رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
إنك تكوني عارفة واقولك
ميرفت بتعجب _
_ قول يابني قلقتني !
_ رجاءا بس اسمعيني للآخر ومتقاطعنيش
أماءت له بالموافقة قبل أن تسمعه يقول بحزن واحراج بسيط _
_ أنا بحب زينة جدا ومن زمان أوي وسبب سفري لألمانيا كانت هي لما حسيت إنها مش شيفاني غير صديق ليها ففكرت إن اسافر واكمل مهنتي برا على أمل إني انساها وابدأ حياتي من أول وجديد بس للأسف مقدرتش ومعرفتش انساها ولما قررت إني ارجع من ألمانيا مكنتش أعرف إن زينة اتخطبت و كنت ناوي إني اطلب ايدها بس طبعا تراجعت بعد ما عرفت بخطوبتها
تملكتها الدهشة بالكامل والسكون التام هيمن عليها لدقيقتين وهي تتطلعه بعدم استيعاب لكن سرعان ما ظهرت الابتسامة العذبة والدافئة فوق شفتيها وهي تمد يدها لتربت فوق قدمه بحنو هاتفة _
تهللت اساريره وابتسم بسعادة غامرة يهتف في عدم تصديق _
_ يعني موافقة
!
ردت ميرفت ضاحكة على سعادته الحقيقية التي تراها لأول مرة منذ عودته من ألمانيا ! _
هز رأسه بتفهم وقال في رزانة _
_ فاهم وأنا مش عايزك تقوليلها أي حاجة خالص دلوقتي أساسا يعني الكلام ده هيكون بيني وبينك بس لغاية ما يجي الوقت المناسب واقولها
ميرفت مبتسمة بمكر _
_ وقت المناسب إيه بظبط !
هشام بعينان لامعة بوميض العشق والأمل _
استفاق من شروده على صوتها الرقيق وهي تهتف _
_ هشام !!!
كان لاسمه لمسة مختلفة حين يخرج من بين شفتيها بالأخص أنه لم يسمعها تتكلم معه أو تندهه باسمه منذ أيام !
ابتسم بحب لتسأله هي بفضول _
هشام بجدية _
_ كنت هقول شيلي الأفكار دي من دماغك ده لو مش عايز تضايقيني منك بجد
فهمت أن يلمح إلي خجلها منه وضيقها بأنه رآها بهذه الحالة المزرية في تلك الليلة فاكتفت بابتسامة منطفئة فوق فوق ثغرها الناعم وانزوت نظرها عنه بحرج قبل أن تقطع جلستهم ميرفت التي دخلت وهي تحمل بين يديها صحن ممتليء بالحلوي المنزلية التي قامت بتحضيرها هي وتدعوهم لتناولها ببشاشة وضحكة عريضة !
دخلت جلنار الغرفة وأغلقت الباب خلفها لتجده يستعد للخروج ويقف أمام المرآة يهندم ملابسه فاقتربت منه ووقفت خلفه تسأله بجدية _
_ عدنان إنت هتوافق على المشروع ولا لا !
رد بحزم دون أن يتطلع إليها _
_ لا
_ ليه !!
رمقها بنظرة ثاقبة في انعكاس المرآة هاتفا بخشونة _
_ اعتقد إني مش محتاج اقول ليه يعني !
جلنار بثبات تام وملامح متخشبة _
_ كرهك لحاتم ده غيرة بجد ولا عدم ثقة فيا أنا وعشان كدا مش هتوافق على المشروع عشان ميكونش في أي مجال إنه يكون قريب مني رغم إن المشروع ده هيفيدك جدا في شغلك
الټفت بجسده كاملا لها وحدقها بسكون قبل أن يقول بنظرات ذات معنى كلها خنق وعتاب _
_ إنتي شايفة إني مش واثق فيكي !!!
سكنت للحظات وردت بعبوس وألم _
_ مش عارفة بس جايز يكون كدا فعلا
!
نه
_ الفصل الرابع والأربعون _
الجزء الأول من الفصل
طالت النظرات المتبادلة بينهم بعد جملتها الأخيرة ولحظات مرت كالساعات وهو يتأملها مبتسما عيناه بها نظرة وديعة وساحرة جعلتها تمعن النظر به في حيرة وفضول لسماع رده حتى سمعته يهمس بغرام _
_ بعد كل ده ومش واثق فيكي يا جلنار !! معقول كل اللي بعمله عشانك ده واكون معنديش ثقة فيكي !
خرج صوتها خاڤت وبنظرة ثاقبة _
_ امال اللي إنت بتعمله مع حاتم ده اسمه إيه رغم إنه اتجوز خلاص !!
ابتسم باتساع في عدم حيلة ثم دنى بوجهه عليها وأكمل همسه غامزا بعينان امتزجت بها مشاعر العشق بالحزم _
_ غيرة اعتقد من حقي اغير على رمانتي ومراتي باختصار مش عايز حاتم يكون قريب منك ولا تكون بينكم أي صلة أنا بتجنن كل ما اتخيل نظراته ليكي ولا تفكيره فيكي كان ازاي لما كنتي في أمريكيا
اعترافه لأول مرة بغيرته عليها كان له أثر مختلف لم تشهد غيرته للوهلة الأولى ولكنها تسمع الأعتراف الأول منه الآن حجبت ابتسامتها بصعوبة وتابعت تجيب عليه بحزم أقل من السابق _
_ ده
متابعة القراءة