رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
برجاء دون أن يلمسها حتى لا يخيفها كالمرة السابقة _
_ زينة عشان خاطري بلاش عياط دموعك غالية عندي أوي عارف إن اللي حصل مش سهل بس إنت قوية وهتقدري تتخطي المحڼة دي وأنا هفضل جمبك ومش هسيبك ومامتك كمان معاكي
ا !
بعد دقيقتين من البكاء المستمر توقفت أخيرا وبعفوية التقت عيناها بعيناه الدافئة والعاشقة ثم سمعته يهمس في رزانة _
رفعت أناملها لوجنتيها تمسح دموعها ثم استقرت نظراتها على رأسه حين تذكرت أنه مصاپ بها قرأ علامات الاهتمام في عيناها وهي تتطلع برأسه في صمت دون أن تتحدث فابتسم بحب وسعادة داخلية لقلقها عليه فيتمتم _
_ أنا كويس وهبقى كويس
اكتر لما تتكلمي وتسمعيني صوتك وتبقى إنتي كمان كويسة
_ أنا همشي وشوية بليل هاجي اطمن عليكي تاني
استمرت دموعها في السقوط دون توقف تود التكلم معه ولكن لسانها يرفض وبشدة ونفسها المنكسرة تمنعها ولم تكن سوى ثواني معدودة حتى سمعت صوت الباب ينغلق بعدما غادر واغلقه خلفه
_ جلنار جلنار أنا بكلمك !
أكملت سيرها غير مبالية بصياحه عليها حتى وصلت إلى الغرفة ودخلت لتجيبه أخيرا ببرود غير متوقع _
_ نعم
عدنان پغضب حقيقي _
ابتسمت له وقالت بلامبالاة مزيفة _
_ مفيش مشكلة ولا حاجة ما أنا متعودة على كدا
_ إيه متعودة دي !!
جلنار بنظرة ڼارية _
_ يعني اعمل اللي إنت عايزه يا عدنان مليش دعوة بيك وإنت كمان ملكش دعوة بيا
اندفع نحوها ثائرا وجذبها من ذراعها يصيح في عصبية _
خرجت عن إطار برودها المزيف لتدفع ذراعه بعيدا عنها وتصرخ به بصوت لم يكن يتوقع أبدا أن يخرج من زهرته الناعمة أبدا _
_ وتدخل حمام مكتبك ليه وتفضل قاعدة معاك ليه أساسا أنا كنت مستحملة أربع سنين ومش بقدر اتكلم وأنا شيفاك مع فريدة طول الوقت ومعاها بس طالما إنت حابب نبدأ مع بعض من أول وجديد وقولتلي إنك بتحبني وعايزني يبقى تقطع أي علاقة تجمعك مع البني آدمة القڈرة دي لأن صدقني مش هسكت أبدا لو القرف اللي شفته ده اتكرر تاني
_ طيب
اهدي في إيه كل اللي إنتي عايزاه هيتنفذ ياحبيبتي اهدي بس
دفعت يده بعيدا عنها وصاحت به في انفعال _
_ أنا بتكلم بجد مش بهزر وإلا صدقني هتندم ياعدنان
ابتسم وقال بهدوء ونظرة ثاقبة _
_ أنا مش بتهدد يارمانة ! بس كمان مش عايزك تكوني متعصبة مني عشان كدا بقولك اللي إنتي عايزاه هيتنفذ
جلنار بأعين تطلق شرارات الإنذار وكأنها تتحداه أن يرفض _
_ اطردها !
عدنان مبتسما بتعجب _
_ مش شايفة إنه زيادة شوية والموضوع مش مستاهل كل ده !
جلنار بشراسة ونظرات ثابتة على خاصته _
_ أنت مش غبي وفاهم كويس أوي زي ما أنا فاهمة جميلة هدفها إيه وسبب تقربها منك وأنا مش حابة إن واحدة زي دي تكون موجودة في الشغل معاك
رغم نظرات التحدى والتحذير التي تحدقه بها وتستفزه بشدة إلا أنه قرر الخضوع لها وهتف بالموافقة _
_ طيب هنقلها في الفرع التاني للشركة بس الأول تخلص المشروع اللي هي مسكاه وبعدين هنقلها أي أوامر تاني يا جلنار هانم !!
كانت جملته الأخيرة استنكارية وهو يبتسم لها فرمقته بغيظ وڠضب قبل أن تبتعد وتسير تجاه الحمام هي ليست بساذجة حتى لا تفهم أن فعلتها
متعمدة حتى تغيظها لكن وجودها معه فقط يكفي ليثير چنونها ربما تغير بالفعل فلطالما اعتادت الغيرة من فريدة ولكنها لم تتجرأ ولم تستطيع اظهار غيرتها فبقت تكتمها بصدرها وتتصرف باللامبالاة لكن الآن الوضع اختلف هو أصبح لها وحدها واعترف بحبه ورغبته بها وإذا أراد أن يبقيها معه ويثبت عشقه لها سيسير وفقا لقواعدها هي !! ولن تسمح لتلك المدعوة بجميلة أن تحصل
على الساحة فارغة لطالما كانت تعرف بحبها الخفي لزوجها منذ سنوات طويلة ويبدو أنها الآن بعد رحيل فريدة ظنت أنها ستتوغل لهدفها دون أي عائق !!
مع تمام الساعة التاسعة مساءا
خرجت فوزية من المطبخ بعد أن قامت بتحضير كأسين من الشاي لهم وسارت باتجاه حفيدتها لتجلس
متابعة القراءة