رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
سبب احنا منعرفهوش وتكوني ظلمتيه
_ طيب لو قولنا إنه في سبب خلاه يروحلها وصورتها اللي كانت في محفظته وكمان لما اخدها من قدام الشركة ومشيوا وكان قايلي قبلها إنه وراه اجتماع مهم وبعد شوفته بيركبها عربيته وخدها معاه معقول كل دول صدف أو ليه أسبابه الخاصة !
هدرت انتصار بجدية
فقدت القدرة على الإجابة واكتفت بإطراق رأسها أرضا وبكائها الصامت حتى سمعت عبارة من الخالة انتصار كانت بمثابة السهم القاضي لها جعلتها تتطلعها بنظرة تائهة حيث قالت انتصار بحكمة وخفوت
خليكي عارفة إن زي ما كل حاجة ليها ضريبة الحب كمان ليه ضريبة وضريبته مش سهلة !
اصطحبها معه بالصباح بناءا على رغبتها في التحدث معه لبعض الوقت فأخذها لمكان غريب لكنه رائع شاطيء وأمامه المياه مباشرة وكانوا يجلسون فوق مقعدين على الرمال أمام المياه وحتى الآرض مرت أكثر من ربع ساعة والصمت يهيمن على الأجواء بينهم وكلما تنظر له تراه شاردا وعابسا الوجه فضيقت عيناها بحيرة وسألته في النهاية بقلق وفضول
هز رأسه بالنفي مجيبا في هدوء
_ لا مفيش حاجة
اعتزلت في جلستها وادرات المعقد حتى يصبح لمواجهته هو بدلا من المياه ثم استندت بمرفقها فوق ذراع المقعد ووضعت كفها أسفل وجنتها تتطلعه مبتسمة بمرح جميل
_ احنا اتفقنا أننا مش هنخبي حاجة عن بعض صح
_ صح
مهرة بابتسامة بدأت تتسع أكثر
_ طيب قولي بقى إيه اللي مضايقك
تنهد الصعداء بعدم حيلة وخنق ثم رده بخفوت
_ مشاكل كتير يامهرة منهم مشاكل مع ماما وسبب إني سيبت البيت وده صدقيني أنا مش حابب لا افتكره ولا اتكلم عنه أما السبب التاني فهو مشاكل جلنار وعدنان
_ طيب جلنار وعدنان مش هتحكيلي برضوا !
مسح على وجهه متأففا ثم قال
_ النهارده اتطلقوا
شهقت مهرة پصدمة وقالت غير مصدقة
_ ايه إزاي وحصل إيه لده كله !
_ مشاكلهم المعتادة وعناد جلنار وصلهم في النهاية للطلاق ! عدنان من وقت ما جلنار سابت البيت
هي وهنا وبقى واحد تاني أنا مشوفتهوش كدا بعد انفصاله عن فريدة ولما عرف حقيقتها وعايزة الحق مكنتش متوقع إنه يكون بيحب جلنار بالشكل ده !
_ طيب مفيش أمل إنهم يرجعوا لبعض تاني !
آدم بيأس
_ واضح إن كل الطرق اتقفلت يامهرة وهنا ملهاش ذنب في كل اللي بيحصل بين باباها ومامتها وأنها تتحرم من حجات كتير معاهم وهي في السن ده !
مهرة ببعض الثقة ولمعة العينان اللامعة
_ هما بيحبوا بعض وهيرجعوا صدقني
_ يارب !!
مدت يدها تمسك بكفه الضخم بعد لحظات وهي تبتسم بنعومة وتهمس بنظرة ذات معنى
_ ممكن تبتسم بقى مش بحب اشوفك زعلان ومضايق أبدا يا آدم
نجحت في رسم الابتسامة وإشعال ضوء السعادة والغرام في عيناه حيث ضغط على كفها أكثر وتمتم وهو يتطلع في
عيناها بثبات
_ ده بجد يعني !
ارتبكت قليلا وسحبت يدها ببطء من قبضته ثم حاولت تبديل مجرى الحديث فتطلعت بعينيه الخضراء متصنعة الدهشة وتهتف
_ إيه ده هو إنت لون عينك
بيتغير ولا إيه !
ضحك بقوة وهدر بغمزة خبيثة
_ مجنناكي أوي عيوني إنتي !
تطلعته بغرور ثم انتصبت في جلستها لتجلس بشموخ وتقول في ثقة
_ أنا !!!! بالعكس ولا في بالي وأساسا عيوني أنا احلى
سمعته يضحك من جديد لكن فور توقف ضحكته مال قليلا وهمس بنبرة عاشقة ونظرة جذابة
_ العيون اللي سحرتني لازم تكون اجمل طبعا
رمقته مدهوشة من رده وصعدت الحمرة لوجنتيها بلحظة من فرط خجلها لكنها تدراكت الموقف بذكاء كعادتها حيث استقامت واقفة متصنعة الغيظ وهتفت
_ ما تحترم نفسك وبلاش تزودها هااا قوم يلا عشان نمشي هتوصلني ولا امشي وحدي كمان
رفع حاجبه متعجبا ردة فعلها وقالت باسما بنبرة عادية
_ لا طبعا هوصلك بس إنتي مضايقة من إيه مش إنتي اللي بدأتي أنا كنت ساكت
تابعت بنفس الغيظ قبل أن تستدير وتندفع تجاه السيارة مسرعة
_ تصدق أنا اللي غلطانة والله إني عبرتك إنت مش وش نعمة أساسا
غضن حاجبيها بدهشة وقال ضاحكا بصوت منخفض بعد رحيلها
_ أنا مش وش نعمة هو أنا عملت إيه اصلا !!
انهى عبارته واندفع خلفها شبه ركضا يلحق بها محاولا إيقافها وسط ضحكته التي يجاهد في كتمها !
كانت زينة تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب القهوة خاصتها وعقلها منشغل بالتفكير بذلك العاشق اهتمامه بها وحبه الذي يظهر بأفعاله جعلها تتعلق به بسهولة لا تعرف كيف ومتى ! لكن ما أصبحت تدركه جيدا أنها كانت ساذجة بالفعل عندما لم تنتبه لكل هذا الحب منذ البداية وكانت على وشك خسارته ليته تجرأ
متابعة القراءة