رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


ألم 
_ لسا بيحبها يادادا ! 
سكنت انتصار لبرهة تحاول فهم جملتها حتى ادركتها بالأخير وردت بسرعة في دهشة 
_ عدنان لسا بيحب فريدة !!! 
أماءت لها بالموافقة فتجيب الأخرى برفض تام 
_ مستحيل يا جلنار مفيش راجل ممكن يفضل شايل حب في قلبه لست خانته وخدعته
تمتمت بثقة عمياء وألم 

_ مكنش لازم ادي فرصة تاني للعلاقة دي هي أساسا منتهية من زمان يادادا هو مش هيقدر ينسى فريدة وأنا مش هقدر اكمل معاه وهو لسا بيحبها مش هقدر اتحمل احساس إنه ممكن يكون بيعوض نقص فريدة من خلالي أنا يعني بيحاول ينساها بيا
انتصار بعدم حيلة وحيرة سألتها برزانة 
_ طيب فهميني إيه اللي جرا لده كله بس ما إنتوا كنتوا
زي السمنة على العسل !
جلنار بصوت موجوع 
_ محصلش حاجة بس أنا بقيت متأكدة إنه لسا بيحبها خصوصا بعد ما شوفت صورتها في محفظته وأنه شايلها معاه لحد دلوقتي أنا غلطت ومكنش ينفع اسامح واتنازل من البداية !
_ جلنار بلاش تخلي الشيطان يلعب في عقلك يابنتي جوزك بيحبك ولا يمكن يرجع لفريدة تاني أبدا
رفعت أناملها وجففت دموعها تقول بثبات مزيف 
_ عارفة إنه مش هيرجعلها بس أنا كمان مش هقبل أكمل وأنا عارفة إنه لسا بيحبها
انتصار بلهجة قوية 
_ ومين قالك إنه بيحبها !! بعد كل اللي عمله عشانك ده وعشان يرجعك ليه ويخليكي تسامحيه ميقولش غير إنه بيحبك إنتي وبس ياهبلة
هتفت باستياء باكية 
_ بس أنا مش عارفة ابني الثقة بينا من جديد انا اتظلمت كتير يا دادا وخاېفة أنا اللي اظلم نفسي المرة دي مش هو اللي يظلمني خاېفة اظلم كرامتي من تاني ويكون فعلا مش بيحبني بجد ولسا فريدة في قلبه
رفعت انتصار كفها لشعرها ومررت أناملها فوقه بلطف متمتمة 
_ خۏفك ملوش داعي يا جلنار إنتي بتحبي جوزك وهو بيحبك بلاش تسمحي للماضي وشيطانك إنه يفرق بينكم وينهي علاقتكم
أجفلت نظرها أيضا وقالت ببحة مريرة وألم 
_
هي مبدأتش عشان تنتهي أساسا يادادا
وصل هشام أمام المتجر الخاص بزينة وتوقف بسيارته ثم نزل وقاد خطواته الهادئة تجاه الباب أخرج نسخة المفاتيح التي معه ووضعها بقفل الباب ليفتحه ويدخل 
كانت الاضواء مغلقة ولا يوجد سوى ضوء الغرفة الداخلية الخاصة بالتصميم هي المضيئة ضيق عيناه باستغراب وصاح مناديا عليها 
_ زينة ! زينة !!! 
أتاه صوتها من الداخل وهي تصرخ عليه 
_ متجيش ياهشام خليك عندك لحظة 
غضن حاجبيه ورد بصوت رجولي قوي 
_ مجيش ليه !! في إيه ! 
ثوان معدودة وخرجت من الغرفة وقد أغلقت الضوء خلفها لتقترب منه وهي تبتسم باتساع وتقول بحماس 
_ اتأخرت ليه ! 
هشام بريبة من تصرفاتها 
_ الطريق كان زحمة ومقفول هو في حاجة يازينة !
هزت رأسها بالنفي وابتسامتها تملأ ثغرها ليعود ويكمل بنفس النظرة 
_ معقول يعني مفيش حاجة !! ده إنتي جايباني على ملا وشي حتى 
مدت يدها بعفوية وقبضت على كفه تشبك
أصابعها بأصابعه وتجذبه معها إلى الداخل هاتفة 
_ تعالى هوريك حاجة 
سار خلفها كالمغيب وهو يبتسم لكنها أوقفته عند الباب والتفتت بجسدها إليه تتطلع في عيناه بحماس طفولي هاتفة 
_ غمض عينك ! 
رفع حاجبه بتعجب دون أن يمتثل لطلبها لتعيد وتقول بغيظ جميل 
_ غمض عينك يا هشام الله يلا بقى 
ضحك واغلق عيناه بصمت تام دون أن يتفوه ببنت شفة ليتسع ثغرها من جديد وتعود وتجذبه من يده لتسيره معها للداخل وسط تحذيرها الحازم 
_ اوعى تفتح عينك 
أردف هشام وهو يبتسم دون أن يفتح عيناه 
_ حاضر بس فهميني في إيه حتى ! 
_ هتشوف دلوقتي 
تركت يده عند تلك اللحظة وسمع صوت خطواتها وهي تبتعد عنه خطوات بسيطة لكي تضيء الضوء ثم عادت له مجددا وقالت بنبرة حماسية 
_ فتح خلاص 
فتح عيناه دفعة واحدة لتسقط نظراته على تصماميم الملابس الجاهزة والمعلقة فوق دمية عرض الملابس كان هناك أكثر من خمس فساتين مصممة بدقة شديدة ورائعة لكل منهم لون مختلف وشكل مميز جميعهم يعكسون شخصيتها وجمالها هي ! 
وقبل أن يطرح سؤاله المتوقع أجابت هي برقة تذيب العقل 
_ الأيام اللي كنت مش عارفة اتواصل معاك فيها كنت تقريبا بقضي اغلب اليوم هنا شغالة على التصاميم دي لغاية ما جهزتها تماما الصبح عشان تبقى بالشكل ده في النهاية تعبت فيهم جدا وكنت حريصة إنك تكون إنت أول حد يشوفهم وتقولي رأيك حتى ماما مشافتهمش لسا 
تطلعها هشام بنظرة عاشقة ودافئة اربكتها قليلا لكنها جاهدت في التصرف بثبات وعدم إظهار خجلها حتى هدم ذلك الجدار المزيف باقترابه وهو يتمتم بنظرة ذات معنى 
_ عايزة تعرفي رأي يازينة 
وجدت نفسها توميء له بالإيجاب لا إراديا وهي تحدق بعيناه في عدم وعي حتى شعرت بكفه الضخم يحتضن يدها الناعمة ويهمس 
_ أنا فخور بيكي وواثق إنك هتوصلي للي نفسك فيه وأكتر كمان مبسوط إنك مسمحتيش لأي حاجة توقف حلمك أو تعيق طريقك عايزك تفضلي كدا دايما وتستمري في إنك كل مرة تدهشيني يا حبيبتي
صابها بالذهول بعد كلمته الأخيرة والجديدة على مسامعها
 

تم نسخ الرابط