رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
إليها بعمق ثم أردف
كدبتي عليا ليه وقولتلي إنه راجل في الأول مش واحدة صحبتك !
علقت عيناها عليه فتنصهر أسفل نظراته واقترابه منها ذلك الماكر لن يتوقف أبدا عن الاقتراب منها يعلم أن قربه يبعثرها ويفعلها عمدا حتى يتلذذ بخجلها واضطرابها
حين لم يحصل على الرد منها غمغم بنبرة رجولية ساحرة
تمالكت أعصابها المرتبكة وردت عليه بثبات متصنع وابتسامة غير مبالية
هو الحقيقة كانت الفكرة للخالة فاطمة هي اللي اقترحت سوي هيك وأنا حبيت الفكرة وقلت يعني بتسلي شوى وبعصبك ما توقعت إنك تكون بتغير عليا عن جد
ابتسم باستنكار وتقدم بقدمه خطوة منها جعلها ترتد للخلف بشكل لا إرادي وغمغم
هزت رأسها بالنفي في عفوية وعلى شفتيها المزينة بأحمر شفاه ابتسامة متوترة ثم خرج صوتها المبعثر تماما كخطواتها في التراجع ونظراتها
والله كانت فكرتها إذا مو مصدق أسألها
زادت ابتسامته في الاتساع وهو يمعن النظر بها في غرام مستمتعا بخجلها وتوترها لا يعرف كيف أثرته بذلك الشكل دون أن يشعر لكنه متيقن من حقيقة واحدة إنها أصبحت خطړا عليه
يعترف للمرة الثانية
اممم طيب وبما إنك عرفتي إن بغير عليكي وغيرتي وحشة زي ما شوفتي فمتكرريهاش تاني
وسط الأجواء المضطربة التي تهيمن عليها وعلى الحديث بينهم إلا أن ما قاله دفعها تلقائيا للابتسام في خجل وسعادة جعلت قلبها يتراقص پجنون
رأت نظراته انخفضت لتستقر فوق شفتيها فتلاشت ابتسامتها فورا وتوقف قلبها عن التراقص ليزيد من دقاته پعنف النظرة التي في عيناه اشعرتها بالخطړ القادم فإن بقت أمامه للحظة أخرى سيفعلها كما تظن همت بأن تفر مسرعة من أمامه لولا قبضته التي أمسكت بذراعها لتوقفها أغمضت عيناها بقوة ولوهلة داهمها شعور أنها ستفقد الوعي متوسلة إياه بين نفسها أن لا يفعلها
ياريت تمسحي الروچ
ده كمان متطلعيش بيه
وباللحظة التالية كان يحرر ذراعها ويسير مبتعدا عنها فرفعت يدها تضعها فوق قلبها الذي ينبض پعنف وتتنفس الصعداء بارتياح هامسة
وليش ما قلت هاد الكلام من الأول لك وقفت قلبي ياغبي !
عاد للمنزل بعد يوم طويل ومرهق قضاه بالعمل تفقد غرفة ابنته أولا كعادته ليجدها نائمة في
جلنار إنتي كويسة جلنار !
لم يسمع رد منها فقط أنفاسها كانت سريعة وشفتيها حمراء كالدم فوضع كفه مسرعا فوق جبهتها يتحسس حرارة جسدها وكما توقع كانت تحترق من حرارتها المرتفعة حاوطها من كتفيها وادارها حتى تتسطح على ظهرها
جلنار افتحى عينك وردي عليا جلنار متقلقنيش ردي عليا
سمع همسا ضعيفا منها دون أن تفتح عيناها
مش قادرة افتح عيني ياعدنان تعبانة
استمرت أنامله في التجول فوق وجنتها الساخنة ويجيبها بحيرة
إيه
اللي حصل مرة واحدة ما إنتي كنتي
زي الفل الصبح قبل ما اطلع
ابعد يده والټفت برأسه يمد ذراعه ليتلقط هاتفه ويهدر باهتمام ملحوظ في نبرته
هتصل بالدكتور
احس بلمستها الضعيفة فوق كف يده الآخر تقول بخفوت متعب
لا متتصلش ملوش لزمة أنا هبقى كويسة
احتضن كفها الناعم بين قبضته وهتف بصرامة ولهجة لا تقبل النقاش
ملوش لزمة إزاي يعني هو أنا هستني لما تبقى كويسة واسيبك تعبانة كدا
لا تملك القدرة على مجادلته فالتزمت الصمت وتركته يفعل ما يريد وماهي إلا دقيقتين حتى سمعته يتحدث مع الطبيب في الهاتف ويطلب منه قدومه على الفور وفور انتهائه نهض من جوارها واتجه للخزانة يفتحها ويبحث بين ملابسها عن شيء مناسب ترتديه بدلا من ثوب النوم الذي فوق جسدها
فعثر على رداء طويل وبأكمام طويلة ومحتشم لا يظهر شيء من الجسد أخرجه وعاد لها مجددا يهتف في لطف
قومي يلا غيري هدومك عشان الدكتور في الطريق
تحاملت على جسدها المنهك واعتدلت لتجلس بمساعدته لها وانزلت قدماها من الفراش لتضعهم على الأرض ثم تقف وهو يحاوطها بذراعيه ضړب رأسها دوار عڼيف فور وقوفها ولولا يديه لكانت سقطت فقالت تهز رأسها بالرفض وملامح وجهه طفولية على وشك البكاء
لا لا لا مش قادرة أقف
أنا هساعدك يلا معلش استحملي دقيقتين
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش
هتساعدني إزاي لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكا
مش وقت عند خالص يارمانتي مټخافيش هغمض عيني
كذاب !
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها
أهو حلو كدا
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام
عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة
على أساس هشوف حاجة جديدة يعني !
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ
قولت إيه ياوقح !
ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد قولتلك مش شايف
دققت النظر به للحظات في عدم ثقة لكن بالأخير استسلمت فهي للأسف
متابعة القراءة