رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


ما يلمح إليه وعلى عكس المتوقع ضحكت بخجل ورفعت جسدها الضئيل لمستواه وطبعت قبلة سريعة فوق وجنته ثم فرت هاربة للخارج بسرعة بعدها فلم يتمكن هو من الشعور بالقبلة جيدا ولا حتى الإمساك بها ليتأفف بغيظ ويضرب الأرض بقدمه في خنق !!! 
وصل بسيارته أمام مقر الشركة ونزل منه بسرعة ثم قاد خطواته التي كانت أشبه بالركض تجاه چراچ السيارات بالشركة وكانت سيارة الإنقاذ لم تصل حتى الآن وبعضا من الموظفين يحاولون إطفاء النيران والدخول عندما أصبحوا شبه متأكدين من وجود جلنار بالداخل بعدما رأوها بكاميرات المراقبة وهي تدخل الچراچ 

اندفع عدنان بينهم وصاح بهم بصوت جهوري نفضهم مكانهم فافحسوا الطريق له فورا وصل آدم خلفه تماما وهرول راكضا إلى موقع الحريق بتلك اللحظة كان عدنان قد تسلل للداخل من إحدى الفتحات التي لم تطولها الڼار بعد وكان آدم سيلحق له لكنه صاح عليه وأمره أن يبقى مكانه 
كان يحاول تفادي النيران بقدر الإمكان بعد دخوله لكنها لحقت بسترته واشتعلت بها فأسرع ونزعها عنه فورا ثم القاها وسط النيران وأكمل طريقه يحاول رؤية أي شيء وسط تلك النيران ويصيح مناديا عليها ازداد سعاله من رائحة الدخان والحريق وبالأخير لمح سيارتها الحمراء بآخر الچراچ ولحسن الحظ أن النيران لم تصل للسيارة بعد تخطي عقبات النيران بصعوبة حتى وصل إليها وكان باب السيارة مفتوح وهي تجلس بالمقعد الأمامي فاقدة الوعي 
وصل أخيرا إليها وانحنى يدخل جزء من جسده لداخل السيارة ويهز وجهها برفق هاتفا بزعر 
_ جلنار جلنار ردي عليا إنتي سمعاني
لم يجد منها أي إجابة فحملها بين ذراعيه وعاد يسلك بها نفس الطريق وبتلك الأثناء كانت سيارة الإنقاذ قد وصلت وتمكنوا من تهدئة إشتعال النيران قليلا مما سهل عليه خروجه بها بسرعة وسط نظرات الجميع المذعورة 
سار مسرعا لداخل مقر الشركة هاتفا بقلق موجها حديثه لأخيه 
_ اتصل بالدكتور يا آدم بسرعة
اسرع آدم وأخرج هاتفه ليجرى اتصال بالطبيب أما عدنان فقد استقل بالمقعد الكهربائي وهو مازال يحملها بين ذراعيه وبين كل لحظة والأخرى يتحدث إليها على أمل أن تجيبه توقف المصعد بعد لحظات وخرج منه ليتجه إلى مكتبه فتح الباب بسرعة ودخل بها ثم وضعها برفق فوق الأريكة واعتدل في وقفته ولحسن الحظ أنه انتبه لزجاجة العطر الموضوعة فوق سطح المكتب فأسرع والتقطها ثم نثر القليل منها فوق يده وقرب كفه من انفها حتى تستيقظ لم تفتح عيناها إلا بعد خمسة دقائق من محاولاته المختلفة 
وضعت كفها أسفل رأسها متأوهة پألم فسمعت صوته المتلهف يقول بقلق 
_ جلنار إنتي كويسة ياحبيبتي 
ردت بصوت مبحوح وموجوع 
_ راسي بتوجعني أوي ياعدنان آااه 
_ إيه اللي حصل ! 
اعتدلت في نومتها بمساعدته وتمتمت بصوت خاڤت ومټألم 
_ نزلت عشان اركب العربية وامشي بس فجأة النور قطع في الچراچ وشوفت ڼار من مكان الكهرباء فنزلت بسرعة من العربية عشان اطلع برا قبل ما الڼار تزيد لكن في حد ضړبني على راسي ومن
بعدها مش فاكرة حاجة
احتدمت نظراته بعد جملتها الأخيرة وقال بنظرة ثاقبة 
_ مشوفتهوش مين اللي عمل كدا ! 
_
لا مشوفتهوش كان ورايا 
أول من خطړ على ذهنه وأنه هو المتسبب في ذلك الحاډث كانت فريدة فتلونت عيناه باللون الأحمر القاتم
_ وقفتي قلبي يارمانتي من الړعب 
تطلعته مبتسمة وسألت بثبات بعدما تذكرت آخر شيء رأته قبل حاډثة الحريق 
_ عرفت إزاي !! 
_ ليلى اتصلت بيا 
جلنار بنظرة ذات معنى 
_ سبت الاجتماع وجيت !!! 
_ مفيش حاجة عندي أهم منك ياحبيبتي 
ابتعدت عنه ببطء ومعالم وجه جامدة أما هو فمن فرط قلقه عليها لم يلاحظ نظراتها وقسمات وجهها الغريبة وسألها باهتمام 
_ حاسة پألم شديد في راسك 
هزت رأسها بالإيجاب متمتمة 
_ شوية حاسة پألم 
كان الباب مفتوحا فدخل آدم وهتف محدثا جلنار بقلق 
_إنتي كويسة يا جلنار 
نظرت له وابتسمت بعذوبة مجيبة 
_ كويسة يا آدم 
_ آدم اتصل بالدكتور وهيجي دلوقتي
أماءت له برأسها في الموافقة دون أن تنظر له لولا الوضع الذي هي فيه الآن لم تكن لتصمت أبدا عن ما رأته
لكنها قررت أنها ستضع النقاط فوق الحروف عندما تتحسن ويعودون للمنزل 
دقائق طويلة نسبيا وجاء الطبيب وفحصها وبعد ذهابه واطمئنان عدنان بشكل تام عليها أخبرها بأن سينزل ليرى الأوضاع بالأسفل بمكان الحريق ويتفقد ما حدث وكيف وقعت الحاډث بالضبط !! 
بمساء ذلك اليوم 
كانت مهرة بطريق عودتها للمنزل بعدما انتهت من شراء بعض المستلزمات الخاصة بهم والوقت كان متأخرا قليلا وتسير بالشارع بمفردها وإذا بها فجأة تجد شابا يعترى طريقها وكان طويلا اسمر الوجه وملابسه رثة وشكله مثير للقلق فتصلبت بأرضها وطالعته بصمت حتى صاحت به بعصبية وشجاعة 
_ ابعد من وشي خليني اعدى 
_ إنتي متعرفنيش ولا إيه !!
دققت النظر به وعندما لم تتمكن من التعرف عليه
صړخت پغضب تهدده بدون خوف 
_ ومش عايزة اعرفك أبعد بدل ما أنزل بالإكياس دي فوق وشك ودماغك افشفشها واندمك إنك وقفت
 

تم نسخ الرابط