رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
قاعدة بتعملي إيه لسا مع ابني !!!
خرج صوت آدم المتحشرج بلهجة منذرة
_ ماما
أسمهان بعصبية ونبرة مرتفعة
_ متقوليش ماما كفاية أوي يا آدم لحد كدا إنت مش شايف إنك مش بيجيلك من وراها غير المصاېب وإنت في المستشفى بسببها الحمدلله إن ربنا حفظك ورجعك لينا بالسلامة وإلا مكنش هيكفيني عيلتها كلها ده إذا كان
انطلقت صيحة هادرة من آدم پغضب حقيقي ليردع أمه عن السخافات التي تتفوه بها
_ ماما مهرة اعتبرها خط أحمر بنسبالي وإنتي اللي كفاية أوي من فضلك من هنا ورايح تتكلمي معاها بأسلوب كويس
رمقت مهرة أسمهان بنظرة ڼارية ومشفقة قبل أن تهب واقفة لكن قبضة آدم فوق راسها منعتها وقال بحزم
رسمت ابتسامة شبه خفية وقالت بهدوء
_ لو سمحت يا آدم سيبني امشي
حاول الاعتدال في نومه ليتمكن من إيقافها لكن خرج منه تأوها عفويا عندما ألمه جرحه لتسرع وتقول بقلق وتوسل
_ ارتاح عشان خاطري يا آدم معلش أنا لازم امشي
ثم سحبت رسغها من قبضته ببطء وابتعدت لتسير باتجاه أسمهان وأثناء مرورها من جانبها توقفت وهمست بجانب أذنها
تمكنت من تصويب سمهما في الهدف تماما حيث رحلت وتركته أسمهان متسمرة بأرضها بوجه مصډوم ومهموم بينما آدم فعاد لوضعية نومه الطبيعية بصعوبة وسط تألمه ونظراته المستاءة لأمه
_ أنا كويس شكرا مش محتاج مساعدتك
رمقته بحزن وقالت في خفوت
_ مسيرك هتفهم من الوقت إني كان عندي حق يا بني وإن البنت دي متنفعش ليك
حدقها بنفاذ صبر وخنق ثم مدد جسده كاملا فوق الفراش وقال بجفاء وهو يشيح بوجهه عنها
تنهدت بيأس وعبوس وجه ثم استقامت واقفة وتمتمت وهي تملس فوق كتفه بحنو
_ طيب ياحبيبي ارتاح
ثم ابتعدت عنه وقادت خطواتها لخارج الغرفة بأكمله لتتركه يتأفف پغضب وعدم حيلة !
في تمام الساعة العاشرة مساءا
_ أصل مامي قاعدة في البلكونة في اوضتها وزعلانة معرفش ليه إنت زعلتها يابابي
_ لا طبعا مزعلتهاش ياقردة هي قالتلك إني زعلتها !
هزت رأسها بالنفي وقالت وهي تحك ذقنها بتفكير
_ لا مقالتش بس أنا تخيلت كدا
رد بذهول من أجابة صغيرته وانزلها من فوق ذراعيه ليقول بحزم حقيقي
_ تخيلتي كدا ! طيب يلا هعد لغاية خمسة يا هنا لو ملقتكيش في السرير في اوضتك فوق إنتي عارفة أنا هعمل إيه !!
ردت برجاء وعيون طفولية مستعطفة
_ طيب احكيلي حدوتة الأول
سكن في لحظة ضعف أمام نظراتها لكنه حاول الحفاظ على صرامته حيث هتف
_ متبصليش كدا
مش هضعف مفيش وقت للحواديت الوقت أتأخر خلاص والمفروض تنامي
اقتربت منه وعانقت قدميه هاتفة بتوسل وشفتين مزمومتين للأمام بعبوس
_ عشان خاطري يابابي عشان خاطري أنا هنون حبيبتك !
ابتسم تلقائيا بعاطفة جياشة تلك الشيطانة الصغيرة تدرك نقاط ضعفه وتستغلها أفضل استغلال أطلق زفيرا حارا ثم رد مغلوبا على أمره وهو يبتسم
_ طيب موافق خلاص بس اروح أشوف مامي الأول زعلانة من إيه وهجيلك
قفزت فرحا بسعادة وقالت
_ ماشي بس متتأخرش
عدنان بعدم حيلة وهو يضحك
_ حاضر
ارسلت له قبلة رقيقة في الهواء ثم استدارت وهرولت ركضا على الدرج تقصد غرفتها بينما هو فلحق بها وقاد خطواته إلى غرفتهم
فتح الباب بهدوء ودخل ثم اغلقه خلفه وتحرك نحو شرفة الغرفة حيث تجلس هي جذب مقعد وجلس بجوارها هامسا في ريبة
_ مالك ياجلنار
سألته بضيق دون أن تنظر له
_ ليه مقولتليش على مرض بابا
تنهد الصعداء بعمق فقد كان
متوقعا هذا السبب منذ البداية وبالفعل لم يخيب ظنه حيث أجابها برزانة
_ دي كانت رغبته يا جلنار وطلب مني مقولكيش وأنا احترمت رغبته عشان كدا مقولتلكيش
جلنار بضيق وعينان دامعة
_ بس ده مش دور برد عادي يا عدنان ده ورم في المخ وإنت شوفت بنفسك
ازاي تعب في المستشفى الصبح والدكتور قال العملية لازم تتم في أقرب فرصة وخلال الأسبوع
ده
احتضن كفها بين يديه وهدر بنظرة كلها ثقة وآمان
_ متقلقيش إن شاء الله هيخرج منها بخير أنا اتكلمت مع الدكتور وقالي إن العملية نسبة نجاحها كبيرة الحمدلله ومفيهاش خطړ على حياته وهو حالته مش متأخرة بس الأفضل أنهم يسرعوا في التدخل الجراحي واستئصال الورم عشان متحصلش مضاعفات والحالة تسوء اكتر
انهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وقالت وسط بكائها
_ أول مرة أحس إني خاېفة على بابا بالشكل ده عمري ما تخيلت في مرة إنه ممكن يجي يوم وابقى خاېفة اخسره زي ماما
فرد ذراعيه وضمھا لصدره ثم رفع يده وملس فوق شعرها بحنو هامسا
_ ادعيله ياحبيبتي وان شاء الله ربنا
متابعة القراءة