رواية سجينة الماضي بقلم نوني الهواري (كاملة)

موقع أيام نيوز

نروح سوا ايه رأيك
فيروز..تمام بس افرض ولدت في الامتحانات
يحيى..ولايهمك نطلب تأجيل لظروف صحية ولو مرضوش مفيش مشكلة تعيدي السنة معلش
قضبت حاجبيها..لأ انا عمري ماعدت سنة
ضحك على كلامها..يعني بذمتك القمر اللي جاي مش يستاهل
هزت رأسها..ايوة يستاهل
يحيى بجدية..اسمعي بقى مفيش حركة من على السرير
ربعت يداها امام صدرها ردت بحدة..انت هتحبسني
يحيى بهدوء..انا خاېف عليكي
فيروز..انا عارفة بس سبني براحتي وان شاء الله مش هيحصل حاجة ولما احس اني تعبت انا هرتاح من نفسي
جلس بجانبها ولف يده حول كتفها وجذبها اليه وقبل رأسها..طب اوعديني لما تتعبي ترتاحي
فيروز بحدة..لدرجة دي خاېف على البيبي
نظر لها ورفع وجهها بيده وتلاقت أعينهم..البيبي انا مشفتهوش عشان احبه انا بحبه عشان هو ابنك حتة منك وانا بحبك انتي وخاېف عليكي انتي
لامت نفسها على طريقة كلامها معه..انا مش قصدي كدا
يحيى بحب..انا فاهم قصدك انتي عايزة تعرفي انا خاېف عليكي عشان البيبي ولا خاېف عليكي عشانك انتي انا بحب فوق ماتتصوري وعمر حبي ليكي مايقل دا هيزيد حتى لو مفيش بيبي ولا مخلفناش خالص انتي عندي بالدنيا كلها
ابتسمت له فهي تعرف كم يحبها وتلوم قلبها كيف لايعشقه ويذوب في هواه
...........
في فيلا صلاح الجيار
شعرت وفاء بالتعب واحضر لها صلاح الطبيب الذي اخبرهم بحملها وحذرهم لانها ضعيفة وحالتها النفسية سيئة
اتصل صلاح على عمر وانتظر صلاح..السلام عليكم
عمر..وعليكم السلام
صلاح..انت فين
عمر..في الشركة في حاجة
صلاح..ايوة وفاء تعبت وجبتلها الدكتور
لم يسأل مما تعاني او كيف حالها او ماذا قال الطبيب بل سكت
تنهد صلاح..الدكتور قال انها حامل وضعيفة وحالتهاالنفسية سيئة ومحتاجة رعاية خاصة
عمر ببرود..طب اشوفها بالليل انا عندي شغل مهم مقدرش اسيب الشركة انا هكلم امي تيجي تقعد معها شوية
اغلق معه الهاتف واتصل بأمه واخبرها بحمل وفاء وارسل لها السائق
دخلت فاطمة غرفة وفاء وعلى وجهها إبتسامة كبيرة ..الف مبروك ياقلب امك واحتضنتها بشدة
وفاء بفرحة كبيرة..ربنا يخليكي ليا يا ماما انا فرحانة اوي انك جيتي
فاطمة..ياحبيتي انا متأخرش عنك ابدا انتي عارفة انا بحبك اد ايه
جلست معها طول النهار وفي الليل طلبت من وفاء ان تذهب الى بيتها اوصلها السائق الى بيتها
رجع عمر في وقت متأخر من الليل وجد وفاء نائمة لم يريد ان يزعجها نظر لها نظرة سريعة وتنهد..انا عارف اني ظلمتك معايا وعارف انك بتحبيني بس انا مش قادر احبك وابتعد عنها وجلس على الكرسي واخرج من جيبه محفظته وفتحها ونظر لصورة فيروز..سامحيني انا معرفتش اد ايه انا بحبك انا بحبك اوي وكل اللي وصلت له ملهوش قيمة من غير وجودك جانبي وحبك ليا انا حاسس اني مش عايش لان قلبي وروحي معاكي وفتح جيب صغير داخل المحفظة واخرج منه الخاتم والسلسلة وتذكر انه ذهب الى امه من فترة وقلبه غير مرتاح دخل غرفته وجدهم على الطاولة وضعتهم امه بعد ان رماهم هو امسك الخاتم والسلسلة وظل يتلمسهم وبلا وعي قبلهم بشوق وضمهم الى قلبه ووضعهم مرة اخرى في المحفظة ونظر الى صورتها فهي لم يخرجها من محفظته او وقتها نسى لتكون ذكرى معه تجمعت الدموع في عيونه وخرج من الغرفة وقرر ان يذهب في الصباح ليرى فيروز ويطلب منها ان تسامحه ويريد الزواج منها لان ليس للحياة طعم بدونها وقال لنفسه..انا عارف هي اد ايه بتحبني واول ما اكلمها هتنسى كل حاجة حصلت ونرجع لبعض واتجوزها ونعيش مع بعض انا مش قادر اعيش من غيرها
نظر في ساعته وجدها الثالثة بعد منتصف الليل تنهد..امتى يطلع النهار انا لولا خاېف ان امي تتخض كنت روحت دلوقتي
اغمض عينيه وحاول النوم لكنه لا يستطيع النوم فهو منذ ان ذهب بريق كل شئ واعتاد على كل شيء الشركة والعيشة في الفيلا والخدم والسيارة لم يعد شئ له قيمة وفاق قلبه من غيبوبته التي صنعها له عقله واصبح النوم ليس سهلا وكلما وضع رأسه على الوسادة تذكر فيروز وضحكتها وكلامها ووجهها الجميل وعيونها وهي تنظر له ودائما يلوم نفسه كيف يبدلها مهما كان الشئ الذي ابدلها به فهي اغلى منه لكنه عرف كل هذا متأخر لكن عليه اصلاح الامر وطلب السماح منها غلبه النوم مع كثرة التفكير
في الصباح
ابدل ملابسه وخرج دون ان يرى وفاء او يسأل عنها
استيقظت وفاء لم تجد عمر بجانبها رنت الجرس للخادمة التي اتت مسرعة
الخادمة..صباح الخير يا هانم تؤمري بحاجة
وفاء..هو عمر ماجاش من امبارح
الخادمة..مش عارفة البيه رجع امتى احنا كلنا نايمين الساعة واحدة لكن شوفته من شوية خرج حتى سألته احضر لحضرتك الفطار قال لأ مستعجل
هزت رأسها..طب روحي انتي
الخادمة..احضر لحضرتك الفطار
وفاء..لأ هفطر مع بابا
الخادمة..طب عن اذنك
وخرجت وظلت وفاء تبكي على حالها لم تفهم لما تغير معها اين حبه لها الذي كانت تراه في عيونه عندما كان يأتي الى الجامعة كي يراها ماذا فعلت هي كي يبتعد عنها هل هناك إمرأة أخرى في حياته هي من غيرته فاقت من شرودها على صوت والدها..صباح الخير عاملة ايه ياحبيتي
وفاء..هااا صباح الخير اه الحمد لله كويسة
صلاح..سرحانة في ايه انا خبطت على الباب كتير لما مارضتيش خۏفت عليكي ودخلت مالك يا حبيبتي
نظرت له بعيون باكية..عمر يا بابا
صلاح بأستغراب..ماله عمر
تنهدت بۏجع..عمر شكله يعرف واحدة تانية وهي اللي مغيراه كدا دا حتى مسألش عليا ولا شافني ونزل من غير فطار اكيد مستعجل عشان يروح لها
صلاح..يابنتي احلف ليكي بأيه ان مفيش ست تانية في حياته وانه من البيت لشركة وحتى امه مارحش عندها غير مرة ولا مرتين
وفاء..اومال معاملته معايا دي تسميها ايه
صلاح..والله يابنتي انا راقبته دي حتى السكرتيرة بتاعته ست متجوزة ومحترمة جدا يالا يا حبيبتي ننزل نفطر في الجنينة وشيلي الأفكار دي من دماغك
............
في شقة فاطمة
فاطمة نائمة في غرفتها فالساعة مازالت الثامنة استيقظت على صوت طرقات على الباب فتحت عيونها بفزع فلا احد يطرق الباب عليها..ياترى مين
قامت من مكانها واقتربت من الباب..مين
رد عمر..انا ياأمي افتحي
استغربت من مجيئه في هذا الوقت المبكر فتحت بسرعة ويبدو عليها القلق..في ايه جاي بدري كدا ليه وفاء جرالها حاجة
هز رأسه بالنفي
اكملت بحزن..دا انت من يوم ماتجوزت ماجتش تزورني غير مرتين وماقعدتش وانا اللي بزوركم وانت دايما مش موجود عشان حتى اشوفك واطمن عليك
كان يستمع لكلامها وقلبه ېتمزق فهو في دوامة فرحته وتأسيس شركته نسى كل احبته حتى امه نساها فهو فعلا لم يزورها سوى مرتين والمرة الثانية جلس في غرفته ولم يجلس معها يسألها عن حالها فاق من شروده على صوت والدته..ماتدخل ولا وقت زيارتك خلص
نظر لها بعيون دامعة
صدمت من شكله ..في ايه مالك ياحبيبي
رمى نفسه في احضان امه يبكي كطفل صغير
خاڤت عليه اكثر..ايه اللي حصل لدا كله ماتتكلم
ادخلته واغلقت الباب ووقفت امامه ونظرت في عيونه ورأت بهم ندم كبير لم تعلق وفضلت السكوت حتى يتكلم هو
جلس بجانبها وتكلم بنبرة حزينة تدمي القلوب..انا تعبان اوي ياأمي
نظرت له نظرة جامدة..وايه اللي تعبك
عمر بحزن..كل اللي انا فيه ووصلتله مش حاسس به مش قادر اعيش من غيرها قلبي وعقلي وحياتي كلها معها انا حاسس اني ألة من غير
تم نسخ الرابط