رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
أنا بحبها وهتجوزها !
صاحت به منفعلة وبعينان ڼارية
_ إنت اټجننت تتجوزها إيه !! بعدين إيه ناوي تتجوز واحدة متجوزة !
_ الفصل السابع والخمسون _
اخترقت جملة أمه أذنيه فصابته بحالة من الذهول وعدم الاستيعاب استحوذ عليه الصمت لبرهة من الوقت قبل أن يسأل بابتسامة استنكارية
_ متجوزة إزاي يعني !!!
_ متجوزة يا آدم يعني كانت بتضحك عليك واللي كان خاطڤها ده جوزها !
حتى الآن مازال في حالة مريبة من الهدوء الكامل ليخرج سؤاله الثاني وسط نظرته الثاقبة لأمه
_ وإنتي عرفتي إزاي !!!
لم تهتز شعرة واحدة منها بعد سؤاله بل أجابته بكل ثقة وثبات
_ سمعتها
في المستشفى بتتكلم مع صحبتها اللي اسمها سهيلة دي وبتحكيلها
_ مهرة لا يمكن تعمل كدا
استشاطت
أسمهان ڠضبا واسرعت تلحق به لتقف بجواره وتقول منفعلة
_ عملت يا آدم وبقولك متجوزة أنا سمعتها بودني هي البنت دي عملتلك إيه بظبط فوق يابني وانساها إنت بس تطلب وأنا اجبلك اجمل وأحسن بنت تليق بيك وباسم الشافعي
هناك نقاط ناقصة وسيعرفها بنفسه وإلا لن تهدأ نيران صدره قبل أن تحرقه وتحوله لرماد لم يبالي بمرضه وحالته الصحية حيث اندفع نحو خزانته ونزع التيشيرت المنزلي ليخرج قميصه ويرتديه مسرعا وكذلك بدل بنطاله وسط نظرات أسمهان المذهولة من تصرفات ابنها الچنونية وقبل أن يغادر أسرعت إليائحة
نزع يدها عن ذراعه وأبعدها برفق من طريقه مردفا بعجلة
_
أنا كويس ياماما ابعدي لو سمحتي
أسمهان بصيحة عارمة وعصبية
_ لا مش هبعد ومش هسمحلك تروحلها تاني كفاية أوي اللي جرالك من وراها
خرج صوته بصيحة جمهورية تلقائية منه نابعة من لهيبه الداخلي
لم يمهلها اللحظة لتعترض حيث دفعها وغادر مسرعا فلحقت به شبه ركضا وهي تصيح عليه پغضب في محاولات بائسة لإيقافه
_ آدم استنى آدم
لكن لا حياة لمن تنادي وقبل أن تنتهى من نزول الدرج كانت قدماه هو أسرع منها حيث غادر المنزل بأكمله في ظرف لحظات رغم أنه مازال لم يتعافى جيدا لكنه لم يهتم لصحته فتوقفت عند منتصف الدرج وهي تتأفف بعصبية وقلق !
يتحدث في الهاتف بجدية تمتزج ببعض المزاح وبين كل لحظة والأخرى يتلفت خلفه ليتأكد من عدم وجودها ويجيب
_ عايز كل حاجة تخلص في اقرب وقت
رد الطرف الآخر باسما
_ متقلقش يا باشا شهر بالكتير وكله يكون جاهز
سمع صوت خطوات ناعمة وهادئة من خلفه فالټفت بسرعة وفور وقوع نظره عليها ابتسم وتمتم بخفوت في الهاتف
_
دنى منها ولثم شعرها بحب هامسا في نبرة مميزة
_ مفيش حاجة ياحبيبتي إنتي بيتهيألك
ده بس في شغل ضروري ومهم الأيام دي
لوت فمها باقتضاب ثم ردت بهدوء
_ طيب تعالى يلا عشان الغدا جاهز
عدنان بإيجاز وهو يتحرك للداخل ويجذب مفاتيح سيارته وحافظة نقوده من فوق المنضدة ثم يقترب منها ويلثم وجنتها سريعا مجيبا
_ لا اتغدوا إنتي وهنا النهارده من غيري معلش أنا مستعجل وورايا مشوار مهم
لم تلح عليه ليبقى واكتفت فقط بإماءة رأسها بالإيجاب في صمت ونظرات ممتعضة التزمت الصمت وقررت عدم التحدث لكن لسانه خاڼها وبتلقائية سأله قبل أن ينصرف بالضبط عند باب الغرفة
_ هتتأخر ياعدنان !!
توقفت والټفت لها يزم شفتيه بأسف ويقول
_ أيوة هتأخر متستنونيش بليل
لوت فمها بخنق فور مغادرته وأثرت بالأخير اللامبالاة حتى لا تعطي ثغرة لنفسها بافتعال المشاكل هي أساسا تشتعل ڠضبا وغيظا كلما تقذف بذهنها صدفة رؤيتها لفريدة بالصباح وبالرغم من سخافة كلماتها إلا أنها بصمت أثرها في ثناياها وتشتعل لهيب نيرانها كلما تتذكرها !!
داخل منزل حاتم الرفاعي
دخلت فرح الغرفة بهدوء تام دون أي صوت لدرجة أنه لم يشعر بها إلا عندما سمع صوتها تقول برقة
_ هي مش المفروض الرياضة دي بتكون الصبح بدري وكدا
ضحك ورد دون أن يلتفت لها
_ مين اللي قال كدا الرياضة في وقت تمارسيها المهم إنك تكوني منتظمة عليها لأن فوائدها كتير جدا لا يمكن تتخيليها
فرح
باسمة بتأكيد على كلامه
_ أكيد طبعا ليها فوائد كتير
_ اقفي كدا وخلي ايديكي قريبين من بعض وفي نفس يبقوا شبه قدام وشك
طالت نظراتهم المندهشة لبعضهم وبالأخص هي التي ظهر الخجل بوضوح فوق ملامحها وقبل أن ينقذوا الموقف ويبتعدوا لمح هو زوجته التي تقف عند باب الغرفة عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وتحدقهم شزرا بأعين ملتهبة بنيران الغيرة للحظة ظنها ستقتلهم
متابعة القراءة