رواية سجينة الماضي بقلم نوني الهواري (كاملة)

موقع أيام نيوز

انت فرحان اوي كدا
عندما سمع صوتها قضب حاجبيه وتغيرت ملامحه وكأنه فاق من حلمه وتغير كل شئ ورأى وفاء وتذكر ان هذا مجرد حلم وان فيروز لن يراها ابدا انتفض من مكانه هب واقفا كأن لدغه عقرب
شعرت بتغيره في لحظة ..مالك ياعمر ايه اللي غيرك كدا انت كنت كويس من شوية
اغمض عيونه بقوة هولايريد رؤيتها ولاحتى يسمع صوتها وكور قبضته وضغط عليها واخذ نفسا وزفره پغضب..مافيش بس تعبان شوية
لم ينظر حتى لطفل مع انه طفل جميل يرق له القلب فملامحه وعيونه نفس جدته فاطمة
دخل صلاح وفاطمة وجده على هذه الحالة لااحد يفهم لما تغير هكذا اولما تغير وابتسم وكان سعيد تبادلوا النظرات ثم نظروا لوفاء التى يبدو عليها الحزن والأسى
اقتربت منه فاطمة..مالك يا حبيبي في ايه
نظر لها نظرته القاتمة التي تزيد من سواد عيونه ولم يرد
اراد صلاح تغير الجو المتوتر..هاا ياعمر هتسميه ايه
لم ينظر له ورد بضيق..تسميه زي ماتحب عن اذنكم انا عندي شغل وذهب وتركهم في حيرتهم
اقترب منها والدها وجدها تبكي بشدة..هو ايه اللي حصل يابنتي دا كان كويس وفرحان
نظرت له بعيون باكية ودموع تتساقط على خديها بلا توقف وصوت يدمي القلوب من كثرة الحزن الذي يملأ نبرة صوتها..محصلش حاجة هو كان كويس وفجأة لاقيته اتغير وبقى زي ماشوفته كدا وبكت بشدة
اقتربت منها فاطمة فهي شعرت به وفهمت ماحدث له ولكن ماذا تقول سكتت قليلا ثم ارادت ان تخرجها من حالتها ..هاا يابنتي هتسمي العسل دا ايه
نظرت لطفل الذي بين يديها وفتح عيونه لها نست كل شئ وابتسمت من بين دموعها..ياسين ايه رأيك ياماما ونظرت لوالدها ..ايه رأيك يابابا
فاطمة..الله دا اسم جميل اوي ربنا يخليه ويحفظه
صلاح..فعلا اسم جميل
خرجت وفاء من المشفى ولكن من بعد هذا اليوم ضعفت صحتها اصبحت تشعر بالتعب فعندما يتحطم القلب يفتح باب للحزن لايقفل وكثرة الحزن تحولت لضعف وتعب لاتقوى حتى على رعاية ياسين واصبحت فاطمة تأتي يوميا لرعايتها هي وياسين وعمر مازال كما هو لا يسأل عنها ولا حتى عن ياسين كأنهم غير موجودين في حياته فهذا زاد من ڠضب فاطمة فأصبحت لاتتكلم معه وتنظر له نظرة حزن وخيبة أمل
.............
مرت سنين وتخرج يحيى و فيروز وحياتهم هادئة تزوج صديقه حمدي ووالد يحيى جهز له الملحق كي يتزوج فيه ونشأت علاقة صداقة بين سعاد وفيروز فهي قريبة منها في السن وقرر يحيى ان يبني مستشفى كبيرة واخذ رأي والده واخوه الذين رحبوا بالفكرة فالبلد ليس بها سوى مستشفى حكومية صغيرة وغير مجهزة لأي عملية وليس بها دواء وقرر ان تكون بالمستشفى صيدلية كبيرة تديرها فيروز وهو يتولى ادارة المستشفى بمساعدة صديقه وحيد الذي رحب بالفكرة وبدأوا بالعمل وفعلا ماهي الا فترة قصيرة وكانت المستشفى جاهزة من كل شئ وبداوا بالعمل وكانت سعادة فيروز لاتوصف فهي لم تحلم ان يكون عندها صيدلية كبيرة مثل هذه
بعد فترة حملت فيروز وكان يحيى سعيد للغاية فهو يريد ان يكون عائلة كبيرة فهو ليس لديه غير اخوه امجد الذي انجب عاصم في نفس عمر يوسف وزوجته حامل مع فيروز
مرت الأيام والشهور وانجبت فيروز ندى كانت سعيدة بها للغاية لانها وحيدة وكانت تتمنى ان يكون لديها اخوات والان لديها يوسف وندى
وانجبت عايدة رودينا
وسعاد انجبت مراد اصغر من يوسف وشيماء من عمر ندى وتربى الاطفال كلهم مع بعض وكانت سعاد ترعى يوسف وندى اثناء غياب فيروز في المستشفى
.................
في مستشفى الجبالي
في احد الايام كانت فيروز في الصيدلية تعمل جاءت ممرضتان لأخذ الدواء كلا منهم معها ورقة بها اسماء بعض الادوية
ممرضة..دكتورة فيروز دكتور وحيد عايز الدوا دا ومدت لها الورقة وفعلت الممرضة الثانية نفس الشئ اخذت منهم الورقتان وظلت تقرأ ثم اتجهت الى المخزن وهو غرفة صغيرة داخل الصيدلية لتحضر الدواء المطلوب وسمعت كلام الممرضتان فالغرفة لايفصلها شئ عن مكان وقوف الممرضتان
الممرضة ١ تنهدت بدلع ..هو مين المز اللي صبح علينا دلوقتي
الممرضة٢ نظرت لها نظرة مخيفة كي تسكت وعضت شفتيه السفلى وقالت بصوت واطي..اسكتي ېخرب بيتك دا دكتور يحيى صاحب المستشفى
الممرضة١اصبحت عيونها تشع قلوب ووضعت يدها على قلبها..يالهوي عليه وعلى جماله ولا ابتسامته دي تدوب القلب
الممرضة٢ اشارت لها كي تسكت..يابنتي اسكتي انتي جديدة هنا ومش عارفة حاجة
الممرضة ١..مش عارفة ايه
الممرضة ٢ بجدية..دكتور يحيى متجوز ومخلف كمان اتهدي بقى
الممرضة١ اتسعت عيناها بعدم تصديق..بقى دا متجوز ومخلف لايمكن دا.......
وضعت الممرضة ٢ يدها على فمها كي تسكتها فهي تشعر ان نهاية عملها على يد صديقتها واشارت لهابيدها بأتجاه المخزن حيث توجد فيروز وهمست لها..دكتورة فيروز تبقى مراته
الممرضة١ اتسعت عيناها پخوف وبلعت لعابها بصعوبة..يالهوي ياترى سمعتني ربنا يستر
في هذه اللحظة خرجت فيروز من المخزن تحمل الدواء المطلوب ماان رأتها الممرضة حتى كاد ان يغمى عليها من الخۏف وقلبها كاد يخرج من مكانه من شدة الړعب تشعر انها ستنقض عليها في اي لحظة تمزقها اشلاء فشكل فيروز يرعب من بنظر اليها عيونها حمراء تكاد تخرج من مكانها من شدة الڠضب نظراتها حادة مشټعلة تكاد ټحرقها في مكانها ووجهها احمر انفاسها عالية تريد ان تنقض عليها كيف لها ان تنظر له هكذا وتتكلم عنه بهذه الطريقة نظرت لها نظرة مخيفة ارعبتها وجمدت اطرافها واعطتهم الدواء المطلوب اخذت كلا منهم ما جاءت من اجله وخرجوا مسرعين فنظرة فيروز لاتبشر بالخير
اما هي ذهبت اليه وهي تكاد ټنفجر من شدة الڠضب والغيرة ومازال شكلها كما هو فتحت باب مكتبه دون اذن
كان يجلس خلف مكتبه قام مسرعا من مكانه عندما رأها بهذا الشكل كاد قلبه ان يخرج من مكانه من شدة خوفه عليها ترى ماذا حدث معها ..مالك ياحبيبتي في ايه
نظرت له نظرة مشټعلة تكاد تحرقه في مكانه فهو من يتعامل بلطف مع الممرضات التي تجعل كلامنهم تنظر اليه هكذا هتفت پغضب ..انت ياأستاذ احنا في مكان شغل يعني مافيش داعي تمشي توزع ابتسماتك الرائعة يمين وشمال
اتسعت عيناه بذهول هو لايفهم عما تتحدث واستغرب كلامها واشار على نفسه..انا بوزع ابتسمات وكمان رائعة
اكملت كلامها نفس الحدة ..ايوة انت لما الممرضة تقول وتكلمت بدلع وتتمايل بجسدها تقلد الممرضة..يالهوي عليه وعلى جماله ولا ابتسامته دي تدوب القلب يبقى ايه هااا قالتها بصوت عالي
كان يتابع كل كلماتها وحركاتها في ذهول هو لم يفعل شئ ..والله ........سكت قليلا اقترب منها الان فهم لما كل هذا الڠضب انه ليس ڠضب بل غيرة ابتسم إبتسامة رائعة..دا القمر غيران بقى
نظرت له نظرة مشټعلة..ايه مش من حقي اغير عليك
كاد قلبه ان يخرج من مكانه من شدة سعادته وعيونه تلمع بفرح ..من حقك طبعا بس لدرجة دي بتحبيني وتغيري عليا
هزت رأسها بمعنى نعم عدت مرات
اقترب منها اكثر وامسك وجهها بين يداه حتى اصبحت انفاسه تلامس بشرتها ونظر في عيناها بحب وهمس لها..نفسي اسمعها منك ھموت واسمعها
اتسعت عيناها پخوف عندما ذكر المۏت فهي لن تتحمل فكرة انه يبعد عنها ونظرت له نظرة اذابت قلبه نظرة
تم نسخ الرابط