رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
تجاه آدم الذي يتأملها مبتسما مدت يدها وصافحت طرف يده بسرعة من فرط خجلها وهي تبتسم باضطراب ثم أسرعت وراحت تجلس بجوار جدتها دون أن ترفع عيناها عن الأرض وتفرك يديها ببعضهم في حركة لا إرادية منها هي نفسها لا تدري ماذا دهاها لأول مرة تخجل منه بهذا الشكل اين ذهبت الجراءة التي كانت تتحلى بها والثبات
كانت تختلس النظرات إليه خلسة كل دقيقة والأخرى تارة تجده ينظر لها وتارة يكون منشغل بالحديث مع جدتها وأخيه الذي انتهى بالأخير حول جملة عدنان
_ طيب مش نقرأ الفاتحة بقى ولا إيه ياحجة فوزية !
بعد وقت قصير نسبيا استقاموا واقفين ليرحلوا وودعتهم فوزية بأسلوب يليق بها
وكذلك سهيلة كانت تقف معها بينما مهرة فكانت متسمرة بالخلف لا تتحرك أنشا واحدا لكن فجأة وجدته وسط كل هذا قبل أن يغادر الټفت لها خلسة دون أن يلحظه أحد وغمز لها بعيناه وهو يضحك في سعادة بادية على محياه ونظرات لامعة بوميض العشق اضطربت بشدة وتلونت وجنتيها باللون الأحمر فأخفضت نظرها أرضا بسرعة ولم ترفعه إلا حين صك سمعها صوت الباب ينغلق وباللحظة التالية غارت عليها سهيلة تعانقها بقوة وتصيح بفرحة غامرة
أبعدتها مهرة عنها بغيظ ونقلت نظرها بينها وبين جدتها تقول مستاءة
_ ازاي يعني محدش فيكم يقولي إن العريس آدم عجبكم منظري دلوقتي
سهيلة ضاحكة
_ طب بزمتك مش حتة مفاجأة إنما حكاية
مهرة بغيظ محدثة جدتها
_ طيب دي ومچنونة وأنا عارفاها وإنتي ياتيتا طاوعيتها برضوا
_هيفرق في إيه الكلام ده دلوقتي مش إنتي بتحبيه وهو بيحبك وخلاص اتخطبتيله افرحي بقى
تلقائيا ارتسمت البسمة الخجلة فوق ثغرها فور سماعها لعبارة جدتها وظلت مكانها لبرهة من الوقت قبل أن تستدير وتغادر وتتركهم لتختفي داخل غرفتها كادت سهيلة أن تلحق بها لكن فوزية قبضت على ذراعها توقفها وهي تقول مبتسمة
هتف عدنان باسما وهو عيناه عالقة على الطريق أثناء قيادة السيارة
_ مبروك مع إني مش فاهم إيه اللي خلاك تصبر كل ده طالما بتحبها بالطريقة دي بس مش مشكلة المهم النتيجة في النهاية
آدم برزانة
_ مكنتش حابب اخد الخطوة دي ياعدنان إلا لما اكون متأكد بجد مش مشاعري وبعد اللي حصل معاها ومعايا ولما حسيت للحظة إنها ممكن تروح مني وقتها بس اتأكدت إني بحبها بجد ومش هقدر ابعد عنها
ضحك عدنان ورد عليها مشاكسا
_ياواد يارومانسي إنت يا راجل تتأكد من إيه بس ده إنت واقع من أول يوم على بابا الكلام ده !
انطلقت ضحكة مرتفعة من آدم الذي أجابه يشاركه المرح
_ هو أنا كنت مفضوح أوي كدا !!
اكتفى بنظراته الماكرة وسط ابتسامته مما جعل آدم ينفجر ضاحكا
بعد لحظات معدودة أخرج عدنان هاتفه فوجد رسالة من جلنار تظهر على الشاشة من الخارج ضيق عيناه باستغراب ثم ضغط عليها وقرأها بتركيز وعند نهايتها ارتسمت ابتسامة خاڤتة فوق شفتيه ليسمع صوت أخيه يسأل باهتمام
_ أخبار جلنار إيه ياعدنان
ترك من يده الهاتف وأجاب بهدوء
_ الحمدلله كويسة
تنهد آدم الصعداء
بضيق ورد
_ إنت هتسببها بجد وهتبعد !!!
ابتسم بمرارة واردف
_ احنا انفصلنا أساسا خلاص
_بس لسا في فرصة ترجعوا لبعض وتقدر تردها
حدق به بنظرة ثاقبة وقال في دهاء وحكمة
_ جلنار عنيدة ودلوقتي مينفعش اردها خالص وحتى لو رديتها فمش هينفع اقولها حاليا أنا بقيت فاهمها وفاهم هي عايزة إيه واللي هي عايزاه هعمله من غير كلام هخليها تشوف أفعال بس
ضحك آدم مغلوبا وتمتم في عذوبة
_ إن جيت للحق إنتوا الاتنين أعند من بعض وبتعاقبوا نفسكم على حساب حبكم
الټفت عدنان برأسه إليه وطالت نظراته إليه وهو عقله مشغول بالتفكير ثم عاد برأسه مجددا يتابع الطريق أمامه أثناء القيادة !
توقف بسيارته أمام منزل نشأت الرازي بعد مرور ما يقارب ساعة منذ وصول أخيه لمنزله
فتح الباب ونزل ثم انحنى بجزعة للأمام داخل السيارة يلتقط باقة زهور حمراء كبيرة وانتصب في وقفته ليغلق الباب ويتحرك تجاه باب المنزل حاملا بين ذراعيه الباقة ! وقف أمام الباب وأخرج هاتفه ثم أحرى اتصالا بها مرة وأثنين وثلاثة دون إجابة ! فتتهد الصعداء بعدم حيلة ورفع يده بطرق بخفة
متابعة القراءة