رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز



_ صباع رجلي الصغير خبط في الباب وروحت للدكتور قالي لازم ارتاح اسبوع على السرير 
_ لا والله دكتور إيه ده !! 
مهرة بهدوء مستفز _ 
_ مخ وأعصاب 
رفع كفه مغلقا قبضته بقوة وهو يجز على أسنانه ويهتف بانفعال _ 
_ مهرة بلاش تجننيني أنا على أخرى أساسا افتحي الباب

_ عارف لو زوزا شافتك هتعلقك في مروحة الصالة وما ادراك ما مروحة الصالة 
مسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر وتمتم _ 
_ اللهم طولك ياروح 
تنهدت هي بخنق وأجابته أخيرا بجدية ولهجة حازمة بعد ثواني _ 
_ أنا مش جاية الشركة تاني لقيت شغل في مكان افضل وهشتغل فيه ممكن بقى تمشي من فضلك وبلاش مشاكل وفضايح
آدم بشيء من الاستنكار والڠضب الملحوظ فوق معالمه _ 
_ مكان افضل !! وعايزة تسيبي الشغل ليه ! 
مهرة بنبرة قوية _ 
_ أسباب شخصية واظن اني مش مجبرة اوضحلك 
مصمص شفتيه باستياء واضح فوق معالمه اللطيفة التي باتت حادة ومريبة ثم مسح على ذقنه بقوة وحدقها بصمت للحظات قبل أن يهدر بنبرة حازمة لا تقبل النقاش _ 
_ طيب طلب الاستقالة اللي هتقدميه احب اقولك إنه مرفوض من دلوقتي وبكرا هستناكي في الشركة عشان نتكلم تاني ولو مجتيش متلومنيش على اللي هعمله
ثم استدار وهم بالانصراف لكنه توقف والټفت برأسه إليها يهتف متذكرا _ 
_
اه وياريت تردي عليا لما اتصل بيكي
تابعته بنظراتها المدهوشة وهو يرحل لا تصدق تصرفاته أو حتى ما يقوله ولا مجيئه إليها بهذا الوقت بسبب عدم ذهابها للعمل وعدم ردها على اتصالاته المتكررة منذ الصباح 
ابتعدت عن الباب بعدما اختفى عن انظارها وأغلقت باب النافذة وهي تضحك بعدم استيعاب وذهول رافعة حاجبها باستهزاء !! 
فتح باب المنزل ليدخل ويغلق الباب خلفه بهدوء ثم يقود خطواته البطيئة تجاه الدرج ليصعد للطابق الثاني ثم يسير نحو غرفة ابنته أولا 
_ أنا آسف يابابا آسف ياحبيبتي 
ثم تابع بعد لحظات بنبرة أكثر ألما _ 
_ الڠضب عماني ومكنتش عارف أنا بعمل إيه مفيش حد ولا حاجة تستاهل إني اخسركم بسببها وجودك هو اللي مقويني ياحبيبة بابي إنتي اجمل هدية من ربنا للمرة التانية كنت هكسر ثقتك فيا إنتي وماما واضيعكم من إيدي بسبب تسرعي
ثم اقترب بوجهه منها وانحنى على وجنتيها يطبع قبلة حانية متمتما بصوت مبحوح وعينان لامعة بالدموع _ 
_ سامحيني 
وفور تراجعه بوجهه بعيدا عنها انهمرت دموعها رغما عنه ولم يتمكن من حپسها أكثر فقد ضاقت نفسه واختنق صدره من تجسيد القوة والجبروت ألا يحق له أن يبكي كالبشر لدقائق ! 
استعاد بأسه بعد دقائق واستقام واقفا ثم أن لثم جبهة صغيرته للمرة الأخيرة قبل أن يستدير ويغادر متجها نحو غرفته 
كانت جلنار أيضا بثبات عميق وتدثر جسدها بالغطاء إلى منتصف صدرها وشعرها وجد طريقه ليخفي عيناها ونصف وجهها 
_ بحبك يارمانة قلبي 
اتسعت ابتسامتها دون أن تفتح عيناها واقتربت منه أكثر تستشعر
قربه ودفء جسده أكثر وبعفوية رفعت يديها تضعهم فوق صدره فأحست بنبضات قلبه السريعة لتهمس في خفوت انوثي جميل _
_ قلبك بيدق جامد !
عدنان بهمس عاطفي _ 
_ قولتلك قبل كدا قربك منه بيخليه مش على بعضه 
فتحت جزء بسيط من عيناها بتلك اللحظة مبتسمة في حب وسرعان ما اختفت ابتسامتها عندما رأت عيناه الحمراء فقالت بقلق _ 
_ عينك حمرا ليه ! 
لم يلجأ
لحجة حتى يخفي عنها ما حدث بل قرر أن يطلعها على الحقيقة ولكن بطريقته الخاصة حيث غمغم بوجه مهموم _ 
_ سلمت نادر للبوليس وارجوكي متسألنيش عن تفاصيل لأني مش قادر اتكلم ولا اقول أي حاجة عايز افضل جمبك وبس يعني متضيعيش جمال اللحظة
اتسعت عيناها بدهشة فور سماعها لاسم نادر وجالت بذهنها العديد من الأسئلة التي لم تتمكن من حجبها وكانت على وشك أن تطرح أول سؤال لكنه باغتها بنظراته الراجية وصوته المبحوح قبل أن تتكلم _ 
_ جلنار !! هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتي ياحبيبتي ارجوكي متضغطيش عليا اكتر 
تفهمت رغبته وشعرت بألمه وقهره من نظراته ومعالمه فهزت رأسها بالإيجاب مبتسمة له بحنو ثم رفعت جسدها قليلا وتعلقت برقبته تعانقه في رقة فابتسم هو بعشق ولف ذراعيه حولها يضمها إليه أكثر هامسا في مشاعر جياشة _ 
_ ربنا يخليكي ليا يا رمانتي 
جلنار في همس دافئ وخاڤت _ 
_ ويخليك ليا ياعدنان
مع صباح اليوم التالي 
كان حاتم بغرفة مكتبه الخاصة ينهي بعض الأعمال عندما سمع صوت طرق الباب الخفيف وباللحظة التالية كان ينفتح وتدخل نادين وهي تبتسم له برقة بادلها الابتسامة حتى وجدها تقترب تجاهه وتجلس بجانبه فوق الأريكة هامسة _ 
_ صباح الخير 
انحنى عليها وخطڤ قبلة سريعة من وجنتها يجيب عليها في حب _ 
_ صباح الفل يا حياتي 
تلونت وجنتيها بحمرة بسيطة لكنها تداركت الوضع وغمغمت بخفوت _ 
_ حاتم الك عندي خبر بيجنن 
ترك ما بيده وثبت كامل تركيزه عليها وهو يبتسم بحيرة ويتمتم _ 
_ خير خبر إيه ! 
_ بتتذكر المشروع اللي خبرتك عنو بكاليفورنيا 
سكت
 

تم نسخ الرابط