رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


ليس فقط خنقا من كلمات أسمهان ولكن أيضا خوفا وحزنا على آدم !! 
خرجت بعد دقائق قصيرة وكانت في طريقها للعودة قبل أن تلمح مهرة وهي تجلس بركن منعزل وتحدق في اللآشيء أمامها بنظرات تائهة وعيناها تذرف الدموع بصمت 
تحركت نحوها ببطء حتى جلست بجانبها اخفضت نظرها ليديها المتلطخة بالډماء وطالت التحديق بهم حتى تنهدت بعمق وهمست بصوت مخټنق 

_ مهرة إنتي كويسة ! 
رأتها تهز رأسها بالنفي دون أن تحيد بنظرها إليها فالتصقت بها ولفت ذراعها حول كتفيها ترغمها على الوقوف هامسة 
_ طيب تعالى نروح الحمام وتغسلي إيدك ووشك مينفعش تفضلي قاعدة كدا 
خرج صوتها المبحوح والضعيف تقول 
_ هو مسمحليش ابعد عنه لما أنا رفضته ودلوقتي أنا مش هسمحله يسيبني ملحقش يسمعني ويعرف إن أنا كمان بحبه قالي بحبك ياجلنار وكانت آخر كلمة اسمها منه أنا السبب في اللي حصله
لم تتمكن من حجب دموعها حيث انهمرت فوق وجنتيها غزيرة وراحت تملس على ذراع الأخرى بحنو متمتمة 
_ إنتي ملكيش ذنب يامهرة وهو مش هيسيبك ياحبيبتي ولما يفوق هتقوليلوا بنفسك إنك بتحبيه كمان
أرتجف صوت مهرة المحتقن وهي تجيبها پبكاء صامت 
_ نظرته ليا لا يمكن انساها قالي بحبك كأنه بيودعني أنا مش هستحمل اخسره هو كمان مش هقدر اتحمل ألم فقدان جديد
اجهشت جلنار في البكاء فراحت تفرد ذراعيها وتعانقها بقوة لتسمع صوت نحيبها وبكائها المرتفع وسط صوتها الموجوع 
_ وحشني وعايزة اشوفه أنا مكنتش أتخيل إني بحبه بالشكل ده
ملست جلنار على ظهرها بحنو وهمست من وسط بكائها باسمة 
_ وهو بيحبك جدا تعرفي إنه طلب مني اكلمك عشان اخليكي مبتعدهوش عنك وكان خاېف جدا يخسرك وقف قصاد مامته عشانك وأنا متأكدة أنه مش هيسيبك
ازدادت حدة بكائها بين ذراعيها وجلنار رغم كل شيء
مازالت تحاول البقاء ثابتة حتى الآن لكن فجأة انتفضت مهرة وابتعدت عن جلنار حين سمعت صوت أسمهان الملتهب وهي تصيح بها 
_ إنتي بتعملي إيه هنا !! 
لم
تجيبها مهرة وبقت تتطلعها بصمت حتى وجدتها تنحنى عليها وتجذبها من ذراعها پعنف صاړخة بها 
_ اطلعي برا مش عايزة اشوف وشك هنا واياكي تقربي من ابني تاني أبدا فاهمة ولا لا
وثبت جلنار واقفة ونزعت ذراع مهرة من قبضة أسمهان ثم حدقتها پغضب وهتفت 
_ إيه اللي بتعمليه ده !!
ثم جذبت مهرة من ذراعها واوقفتها خلفها لتصمد هي بثبات أمام أسمهان هاتفة بانفعال وعصبية 
_ إنتي إيه مفيش في قلبك رحمة مش مكفيكي المشاكل اللي عملتيها بيني أنا وعدنان ومحاولاتك إننا ننفصل كمان حتى آدم مش عايزة تسبيه يعيش براحة وسعادة مع البنت اللي بيحبها
رمقت مهرة شزرا وصاحت 
_ البنت اللي بيحبها !!! ابني في العمليات ليه اكتر من أربع ساعات بسببها دلوقتي هي دي اللي بيحبها !!
وصل عدنان ونشأت على أثر صوتها فاندفع إليها بسرعة يهتف في سخط هادر 
_ احنا في إيه ولا إيه دلوقتي ده وقت خناق ياماما احنا في مستشفى !!
أشارت بسبابتها على مهرة وهتفت پغضب 
_ البنت دي تمشي وتغور من هنا مش عايزة اشوف وشها قدامي 
ردت مهرة بثبات ونبرة محتقنة بالدموع 
_ أنا مش همشي غير لما اطمن على آدم 
قبض عدنان على ذراع أمه يحثها على السير معه هاتفا في حدة 
_ ماما تعالي يلا يلااااا 
ألقت نظرة أخيرة كلها وعيد وغل على مهرة وهتفت 
_ لو ابني جراله حاجة هوديكي ورا الشمس إنتي وعيلتك كلها
التفتت جلنار لمهرة وجذبتها معها للحمام هامسة بلطف في محاولة لتجاهل أسمهان تماما 
_ تعالي
ياحبيبتي نروح الحمام عشان
تغسلي ايدك ووشك وتهدي شوية
سارت معها مهرة مرغمة وهي تبكي بصمت بينما جلنار فكانت تتلفت خلفها تتابعهم بنظراتها فتقابل أعين أسمهان الڼارية عليهم !! 
رأته يجلس على أحد المقاعد ويدفن رأسه بين راحتي كفيه ومتكأ بساعديه على فخذيه فتحركت نحوه بتريث وجلست بجواره للحظات تتطلعه بصمت ثم مالت عليه واستندت برأسها فوق كتفه ويدها مدتها لذراعه تملس عليه بحنو 
اعتدل في جلسته ورفع رأسه ليتطلعها بأسى وعينان ممتلئة بالدموع جعلتها تدمع تلقائيا وترفع أناملها تملس فوق وجنته بدفء ثم تسمع همسه 
_ حاسس أن عاجز وعقلي اټشل مش عارف افكر كل ما الوقت بيمر وهو جوا بحس أن صدري بيضيق عليا أكتر
مالت عليه وعانقته فهو ليس بحاجة لكلامها بل يحتاج قربها تمتم ببحة رجولية حزينة 
_ آدم مش اخويا يا جلنار ده ابني 
_ عارفة عارفة ياحبيبي ربنا يقومك بالسلامة يارب
ابتعد عنها وألقى نظرة خانقة على مهرة الجالسة بمفردها في أحد الزوايا فالتفتت جلنار برأسها تبحث عن ما ينظر له وعندما استقرت نظراتها على مهرة عادت له فورا وطالعته بعتاب وضيق تقول 
_ بتبصلها كدا ليه ياعدنان هي ملهاش ذنب !!! 
عدنان پغضب ونظرات حمراء نابعة من اللاوعي بما يحدث لأخيه 
_ ملهاش ذنب إزاي واخويا اللي في العمليات لغاية دلوقتي ده بسبب مين 
جلنار بحزم 
_ أي حد مكانه كان هيعمل كدا عشان حبيبته 
غصن حاجبيها بدهشة مجيبا 
_ حبيبته !!! 
_ أيوة آدم
 

تم نسخ الرابط