رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
اطرقت رأسها الأسفل حتى لا يراها لكنه وضع أنامله اسفل ذقنها ورفع وجهها لمستوى وجهه ليتمكن من التمعن بها بوضوح أكثر وحين رأى دموعها في عيناها اصابه القلق وتأكد أن الأمر ليس هينا فهتف باهتمام
_ قوليلي ياجلنار في إيه أنا إيه عملت طيب !! لو على جميلة اعتب
كانت ستهم بالتحدث لكنها تراجعت واكتفت بجملة واحدة في صوت مبحوح تقاطعه عن إكمال جملته
طالت نظرته الثاقبة إليها ثم تركها وقال بإيجاب في نبرة منزعجة من تجاهلها له ولسؤاله
_ تمام روحي البسي إنتي وهنا
أماءت له بالموافقة وابتعدت عنه لتغادر المطبخ وتسير نحو الدرج فتصعد للطابق الثاني وتنده على ابنتها حتى تأتي وتبدأ في ارتداء ملابسها وبعدما انتهت من هنا ذهبت لغرفتها حتى تتجهز هي
عدنان باقتضاب
_ طيب
ثم استدار وغادر بعد أن صفع الباب خلفه پعنف مما جعلها تنتفض بخضة بسيطة وتصدر تأففا مخټنقا !!
امسكت زينة بهاتفها وبعد تفكير عميق وطويل حسمت قرارها وأخذت نفسا عميقا قبل أن تضغط على رقمه فوق الشاشة وترفع الهاتف لأذنها تنتظر رده بعد عدة رنات آتاها صوته الهاديء
زينة بخفوت
_ ازيك يا هشام
لم ينتبه لهوية المتصل قبل أن يجيب وحين سمع صوتها اصابته الدهشة قليلا من اتصالها فأجابها مسرعا بقلق
_كويس إنتي كويسة يا زينة !
غمغمت برقة صوتها الناعم واحراج بسيط
_ كويسة الحمدلله بس إنت في حاجة حصلت ولا إيه !
_ حاجة زي إيه !! لا مفيش
_ امبارح مشيت فجأة وماما فضلت ترن عليك مردتش إيه اللي حصل
تنهد بحنق فور تذكره الأمس وقال بخشونة ورزانة
_ محصلش حاجة أنا حسيت نفسي تعبت شوية ومشيت ومحبتش ارد واقلقكم
لم تصدقه ولم تقتنع حتى فضيقت عيناها باستغراب وقالت
_ هشام متخبيش عني بليز وقولي الحقيقة
ابتسم بمرارة وتمتم
غضنت حاجبيها بحيرة والتزمت الصمت لبرهة قبل أن تعود وتسأله بفضول وعدم فهم
_ حقيقة إيه ياهشام !!!
أردف بهدوء مغيرا مجرى الحديث تماما حتى يتهرب من الإجابة على سؤالها
_ لما يجي وقته المهم قوليلي إنتي عاملة إيه دلوقتي
فهمت مقصده فابتسمت بصفاء وقالت في نعومة
_ الحمدلله أفضل بكتير وكمان فكرت إني ارجع للتصميم من تاني
اتسعت الابتسامة العاطفية على ثغره من خلف شاشة الهاتف وقال مشجعا لها بحب
_ عظيم وأول تصميم هيكون من نصيبي
ضحكت وقالت بعفوية
_ أكيد متقلقش أنا هبهرك
هشام بدفء جميل
_ وأنا واثق من ده
استمر حديثهم معا عبر الهاتف لأول مرة منذ سنوات لدقائق طويلة قاربت على خمسة عشر دقيقة لم تشعر بالوقت وهي تتحدث معه فقد
كانت تشعر بالملل والخنق وبنفس اللحظة اشتاقت لمحادتثهم القديمة بالهاتف لساعات شوقها لعودة
صداقتهم وعفويتهم تزداد كل يوم منذ عودته وقد قررت إعادتها ولكن هل ستستمر صداقة هكذا أم أن الطرق ستغير طريق مسارها !!
خرجوا من متجرا ضخما ممتلئا بالألعاب وكذلك الملابس وكل ما يخص الأطفال وكان هو يحمل أكياس كبيرة بيده ممتلئة بالألعاب والملابس التي قام بشرائها لصغيرته وكذلك هي كانت تسير خلفه حاملة أكياس صغيرة وتترنح في مشيتها وتهتف بعبوس
_ بابي دول صغيرين !
الټفت لها بعد أن وصلوا للسيارة وفتح الحقيبة الخلفية ليضع بها الاكياس ويقول مذهولا
_ كل دول و قليلين يابابا !!
هزت رأسها بالإيجاب زامة شفتيها بضيق فضحك وانحنى عليها يلثم وجنتيها بحنو هاتفا في مرح
_تحبي ادخل اشتريلك المكان كله يا هنايا
التفتت برأسها تجاه أمها التي تتابع حديثهم مبتسمة وعادت بوجهها مرة أخرى إلى أبيها ترد عليه پصدمة طفولية
_ نشتري اللعب كلها !!!
عدنان بإيجاب غامزا
_ امممم إيه رأيك
ردت بوداعة وهي تتصنع الرزانة والنضج
_ بس كدا هيبقى غالي أوي أوي يا بابي
ضحك وعاد يلثم شعرها من جديد هاتفا بحنو وجدية
_ مفيش حاجة تغلي على بنت عدنان الشافعي
إنتي بس اطلبي ياروح بابي وأنا انفذ
ضحكت باستحياء وسعادة ثم ارتمت على أبيها تعانقه بقوة هاتفة في حب نقي ونبرة تذيب القلب
_ بحبك أوي يا بابي
غمز لها مشاكسا ورد
_ أنا أكتر
هنا برفض تام
_ لا أنا اكتر
قهقه بصوت مرتفع ثم حملها فوق ذراعيه واستقام في وقفته ليغلق حقيبة السيارة ثم يتجه بها إلى المقعد الخلفي من السيارة ليضعها به ويرسل لها غمزة مداعبة قبل أن يغلق الباب ويتجه هو لمقعده المخصص
متابعة القراءة