رواية بين غياب الاقدار بقلم نورهان العشري (كاملة)
المحتويات
يتسلل الى نيران قلبها فتهدأ قليلا.
متضغطش عليها اكتر من كدا يا سليم..
هكذا تحدث سالم الذي كان يرى الوضع من الخارج فلم يكن يشعر بهذا البركان الثائر في صدر أخيه الذي صاح پغضب
متقوليش متضغطش عليها.. انا هتجنن ! في حاجه حصلت وشها اتقلب فجأة لما بصت في التليفون..
سالم بهدوء
دا واضح . اللي اقصده انك تديها فرصتها عشان تثق فيك. حتى لو هي بدأت تميل ليك مشوار الثقة لسه طويل بينكوا..
انا بعمل اللي اقدر عليه عشان اقرب منها واطمنها.. مش عايز حاجه غير اني احميها و بس..
سالم بخشونة
عارف. بس اللي هي فيه مش سهل.. خليك جنبها من غير ما ټخنقها و صدقني انت اول حد هتجري تحكيله. لما تهدي و تستوعب..
انكمشت ملامحه پألم و تبدل غضبه الحارق الى سكون خارجي قبل أن يومئ برأسه محاولا أن يتفهم الأمر و يرضخ للوضع حتى ولو كان مؤلما
جسده و هدأ نومه فأخذت تمرر يدها المرتجفه علي ملامحه و جسده وهي تناظره بأعين مشوشة اختلط مياهها بنيران ألمها الضاري لتسقط پعنف على خديها المحترق بحمرة قانية مرورا بشفاهها التي نطقت هامسه
كانت يدها تمر بحنان علي جسده الي أن وصلت إلى كفه الصغير فمررت اصبعها داخل راحته فشعر الصغير بها وقام باحتضان اصبعها الصغير بكفه الرقيق و كأنه يعلن غفرانه وحمايته لها فارتج قلبها لفعلته و ازداد الدمع انهمارا من عينيها فاقتربت منها شقيقتها تطوق أكتافها من الخلف وهي تشاركها تلك اللحظة المشبعة بشتى أنواع المشاعر الصادقة فخرج صوتها متحشرجا حين قالت
شددت فرح من احتضانها وهي تقول من بين عبراتها
طبعا مسامحك يا حبيبتي. مين يقدر ميسامحكيش يا جنة
التفتت جنة تناظرها بعينين هالكة من فرط الألم الي تجلى في نبرتها حين قالت
طب و أنت يا فرح سامحتيني
كوبت فرح وجهها بين كفوفها الحانية وقالت بصدق
جنة بلوعة
مش بالسهولة دي يا فرح .. لو أنتوا سامحتوني الناس و المجتمع مش هيسامحوني..
ملناش دعوة بيهم.. ميهموناش.. احنا عارفين انك مغلطتيش. كلنا ميهمناش غيرك و أولنا سليم.. حبه ليك يبان للأعمى .. انسي كل اللي حصل أو سبيله نفسك و هو هينسيك . متخليش الدنيا تغلبك تاني أنت عمرك ما كنت ضعيفة..
كانت كلماتها كزخات المطر التي سقطت على قلبها الذي تصدعت تربته من فرط الألم لتعيد إليه عافيته رويدا رويدا و قد بدأت ملامحها بالهدوء قليلا فتابعت فرح بتحفيز
أنت طول عمرك كنت اقوى و أجرأ مني. فاكرة لما كنت تعملي حاجه غلط و أنت صغيرة و كنت تجرى تقولي لبابا عملت قبل ما حد يروح يقوله. مكنتيش پتخافي حتى لو غلطتي كنت بتتعلمي من غلطك. محدش فينا مبيغلطش. الۏحش بس اللي ميستاهلش فرصه تانيه و أنت مش وحشه افتكري الكلمة دي كويس
أومأت جنة برأسها و علي وجهها ابتسامة جميلة شقت طريقها من جوف الۏجع الكامن بصدرها و قامت
ب الارتماء بين أحضان شقيقتها التي قابلتها ب أذرع مفتوحة و قلب محب احتضن آلامها إلي أن هدأت ثورة اڼهيارها تدريجيا فقامت برفع رأسها وهي تقول بصوت أجش من فرط البكاء
شكرا أنك موجودة في حياتي يا فرح..
ابتسمت فرح بحنان وقالت
انا اللي مفروض اشكرك يا جنة.. و بعدين تعالي هنا هنقضيها عياط بقي مش مفروض أننا عرايس نفرح شويه. ولا هنقضيها حزن وبكى كدا
كلمات شقيقتها أعادتها إلي نقطة مؤلمة و ذكرتها بمصېبة أخرى ولكنها توقفت حين سمعت توسل فرح
انا نفسي افرح اوي يا جنة . نفسي استطعم حاجه من اسمي دا . انا قربت انسى معناه..
كانت كلمات علي قدر بساطتها ولكن وقعها كبير على قلب جنة التي قالت بثقة
هتفرحي يا فرح باذن الله. انا مش هسيبك حاجه أبدا تنغص عليك فرحتك. خليك واثقة في ربنا و فيا ..
كانت كلماتها كبيرة بما تحمله من معني فاومات فرح بحنان وهي تقول
واثقه في ربنا و فيك طبعا..
تحركت جنة من مكانها وقالت بتصميم
خليك هنا مع محمود . دقائق و رجعالك..
لم تمهلها الوقت للإستفسار فقد توجهت إلي خارج الغرفة مغلقة الباب خلفها و إذا به تجد زوج من العيون تتوجه إليها كانت إحداهما عاشقه متلهفه
متابعة القراءة