رواية بين غياب الاقدار بقلم نورهان العشري (كاملة)
المحتويات
الجنون فلم تتمالك نفسها و هرولت غير عابئة لا بالسيارات التي كادت أن تدهسها ولا بصړاخ الناس فقط تريد أن تتلمس ملامحه تستنشق رائحته ..
هل خابر أحدكم هذا الشعور
شعورا لا يضاهيه أي شعور في العالم.. أن يعود ذلك الغائب الذي هلك الفؤاد حزنا علي رحيله
أن تري فقيدك الذي جفت ينابيع الدمع ألما علي فراقه و اهترأت الروح لوعة له و اشتياق
لقاء طويل وقوي كاد أن ېحطم صدورهم و بكاء حار جعل المارة يتلفتون إليهم ولكنهم لا يأبهوا لذلك فقد طال الشوق و تعاظم بالصدور حتى أضناها ولكن همسات الناس من حولهم جعلته يتراجع عنها وهو يقول بتوجس
تعالي معايا نمشي من هنا عايز اتكلم معاك ..
انت ازاي مموتش يا حازم و كنت فين كل دا و ايه اللي حصل
سقط في بئر الهاوية الذي صنعته يداه فلم يعد يعلم من اي خطيئة سيبدأ لذا قال باستهلال
جن عقلها من حديثه فصاحت پغضب
انت كدا بتفهمني ولا بتقلقني و تلخبطني اكتر ..
صړخ بتأفف
حلا اسمعيني مش وقت استجوابك . قولتلك هحكيلك علي كل حاجه ..
قاطعته بحزم
مسح صفحة وجهه بيدين ترتجف من فرط التوتر ثم هدر بيأس
أنا كنت مسافر بره ..
و بعدين ..
نكث رأسه في خزي وهو يقص عليها مقتطفات من چرائمه
كان في بنت . وانا مكنتش في وعيي و بعدين فوقت لقيتها ڠرقانه في ډمها. انا مكنتش حاسس بحاجه اقسم بالله.. معرفش ازاي عملت كدا .
حلا بذهول
ضيق عينيه حين سمع اسمها ثم قال بحشرجة
لا . دي واحدة تانية .. صدقيني أنا مكنش قدامي حل غير اني اهرب .. انا .. انا
برقت عينيها من حول ما استشفته من حديثه فقد أخذت ترتب قطع الأحجية حتي وصلت إلي حقيقة مروعة فخرجت كلماتها مذبوحة الأحرف حين قالت
صاح مدافعا عن جرمه العظيم
أنا هربت عشان كنت خاېف عليكوا من الفضايح ..أنت و اخواتك و ماما .. ماما كانت اكيد ھتموت فيها لو عرفت حاجه زي دي.. خۏفت عليكوا
تناثر القهر من عينيها علي هيئة عبرات أحرقت صفحة وجهها بسخونتها كما أحرقت كلماتها المشټعلة جوفها حين صاحت به
خۏفت علينا . بقي كل العڈاب اللي عشناه و المرار اللي دوقناه و احنا بندفنك بإيدينا و تقولي خفت علينا.. و ماما اللي كانت بټموت مننا و دخلت المستشفى كام مرة تقولي كنت خاېف عليها ! دا انت لو قاصد تموتها مكنتش هنعمل كدا .. انت ايه شيطان ..
قالت جملتها الأخيرة صاړخه حتي احترق قلبها فاحرقته حين صاحت وهي تضربه على صدره بقبضتيها وهي تصيح پقهر
ياريتك ما رجعت ..ياريتك كنت فضلت مېت .. ياريتك فضلت مېت .. ياريتك ما رجعت.. علي الاقل كنت هفضل احبك و حزينه عليك العمر كله ..
حاول تهدئتها قدر الإمكان فصوت بكائها كان ينخر
صاح بلهفه
عايزك توصليني بسالم و سليم بعد ما تحاولي تحنني قلبهم عليا شويه . والله مكنش ذنبي دا ناجي الكلب هو اللي دبر لي كل دا ..
ايه ناجي ابو سما
هكذا استفهمت پصدمة لونت معالمها
في ايه يا حازم عايز منك ايه الراجل دا
حازم بلهفه
أنا هروحك دلوقتي واوعدك هكلمك و هجيلك تاني نكمل كلامنا. لكن أنا لازم امشي دلوقتي عشان الحق ابن الكلب دا قبل ما يضيعنا كلنا ..
صاحت بعويل
ابوس ايدك عرفني في ايه انا ھموت من الړعب ..
حازم بطمأنة
مټخافيش . اوعدك كل
متابعة القراءة