.. مكنتش عارفه انام خالص من كتر التفكير والارق اللى كان عندى معرفتش انام خالص .
حسام باستغراب .. ليه كده معقول منمتيش طول الليل كنتى نبطشيه زيى ولا ايه يا ليل ولا اوعى تكونى تعبانه ولا حاجه !
ليل بخجل ردت وقالت .. الصراحه يا دكتور حسام انا زهقت جدا جدا و عاوزة اخرج بقى من المستشفى دى وكفايه اوى لحد كده انا من امبارح ونويت انى اطلب منك كدة .. لانى بدأت اتخنق من نومه السرير دى ومش متعوده على كده خالص .. فأرجوك يا دكتور حسام اكتبلى على خروج بقى علشان ارجع على بلدى وكتر خيركم اوى لحد كده .. انا الحمد لله بقيت كويسه وكله بفضل حضرتك ووقفتك معايا .
الدكتور حسام باستغراب رد وقال .. ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده يا ليل .. انتى لسه تعبانه وخارجه من حاډثه كبيرة وعمليه اصعب ولازم تستريحى فترة كافيه بعدها .. وقبل كده قولتلك ده شغلى ومش محتاج انك تشكرينى عليه كل شويه .
ليل بحزن وخجل ردت وقالت .. بس يا دكتور حسام انا زهقت واتخنقت جدا والصراحه انا حاسه انى حمل تقيل عليك وعلى استاذ زين وعمر كمان .. ومش عاوزة احرجكم معايا اكتر من كده والافضل انى ارجع مكان ما جيت .. وانتم تعيشوا حياتكم زى ما كنتم قبل ما تشوفونى .
حسام رد وقال .. متقوليش كدة يا ليل .. انا مش بعمل اى شىء اكتر من شغلى اللى متعود عليه طول حياتى و اللى هو اهم حاجه عندى وبعشقه .. ومعاملتى واهتمامى مع كل المرضى بالشكل ده مش معاكى انتى بس .. وبالنسبه لزين ولعمر .. كل اللى بيعملوه معاكى ده شىء عادى خالص .
لو فيه اى شىء مزعلك او مدايقك ارجوكى تقوليلى وتحكيلى عليه وانسى انى الدكتور المعالج بتاعك واعتبرينى مجرد اخ او صديق .. فهمانى يا ليل .
ليل عيونها اتملت بالدموع ومدت ايديها اليمين وحطتها على عيونها وبدات ټعيط بحرقه وكأنه فتح الچرح اللى هى بتحاول تداويه بس للاسف فتحه الدكتور حسام بدون قصد .. وده اللى خلاه يستغرب من حالتها دى جدا وطلب من الممرضه انها تسيبهم لوحدهم شويه وفعلا خرجت الممرضه وقفلت الباب وراها وقرب دكتور حسام وشد كرسى من ركن الاوضه وقعد جنب سرير ليل وقال .. ممكن تبطلى عياط وتمسحى دموعك دى .. وممكن تقوليلى يا ليل انتى حكايتك ايه بالضبط وانتى منين بالتحديد وفين اهلك واخواتك
وليل ما صدقت ان حد يطلب منها كده ويحاول يسمعها فامسحت دموعها وبدأت تحكى وتقول .. انا هاقولك كل حاجه .
انا كنت بنت وحيده وعايشه مع امى وابويا و
عندى دلوقتى 23 سنه وكام شهر .
امى ماټت من سنين طويله كان عندى ساعتها حوالى 11 سنه كنت صغيرة ويا دوبك لسه فى المرحله الابتدائيه .
عرفت ساعتها انى اتحرمت من اكبر نعمه فى الحياه وهى الام .. زعلت كتير عليها ورغم كل اللى ابويا عمله ساعتها علشان يعوضنى فقدانها .. لكن للاسف مقدرش لان حب وحنيه وحنان الام محدش يقدر يعوض مكانها حد ابدا ولو كان الاب نفسه .
لحد ما بعدها بحوالى سنتين او تلاته بابا اتجوز واحده بدلها علشان تهتم بينا احنا الاتنين وتاخد بالها منى انا بذات وتكون بديله لامى .. لكن للاسف مكنتش بتحبى خالص وبتغير من حب وحنيه ابويا ليا .. وطول ما هو قاعد كانت تعمل نفسها انها كويسه معايا وتعاملنى حلو اوى اودامه ومن وراه كانت مطلعه عينى وتزعقلى وتضربنى جامد .. ومكنتش عوزانى اكمل تعليمى بحجه انى اساعدها فى شغل البيت واخلى بالى من اخويا الصغير وكمان اساعد ابويا فى الكشك بتاعه اللى كان على الطريق الزراعى .. بس ابويا رفض خالص انى اسيب مدرستى وطلب منى انى اكمل دراستى بس للاسف صحته كانت بدات تتبهدل وتدهور بسرعه وانا فى الثانويه العامه من كتر السهر والشغل فى الكشك ايامها وقررت ساعتها انى اخلص امتحاناتى لحد هنا ومكملش دراستى فى الجامعه زى ما كنت بحلم وبتمنى ساعتها انى ادخل كليه الاعلام .. علشان اقدر اساعد ابويا فى الشغل .
وعدت السنين وانا عايشه دايما فى شخط وزعيق ونكد وحزن من سعاد مرات ابويا لحد ما صحت ابويا كانت بتتبهدل يوم بعد يوم من كتر طلباتها وكان مش بيشتكى ولا يبين لينا ده ابدا وبالذات ليا لكن كنت بشوفه بعيونه واشوف تعبه وضعفه وهزلانه اللى كان واضح عليه جدا .. وكان بيحاول دايما انه يدارى وجعه والمه .. لحد ما فى يوم وانا راحه استلم بداله شغل الكشك لقيته مرمى على الارض وفاقد الوعى وبسرعه وديته المستشفى بس للاسف ماټ وساعتها اتأكدت انى بقيت وحيده فى الدنيا دى وبقيت يتيمه الام والاب