رواية بين غياب الاقدار بقلم نورهان العشري (كاملة)

موقع أيام نيوز

 


الأهل . ولما مكملتش مفرقتش معايا . 
لازالت الغيرة تقرض قلبها فقالت باستفهام 
يعني محبتهاش 
أجابها بفظاظة
مكنتش قدرت ولا سمحت أنها تتجوز حد غيري.
بس أنت عارف أنه.. يعني 
قاطعها بصرامة
حتي لو ايه . مكنتش هقبل أنها تتكتب علي اسم راجل غيري.. 
طب ليه قعدت الفترة دي كلها من غير جواز يعني اكيد قابلت بنات كتير حلوة مفيش ولا واحدة عجبتك

هكذا استفهمت بقلب يدق خوفا من إجابته التي جاءت علي عكس توقعاتها حين قال بفظاظة
الحلاوة مش كل حاجه . كتير اوي الإنسان مبيبقاش حاسس ولا شايف أنه ناقصه حاجه غير لما حد يلفت انتباهه لدا أو يشوف بعينه الشئ اللي هو محتاجه..
بمعنى 
كانت تبغي اعترافا مميزا بالحب ولم يبخل عليها أبدا لذا أجابها قائلا بخشونة
قبل ما اشوفك مكنتش شايف اني ناقصني حاجه. و الجواز مكنش في حساباتي بس لما قابلتك حسيت بالاحتياج لوجودك جنبي وكنت لأول مرة احس اني محتاج حد . و ان حياتي باهتة ملهاش لا لون ولا طعم..
قام بالاعتدال لتصبح عينيه تعتليها و كأنه أراد أن يؤكد علي حديثه بنظراته العاشقه و كلماته التي حوت سحرا أحاط بقلبها 
انا مكملتش غير بيك يا فرح.. 
ارتفعت يديها تحتضن وجهه بحنان و عشق يديه التي كانت تشتد علي المقود و قيادته الچنونيه ولكنها لم تستطيع إلا الابتعاد عنه في وضعها الحالي ..
صف السيارة أمام أحد المحلات و قال بخشونة
لما تخلصي كلميني ابعتلك السواق يجي ياخدك..
تمام..
قالتها و ترجلت من السيارة دون أن تلتفت إليه متوجهه الي أحد المحلات فقام بإدارة السيارة و المغادرة فما أن شاهدته يغادر حتي انهمرت عبراتها تروي مقدار الألم الذي يحيط بقلبها و بأقدام اثقلها الألم توجهت إلى إحدى صالونات التجميل و داخلها حريق تصاعدت ابخرته الي رئتيها فجعلت تنفسها مؤلما..
وعلي قدر ألمها جاء ألمه فقد كان يتوقع هذا فبعد أن تركها صف السيارة بعيدا عن أعينها قام بالترجل يراقبها من بعيد و داخله يتمني أن يخيب ظنه و لكن للأسف كانت تشعر بما أخبره به الطبيب و لم ترغب ان يكن بجانبها و قد انفطر قلبه لتحملها كل هذا الثقل و الألم وحدها فانبثقت دمعة من طرف عينيه تحكي مقدار قهره فود لو يتوجه إليها يعتصرها بين ذراعيه ويخبرها أمام العالم أجمع بأنها اجمل النساء بعينه و أنه لا يريد من العالم أحد سواها
ياسين . يالا عشان تفطر..
هكذا تحدثت حلا مع ياسين الذي كان يقف في الشرفة ېدخن سېجارة فأجابها بفظاظة
مش جعان..
وضعت صينية الفطور علي المنضدة و اقتربت منه قائلة بلهجة حانية
مينفعش يا ياسين انت من امبارح محطتش لقمة في بقك .و دا غلط عليك..
كان مټألما حد الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال 
قولتلك مش جعان يا حلا . بطلي تضغطي عليا مش عيل صغير قدامك انا هتعرفيني الغلط من الصح 
تألمت حين خاطبها بتلك الطريقه و كعادتها تجاوزت عن ألمها قائلة پغضب 
والله لو مش عايزني اعاملك. علي انك طفل صغير بطل حركات العيال دي . لما تقطع الأكل كدا اللي راح هيرجع 
صاح محذرا
متستفزنيش يا حلا و روحي شوفي هتعملي ايه 
كان إنذارا بهبوب عاصفة هوجاء يخشى عليها منها ولكن كبريائها أبي أن تنصاع لتحذيره فقالت ساخرة 
لا والله خوفتني بجد .. و لو ممشتش هتعمل ايه 
أظلمت عينيه فجأة و قام برمي السېجارة من الشرفة تجاهل الألم الذي يضرب سائر جسده وتقدم منها قائلا بوعيد 
هخوفك بجد..
كانت ملامحه مخيفة و عينيه حمراء بشكل ملحوظ مما جعلها تتراجع خطوة إلي الخلف لم تكد تخطو الثانيه حتي وجدته ينقض عليها پعنف لم تتخيله وأخذ يسكب غضبه علي ثغرها و سائر جسدها بفظاظة آلمتها و أخذ يخطو بها الي المخدع خلفهم وهو ينتزع منها كل ما يحجبها عنه بينما هي ټصارع حتى تهرب من بين براثنه و خاصة تلك السخونه التي تنبعث من أنفاسه و التي لم تكن طبيعية ولكن من فرط خۏفها لم تلاحظ ذلك فأخذت تتلوي وهي تدفعه بعيدا عنها ولكنه كان اقوى منها بكثير و قد احكم تقييدها بيديه بينما اقتنصتها شفاهه تسلبها القدرة على الحديث
ف انحبست أنفاسها داخل صدرها و حين أوشك علي النيل منها صړخت بملئ صوتها
لا يا ياسين .. متخلينيش اكرهك..
اخترقت كلماتها من براثن الألم الذي أصاب جسده بحمى الفقد الذي لم يتحملها قلبه بعد فقدانه شقيقه الأصغر أمام عينيه و الآن رحل والده الذي كان سندا له في تلك الحياة فلم يستطيع

التحمل و استسلم للمرض . و علي الرغم من ألمها لما حدث منه منذ لحظات ولكنها رغما عنها أشفقت عليه
 

 

تم نسخ الرابط