رواية سجينة الماضي بقلم نوني الهواري (كاملة)

موقع أيام نيوز

صوت رنين الهاتف وقال بضيق..ودا مين اللي هيتصل دلوقتي
انار الضوء الذي بجانبه وتمللت امينة في نومها..مين اللي بيرن دلوقتي
اتسعت عيناه بفزع واعتدل في جلسته عندما رأى اسم يحيى على شاشة الهاتف ..دا يحيى ربنا يستر
فزعت امينة وجلست في مكانها
محمد پخوف وقلق ..السلام عليكم
يحيى بصوت قلق ومتوتر..وعليكم السلام انا اسف اني اتصلت في الوقت دا بس.........
قاطعه فهو يود الاطمئان على ابنته فالخۏف سيطر عليه ..في ايه يابني فيروز كويسة
رد عليه بهدوء كي يشعره بالراحة فنبرة صوته تحمل الكثير من الخۏف..ايوة كويسة هي بس حاسة بتعب ومش راضية تروح المستشفى الا وانتوا معها
محمد بقلق وخوف عليها..طب يابني احنا هنلبس حالا هي فين المستشفى وهتلاقينا هناك
يحيى ..لأ هي عايزة تروحوا معها اسمعني ياعمي اجهزوا وانا عشر دقايق واكون عندكم
محمد زاد توتره..طب يابني سوق على مهلك ربنا يقومها بالسلامة
يحيى ..يارب ياعمي
اغلق الهاتف ونظر الى امينة التي مازلت في مكانها لم تتحرك وكأنها غير مستوعبة مايحدث او غير مصدقة ان ابنتها الصغيرة ستصبح ام ..قومي البسي بسرعة بنتك بتولد
قامت مسرعة وكأنها الان عادت الى ارض الواقع دخلت الحمام وتوضأت وصلت وبالمثل فعل محمد ودعا ربه ان يسهل عليها
وتكون بخير هي ومولودها
اما يحيى بعد ان اغلق الهاتف معه سندها ډخلها الحمام وساعدها وابدل لها ملابسها والبسها حجابها وابدل ملابسه بسرعة وهي مازالت على حالها خرج مسرعا وايقظ امه وبلغها اسرعت وابدلت ملابسها وصلت ودعت ربها ان يسهل عليها ولادتها وركبوا السيارة وتوجه الى بيت محمد وجدهم بنتظرون امام البيت فهم لم يستطيعوا البقاء في الشقة ركبوا السيارة ووصلوا الى المستشفى دخل يحيى يحملها فهي لم تستطيع المشي ولا حتى الوقوف على قدميها واخذ ېصرخ ان ينقذها احد فهي اغمضت عيناها وشعر هو بأرتخاء جسدها بين يداه
جاء وحيد مسرعا على صوت يحيى فهو لحسن الحظ كان عنده مناوبة ليل
فزع وحيد من شكلها ..في ايه يايحيى مالها
يحيى پخوف وقلق عليها..مش عارف هي تعبانة ومش قادرة حتى توقف
وحيد بهدوء..طب حطها هنا واشار على السرير المتحرك وكلم الممرضات ليأخذوها الى غرفة العمليات واتصل على طبيبة النساء فهي في مكتبها وجاءت مسرعة ودخلت غرفة العمليات ولم تخرج كي توضح لهم انها حالة ولادة
ظل يتجول في الممر ذهابا وايابا بلاتوقف لا يعرف ماذا يفعل يكاد يجن لا احد يطمنه عليها لايسمع لها صوت اقترب من باب غرفة العمليات واراد ان يدخل
امسك وحيد يده يمنعه..انت رايح فين اهدى كدا واستغفر ربك وادعي لها
يحيى بعيون دامعة وصوت ټخنقه العبرة..انا خاېف عليها اوي انا مش سامع لها صوت والدكتورة ليه ماطلعتش تقول عندها ايه
ربط صديقه على كتفه يحاول ان يهديه..اصبر شوية وهنعرف كل حاجة
اقترب منه محمد هو ايضا حاله لايقل شئ عن حال يحيى فهو يبكي ودموعه ټغرق خديه فهي صغيرته التي لايتحمل رؤيتها تتألم لكنه اراد ان يهون عليه فهو شعر بهذا الشعور من قبل امسك يده..يابني ادعيليها وابتسم من بين دموعه..انت فكرتني بيوم ما اتولدت انا كنت عامل زيك كدا بس محسن الله يرحمه قالي اللي بتعمله دا مش هينفع ادعي وقول يارب
ظل يحيى يردد..يارب احفظها يارب تقوم بالسلامة
اما ام يحيى وامينة كلا منهم تبكي ودموعها تتساقط على خديها وتدعي لها بتيسير ولادتها
مرت دقائق وكأنها ساعات ايام سنين وفجأة سمعوا صوت بكاء طفل صغير قطع هذا الصمت الرهيب وبعد قليل خرجت الممرضة تحمله واعطته ليحيى اخذه ب برفق
الممرضة..الف مبروك يتربى في عزكم
يحيى يود ان يدخل ويرها ويطمئن عليها سأل الممرضة بقلق وخوف..وهي عاملة ايه
الممرضة..قول الحمد لله دي كانت ولادتها متعسرة جدا بس ربنا كان معها الحمد لله على السلامة
اقترب منه وحيد بفرحة من اجل صديقه..الف مبروك يتربى في عزك واجمد شوية ماتبينش لها انك بتحبها اوي كدا
انتبه لدموعه التي تتساقط دون وعي منه من شدة خوفه عليها مسح عيونه بسرعة وبارك له الجميع وبعد قليل نقلت فيروز غرفة عادية ودخلوا جميعا لها وجاء والد يحيى مع حمدي صديق يحيى فهو يعمل سائق ويسكن في ملحق في حديقة البيت
وبارك لأبنه..ها هتسميه ايه يابني
نظر يحيى لها وابتسم بفرحة كبيرة فهذا الطفل يشبه كثيرا كأنه يرى صورة قديمة له..يوسف
خرجت فيروز من المشفى بعد يومين وعادت الى البيت كان يحيى يهتم بها وبكل شئ يخصها فهو من يطعمها بيده هو من يساعدها في تغير ملابسها ويمشط لها شعرها الطويل الناعم كم يعشقه ولايود ان يلمسه احد غيره
اما يوسف تعتني به امه وامينة
...................
في فيلا صلاح الجيار
في احدى الليالي وفاء تشعر پألم ولاتدري ماذا تفعل لا تقوى على القيام من مكانها امسكت الهاتف واتصلت على والدها الذي اتى مسرعا عندما رأى اسمها على شاشة الهاتف
صلاح ..مالك يا....لم يكمل جملته فشكلها يبعث القلق والخۏف فهي تبكي بشدة من الالم ووجهها اصفر تتعرق بغزارة لاتقوى حتى على الكلام
اقترب منها وقلبه ېتمزق من اجلها لايتحمل رؤيتها تتألم بهذا الشكل..تعالي يابنتي نروح المستشفى
ارعبتها تلك الكلمة واتسعت عيناها پخوف وردت بأنفاس متقطعة من شدة الالم..كلم ماما فاطمة انا خاېفة اوي
صلاح بقلق بالغ..حاضر هتصل بها وابعت لها السواق يجيبها على المستشفى.
شعرت بالخۏف تود ان تكون معها لاتعلم ماهي قادمة عليه كانت تود ان يكون معها في هذا الوقت تيقظه هو من يأخذها الى المشفى هو وليس ابيه تنهدت بحزن ..لأ خليها تيجي معايا ان مش عايزة اروح لوحدي.
صلاح يحاول تهدئتها فهو يشعر بها ..حاضر بس اهدي
رن جرس الخادمة التي اتت مسرعة
نظر لها ..حضري لبس لوفاء وساعديها وخرج من الغرفة
اتصل على فاطمة وانتظر الرد
استيقظت فاطمة من نومها على صوت الهاتف اشعلت الضوء ورأت اسم صلاح تملكها القلق والخۏف واسرعت بالرد بصوت يملأه الخۏف..السلام عليكم
صلاح بأحراج لانه اتصل عليها في هذا الوقت لكن ماباليد حيلة ..وعليكم السلام انا اسف اني اتصلت في وقت زي دا بس وفاء تعبانة وعيزاكي معها
فاطمة بقلق عليها..ياحبيبتي يابنتي انا هلبس حالا
صلاح بأسف..معلش ازعجتك
فاطمة ..ماتقولش كدا وفاء دي بنتي
اغلق الهاتف ودخل الغرفة واخذها وسندت عليه كم تمنت ان يكون هو من يسندها ركبها والدها السيارة وبعد قليلا واتصل على عمر
صلاح يشعر بالڠضب منه فهو لايفهم تصرفاته لكن مايسكته ان وفاء تحبه وفي نفس الوقت هو انسان محترم من الشركة للبيت
صلاح حاول ان يكون طبيعيا لايظهر غضبه..السلام عليكم
عمر بضيق..وعليكم السلام لم يسأل لما اتصل به ولاماذا حدث بل ظل ساكت دون كلام
تنهد بضيق..احنا رايحيين المستشفى...... وفاء تعبانة
لم يتحرك له ساكن كأنه لايعرفها ولايشعر بالقلق عليها ولا على طفله القادم ولايكن لها اي مشاعر رد ببرود..طب هحصلكم على هناك واغلق الهاتف دون سماع رده وماهي الا ثواني ورن هاتفه اخرى نظر فيه وجد اسم أمه رد بضيق ..السلام عليكم
شعرت بالضيق الذي يملأ صوته تنهدت بقلة حيلة..وعليكم السلام انت فين
عمر بتهكم..في الشركة يعني هكون فين
تجاهلت نبرة صوته وتكلمت برجاء..مراتك بتولد وتعبانة تعالا يابني الله يهديك
عمر ببرود.. خلاص جاي
اغلق الهاتف دون انتظار ردها
نزلت دموعها بلا توقف فهي
تم نسخ الرابط