رواية سجينة الماضي بقلم نوني الهواري (كاملة)

موقع أيام نيوز

على امينة وجلسوا واحضرت لهم الشاي والكيك فهي تعده مخصوص من اجلها
مدت ليحيى..اتفضل يابني
اخذ منها وابتسم لها..تسلم ايدك
نظر لهم محمد ..وعاملين ايه في الجامعة
يحيى بنظرة حماس فهو يحب دراسته جدا..الحمد لله كله تمام
فيروز بإصرار انها لن تخذل والدها حتى يكون دائما فخور بها..ماتخفش يابابا ان شاء الله السنة دي هجيب تقدير كويس
نظر لها بحنان يربط على ظهرها ..يابنتي ماتضغطيش على نفسك وخلي بالك من نفسك ومن اللي في بطنك دا عندي اهم من مية شهادة
اراد يحيى ان يطمنه عليها ..ماتخفش ياعمي فيروز شاطرة وان شاء الله مش هيحصل اي حاجة وربنا يقومها بالسلامة
محمد ..يارب يابني يطمن قلبك عليهم
قام يحيى من مكانه كي يذهب ويتركهم على حريتهم..طب استأذن انا بقى ونظر لها بعيون يملاءها الحب..اتصلي بيا لما تحبي تروحي ماشي
نظرت له بأبتسامة هادئة فعيونها لم تعد تلمع وهي دائما رسمة تلك الابتسامة على وجهها..حاضر
قام محمد مع ليوصله للباب..مع السلامة يا بني ربنا يحفظك ويبارك فيك
يحيى بأبتسامة ..ربنا يخليك ياعمي
دخل محمد واغلق الباب ونظر لأبنته ..والله يابنتي جوزك دا حتة سكرة ربنا يخليه ليكي
فيروز بهدوء دون اي تعبير على وجهها..يارب يابابا
هو يود ان يطمئن عليها ويسأل لما نظرة الحزن التي في عيونها حتى ابتسامتها مصتنعة فهي ابنتها ويعرفها جيدا تنهد..قومي ياامينة اعملي شاي
نظرت له بأستغراب ورفعت حاجبيها..يوه ماانت لسة شارب مع جوز بنتك
نظر لها كي تتركهم بمفردهم فهمت نظرته..حاضر ياخويا
قامت من مكانها وذهبت الى المطبخ
نظر لها بعيون يملاءها الحنان..هاا يابنتي عاملة ايه مع يحيى
ردت بسرعة دون ان تنظر له..الحمد لله يابابا ليه بتسأل
نظر لها نظرة طويلة يريد فهم مابداخلها ..يابنتي انا عايز اطمن عليكي ليه نظرة الحزن اللي في عيونك دي اوعي تكوني ندمانة انك اتجوزتي يحيى
هي لم ټندم على جوازها منه بالعكس هي تشعر بالامان معه تشعر انه سندها ولكن ما باليد حيلة هي تحاول ان تخفي تلك النظرة ..لأ والله يابابا ابدا بس صدقني مش بأيدي انا بحاول ابتسم دايما واضحك
ربط على ظهرها بحنان فهو يشعر بها ..حاولي يابنتي تداوي چرح قلبك وحبي حوزك وقربي منه هو يستاهل كدا
هي تعلم انه يستحق ان تفعل اي شئ من اجله ابتسمت له..حاضر يا بابا
شعر براحة كبيرة فهو تخيل ان نظرتها هذه ندم على زواجها لكنه فهم انها تحاول نظر لها بسعادة وابتسامة فهي قد اراحت قلبه..حضرلك الخير ياحبيبتي ربنا يسعدك ويقومك بالسلامة يارب
جاءت امينة تحمل صنية الشاي نظرت له وابتسمت فهي سمعت ما قاله وهي ايضا شعرت براحة كبيرة جلست معهم وظلوا يتحدثوا
..............
قررت وفاء العودة لدراسة فهي السنة الماضية نجحت بتقدير مقبول وقررت ان تعوض مافتها وذهبت إلى الجامعة تبحث عن فيروز ويحيى هي تحتاج اليهم كثيرا تحتاج من يسمعها من يشعر بها فهي صديقتها واختها وهو ايضا صديقها واخوها يستمع لها
لم تجدهم فسألت عنهم وعلمت انهم انتقلوا من الجامعة ولكن لاتعلم الى اين فالموظف اخبرها انهم سحبوا الملف الخاص بهم
خرجت من الجامعة وركبت مع السائق وهي الحزن مخيم على وجهها ذهبت الى فاطمة تريد رؤية فيروز فهي لاتعلم ماحدث وصلت ودقت جرس الباب فتحت فاطمة تفاجئت بوفاء فهي لم تتوقع انها تأتي لزيارتها..وفاء تعالي ياحبيبتي ادخلي عاملة ايه
وفاء بعيون يملاءها الحزن ..الحمد لله ياماما انتي عاملة ايه
نظرت لها بشفقة فهي ترى الحزن في عيونها..انا بخير ياقلب امك اقعدي ياحبيبتي جلست بجانبها
ربطت على ظهرها بحنان..ليه مبعتيش السواق وانا كنت جيتلك بدل طلوع السلم المكسور دا
نظرت لها بأبتسامة حزينة..حبيت اغير جو مليت من الفيلا وكمان عايزة اشوف فيروز اصل روحت الجامعة انهاردة ملقتهاش ولما سألت عليها قال الموظف انها اتنقلت فولت اجي اشوفها
نظرت لها بحزن ..مش موجودة يابنتي
وفاء..ليه هي راحت فين
تنهدت پألم وتغيرت نبرة صوتها ..والله يابنتي ماعرف هي اتجوزت وسافرت
اتسعت عيناها پصدمة فهذا اخر شئ تود سماعه ..ازاي تتجوز وتسافر من غير ماتقولي وازاي حضرتك ماتعرفيش هي راحت فين هي دايما كانت بتقول انك امها التانية ودايما مع بعض
لم تعرف كيف تجيب على سؤالها ولابما تجيب ..والله يابنتي الدنيا تلاهي والفترة الاخيرة كل واحد بقى في حاله
نزلت دموعها ..شكلي كدا مكتوب عليا الوحدة حتى صاحبتي الوحيدة سابتني وبعدت عني
شعرت فاطمة بالحزن على حالها وادمعت عيناها..ليه يابنتي بتقولي كدا مااحنا اهو معاكي
القت بنفسها بين ذراعيها ټحتضنها بشدة وظلت تبكي وتتكلم من بين البكاء بصوت يدمي القلوب..ارجوكي خليكي جانبي اوعي تسبيني وتبعدي عني
لم تتحمل هي الاخرى وبكت بشدة..مقدرش ابعد عنك وبكرة يجي ابنك يملى عليكي الدنيا
اصبحت حياتها كيئبة لاروح فيها كم شعرت بالوحدة لازوج ولاحبيب ولااخت ولاصديقة ولا اخ ولاصديق لكن مايهون عليها وجود والدها الذي يعتني بها كثيرا وكذلك فاطمة التي اصبحت تأتي اليها كثيرا كي تعوضها عن غياب عمر المستمر واصبحت تزور فاطمة في بيتها فاليوم الذي لاتأتي فيه فاطمة تذهب هي اليها وحاولت ان تنتظم في الدراسة
................
مرت شهور وانتهت السنة الدراسية وعاد يحيى وفيروز الى الصعيد
في احد الليالي استيقظ يحيى على صوت بكاء فيروز فتح عيونه بنعاس ونظر لها وجدها جالسة بجانبه تبكي في صمت وتتعرق بشدة وانفاسها متقطعة كأنها كانت في سباق فزع من شكلها وانتفض من مكانه واقترب منها..مالك ياحبيبتي في ايه
عيونها حمراء من كثرة البكاء وانفاسها متقطعة وصوتها لايكاد يسمع..مش قادرة تعبانة اوي
يحيى پخوف وقلق عليها..حاسة بأيه
مازلت بنفس حالتها ودموعها تتساقط على خديها من الالم..مش عارفة حاسة اني بمۏت
لايريد ان يرى دموعها فهي ټحرق قلبه ولا يريدها تتألم فهو يتألم اكثر منها تنهد بهدوء..طب ماصحتنيش ليه
زاد ألمها وتعالت شهقاتها..محبتش ازعجك
اتسعت عيناه من الڠضب فهو يكاد يقفد عقله من تصرفاتها فهي دائما لاتظهر له تعبها وتتحمل رد بعصبية خفيفة لا يريد ان يزيد عليها يكفي مابها من ألم..يافيروز حرام عليكي هو ايه اللي ماحبتش ازعجك اخذ نفس وزفره بهدوء كي يهدأ قليلا..طب تعالي وقام وامسك يدها وجذبها برفق قامت من مكانها شعرت بالخۏف وصوتها تحشرج وبلعت لعابها بصعوبة..هنروح فين
وامسك يدها بيده ويده الاخرى حاوط بها خصرها وقال بهدوء ..اغسلي وشك وغيري هدومك عشان نروح المستشفى
تحملت الالم فهي لاتستطيع الوقوف على قدميها وابتعدت عنه واتسعت عيناها پخوف وهزت رأسها يمين ويسار كالاطفال ..لا لا مش عايزة اروح والنبي
يحيى بهدوء عكس مابداخله من خوف عليها فهو يشعر بالخۏف اكثر منها لكنه حاول ان يطمئنها..ياحبيبتي ماينفعش كدا لازم نروح المستشفى
نظرت له بعيون تملأها الخۏف تفرك يدها بتوتر وصوت واطي لايكاد يسمع..انا عايزة ماما وبابا يجوا معايا انا خاېفة اموت ومش هشوفهم
تنهد بنفاذ صبر بالكاد يسيطر على نفسه من تصرفاتها لايود سماع كلمة المۏت منها لايتحمل فكرة بعدها عنه كيف لها ان تفكر في هذا..بلاش الكلام دا عشان خاطري وابتسم لها..حاضر ياستي هكلم عمي عشان يجهزوا ونعدي عليهم نأخدهم معنا ايه رأيك
ظهرت على شفتيها شبه ابتسامة فهي تشعر بتعب شديد لكنها لاتظهر وهزت رأسها بضعف
امسك هاتفه واتصل على والدها وانتظر الرد
استيقظ محمد على
تم نسخ الرابط