلماتها وأنها اختارت أن تفضل ذلك المشروع عنه ! وفوق كل هذا تتهمه بخيانتها وعدم حبه لها !!! 
كانت نادين بطريقها للمطبخ لكي تقوم بتحضير فنجان القهوة الصباحي الخاص بها ووقفت لثانيتين بالضبط التقت فيها أعينهم معا حين دخلت ورأته لكن سرعان ما تجاهلت وجوده تماما كأنها لا تراه واقتربت لتبدأ في تحضير قهوتها دون أن تلقي نظرة واحدة عليه ! معالمها اللطيفة كانت تعتليها الانزعاج الملحوظ والمماثل له وهو يتابعها بنظراته الملتهبة تتجاهله عمدا ولا تلقي بنظرها عليه حتى !! مما جعله يشتعل من الغيظ أكثر ويضغط على كوب المياه الذي بيده لإ إراديا في عڼف كاد أن يهشمه بين يديه 
عيناه لا تنزل عنها وهو يراها تتحرك بخفة كالفراشة حوله دون أن تعطيه أي اهتمام كأنه نكره وحين وجدها وقفت على مقربة منه اعتدل في وقفته واقترب نحوها ليترك كوب الماء من يده فوق الرخام بقوة مصدرا صوتا عاليا ومزعجا جعلها بتلقائية تنظر له أخيرا لكنها نظرة ڼارية ومستاءة تقابلت مع خاصته الملتهبة 
تراجعت للخلف خطوة واحدة حين وجدته يتقدم منها وهتفت بتحذير _ 
_ وقف عندك وما تقرب ! 
لم يبالي بتحذيرها واقترب أكثر
حتى أصبح لا يفصله عنها سوى سنتي مترات معدودة وضړب بقبضة يده على الرخام خلفها هامسا بصوت متحشرج وهو يجز على أسنانه _ 
_ برضوا مش هوافق يا نادين لو فاكرة إنك كدا هتخليني اوافق يبقى بتتعبي نفسك على الفاضي
ابتسمت ساخرة وببرود ظاهري مزيف ثم إجابته بكل ثبات انفعالي _ 
_ وأنا مش منتظرة الموافقة منك وما تنسي إني شريكة معك بالشركة يعني من حقي استخدم صلاحياتي واسوي صفقات ومشاريع إذا كانت راح تفيد الشركة
ضم قبضته بقوة يحاول تمالك أعصابه ويجيبها بخفوت ونظرات مرعبة امتزجت بنبرته الرجولية الغليظة _ 
_ لا منسيتش بس واضح إن إنتي اللي نسيتي إنك مراتي يعني الكلمة اللي اقولها تتنفذ وبدون اعتراض
نادين بانفعال ونبرة مرتفعة بعض الشيء _ 
_ وأنا ماني جارية عندك وما بسمحلك تفرض رأيك علي وما بيخصني إذا كنت ما بدك هاد المشروع مشانها أو لا عم تفهم ولا لا إنت بأول اختبار إلنا مع بعضنا فشلت يا حاتم واثبت لألي إنك لسا بتحب جلنار وما بتحبني ولا شيء متل ما فهمتني أو خدعتني بالمعنى الأدق
غضن حاجبيه پصدمة حقيقية اعتلت قسمات وجهه كلها وطال صمته وهو مستمر بالتحديق بها قبل أن يهتف بعد تصديق _ 
_ خدعتك !!! إنتي عارفة إنتي بتقولي إيه !! أنا اللي مصډوم فيكي يا نادين بجد 
صړخت به وهي تقاوم حرب عباراتها في السقوط أمامه
_
_ وأنا اڼصدمت متلك لك أنا كنت معك بكل شيء وكنت بتفرج عليك كيف بتتطلع فيها بحب لما كنا بكاليفورنيا يعني بعرف نظراتك كتير منيح وهاي النظرة ياللي شفتها بعيونك في الاجتماع كانت تماما كنظراتك القديمة وإنت عم تتطلع فيها بعشق
لم يتمكن من حجب جموحه عنها حيث صاح بصوت جهوري نفضها بأرضها _ 
_ ده عقلك اللي صورلك العبط والكلام الفارغ ده جلنار متفرقش معايا ومكانتها عندي حاليا مجرد صديقة فحب وعشق إيه اللي هبصلها بيه إنتي إيه اللي بيحصلك بظبط !!! 
دخلت فاطمة المطبخ على أثر شجارهم وصياحهم المرتفع وهرولت مسرعة إليهم تقف مانع بينهم وتهتف ملتفتة لنادين بالخلف _ 
_ روحي يا نادين اطلعي فوق يابنتي 
حاتم صائحا _ 
_ لا وتطلع ليه خليها تكمل
 

تم نسخ الرابط