رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


الصعداء بحنق وأجابها في عدم صبر 
_ زهقت ياجلنار ووحشتيني أوي إنتي وهنا ده أنا ما صدقت خلصت البيت عشان اخدك وترجعي 
_ عشان خاطرك بس يارمانتي هستحمل شوية 
بتمام الساعة السابعة مساءا 
انفتح الباب ودخل عدنان ليقابل صوت أخيه وهو يقول لأمه مازحا 
_ أهو الباشا شرف أخيرا يا أسمهان هانم 

ابتسمت أسمهان وهتفت بحنو 
_ ليه اتأخرت كدا ياحبيبي 
_ معلش ياماما كان معايا شوية حجات
خلصتهم وجيت علطول والله 
أردف آدم بمرح 
_ احنا لينا ساعتين مستنينك عشان العشا المفروض تراعي إني عريس ولازم اتغذى كويس
رمقه بحاجب مرتفع ثم هدر باسما بنبرة ذات معنى 
_ اه طبعا اهم حاجة تتغذى ما أنت داخل على ملحمة بقى مش كدا ولا إيه يا عريس ! 
قهقه عاليا وأجاب بلؤم وهو يوجه الحديث لأمه 
_ عندما تتحدث الخبرة ! 
تنفست
أسمهان الصعداء بعدم حيلة وهي تضحك ثم صاحت منادية 
_ هاتي ياسماح العشا يلا 
_ والله واتجمعنا من تاني على سفرة واحدة ياولاد الشافعي ربنا يخليكم ليا ياحبايبي ويحفظكم وما يفرق بينا أبدا 
كل منهم التقط كف من كفيه وقبل ظاهره بلطف هامسين بالتناوب 
_ ويخليكي لينا ياست الكل
بعد مرور يومين وتحديدا بالليلة المنتظرة والموعودة ليلة الزفاف 
كان يجوب الطرقة
إيابا وذهابا أمام الغرفة لا يطيق الانتظار حتى يدخل ويراها وبين كل لحظة والأخرى يطرق طرقة قوية على الباب في محاولة منهم للاستعجال عند الطرقة الأخيرة فتحت جلنار الباب له ووقفت كالسد المنيع تقول بحزم 
_ نعم ! 
آدم متوسلا 
_خليني ادخل أشوفها لحظة واحدة ياجلنار 
جلنار برفض قاطع وعدم تأثر بتوسله 
_ مينفعش هي خلاص خمس دقايق وتخلص اصبر بقى 
تأفف بصوت عالي ويأس وهمت هي بأن تغلق الباب وتدخل لكن سألته باهتمام وحماس 
_ عدنان فين يا آدم 
أجابها بحنق ولا مبالاة 
_ مع هنا تحت 
اتسعت بسمتها الغامضة بالنسبة له ودخلت الغرفة ثم أغلقت الباب لتتركه بالخارج يتحرق شوقا لرؤية زوجته وهي بفستان الزفاف ! 
وبالفعل لم تكن سوى دقائق معدودة حتى خرجوا جميعهم من الغرفة وأخرهم كانت جلنار التي أشارت له بالسماح بالدخول إليها فأشرق وجهه وأضاءت عيناه من السعادة والحماس وفورا اندفع للداخل يغلق الباب خلفه ليتقدم منها بخطوات هادئة يراها تقف توليه ظهرها وهي بفستان الزفاف الذي يأخذ مساحة كبيرة من حولها الشوق يأكله أكل لكي يرى وجهها فالتف حولها حتى
وقف أمامها ورأى أجمل وجه يمكن أن يراه على الأطلاق 
_ مش مصدق إنك خلاص بقيتي مراتي يامهرة أخيرا ياحبيبتي 
_ وأنا فرحانة أوي يا آدم 
_ إيه الجمال ده بس أنا مش قادر اشيل عيني من عليكي
تطرقت رأسها أيضا وهي تضحك بخجل بينما هو فتابع بمرح يملأه مكره 
_ ما تيجي نروح على بيتنا ونسيبنا من الفرح والكلام الفارغ ده احنا مش خلاص كتبنا الكتاب واتجوزنا كفاية بقى
انتشلهم من بين لحظاتهم الأولى والغرامية طرق الباب مصحوبا بصوت سهيلة صديقتها وهي تقول بضحكة مكتومة وكأنها متعمدة قطع لحظاتهم معا 
_ يلا ياعرسان المعازيم مستنين تحت 
تأفف بعدم حيلة ثم قال مازحا 
_ إيه رأيك نلغي الفرح خالص يامهرتي 
انطلقت ضحكتها عاليا ليدنو هو منها ويلثم جانب ثغرها بلطف 
انطلقت من هنا صيحة وهي تهز قدم أبيها هاتفة 
_ بابي مامي جات أهي 
رفع نظره إلى حيث تشير ابنته بأصبعها فاستقر نظره على زوجته وهي تسير نحوهم بدلال غائصة في ثوبها الأسود الذي جعلها أثنى صاړخة الجمال نزل فكه للأسفل بانبهار فلم يكن يتوقع أنها ستظهر لهم بكتلة الجمال المرهقة للأعصاب تلك وكأن بطنها المرتفعة لم تزيدها إلا جمالا بذلك الثوب الأسود وشعرها الذي يتلائم مع لون الثوب 
مال على أذن ابنته وهمس بعين لا تحيد عن زهرته الحمراء 
_ مامي احلى من العروسة نفسها ياهنون بس اوعي تقولي لعمو آدم كدا 
ضحكت الصغيرة وهزت رأسها بالموافقة ثم سألت بعفوية وسط ضحكها 
_ طيب ينفع أقول لمامي 
أجابها بعدم تركيز مرددا دون انتباه 
_ ينفع 
وقفت جلنار أمامهم وهي تبتسم برقة وعيناها تلتقط نظرات عدنان الهائمة بها وبلحظة وجدت ابنتها تتعلق بثوبها وتقول بضحكة ساحرة 
_ مامي بابي بيقول إنك احلى من العروسة نفسها 
نقلت نظرها بين ابنتها وعدنان وردت باسمة بخجل بسيط 
_ بجد ! 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم باتساع ثم تابعت أمها وهي تجلس على المقعد المجاور لأبيها وكانت على وشك أن نجلس بجوارهم لكن جذبتها إحدى صديقاتها للعب معهم وبقوا والديها بمفردهم ! 
_ لغاية ما يخلص الفرح ممنوع تتحركي من جمبي نهائي ياجلنار مفهوووم 
_ مفهوم يابيبي 
اغمض عيناه يحاول تمالك رغباته
عنها ثم هتف بتحذير حقيقي 
_ بلاش شغل الدلع ده أنا متمالك نفسي بالعافية أساسا 
قهقهت عاليا لكن بسبب صوت الموسيقى الصاخبة لم يسمع صوت ضحكتها سواه وتمتمت بنفس دلالها 
_ وأنا لو مدلعتش عليك هدلع علي مين يعني ! 
ابتسم لها وسأل بتعجب 
_ عرفتي إزاي ياهنايا !
هنا بكل براءة ودفء 
_ عشان بيفضل ساكت معاك وبينام علطول لكن مع مامي بيفضل يعيط كتير لغاية ما ينام 
ضحك بخفة على شدة ملاحظة ابنته وذكائها الطفولي ولم
 

تم نسخ الرابط