رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)

موقع أيام نيوز


ورجعنا كلنا من عندها من ساعة كده ..وفضلت واقفه جانبى لحد ما اتصلت بيك وانت قلتلى انك جاى فى السكة .
وجدت الأبتسامة طريقها أخيرا إلى شفتيه وهو يتسائل
تفتكرى زمانها نامت 
قالت بحيرة 
مش عارفه يابنى
ثم ربتت على قدمه قائلة
عموما انت كمان شكلك تعبان أوى .. نام دلوقتى والصباح رباح
أومأ برأسه موافقا لها فتركته ونهضت وفتحت باب غرفته وخرجت وهو يتتبعها بعينيه الحائرتين .. يريد أن يتحدث معها

على الأقل فى الهاتف ولكن يخشى أن تكون قد نامت فيوقظها ويقلقها بعد كل هذا العناء الذى عايشوه فى يومهم هذا .
لم يستطع النوم تململ فى الفراش كثيرا دون جدوى نهض منه وجلس على طرفه وهو يفكر فى يوم عقد قرانه الذى انتهى بهذا الشكل المأساوى ..تركها وذهب دون أن ينظر لها نظرة واحدة
نهض من فراشه ووقف أمام الفراش وهو يمسح على شعره مترددا .. هل يجازف أم ينتظر للغد ولكن فى الصباح سينطلق إلى عمرو مرة أخرى وبالتالى فلن يراها أيضا إلا إذا سمحت له الظروف فى المساء .. زفر بقوة واتجه إلى النافذة يفتحها ويستنشق الهواء بقوة لعله يتخلص من التردد الذى اعتمل بصدره .. كان الشارع مظلما إلا من بقعة صغيرة أمامه تعكس ضوءا لغرفة علوية .. نظر للأعلى وقلبه قد استعاد الأمل من جديد فتأكد أن غرفتها هى مصدر الضوء ..تيقن من كونها مازالت مستيقظة.. أتجه فورا باتجاه مكتبه وأخذ هاتفه النقال من فوقه وطلب رقمها الخاص بشوق كبير .
أغلقت الكتاب التى كانت تقرأ فيه والتفتت إلى الهاتف الذى تضىء شاشته باسمه ويهتز مع انتفاضة قلبها لا تعلم أيهما أسرع وأقوى .. تناولت الهاتف بابتسامة كبيرة فهذه هى المرة الأولى التى سيتحدث معها بعد أن أصبحت زوجته .. ظلت تنظر للهاتف بتوتر شديد والعرق يتصبب من جبهتها على استحياء وقلبها يقفز پجنون يكاد يخرج من حلقها وفجأة توقف الرنين وأظلمت الشاشة مرة أخرى كما أظلمت الأبتسامة التى كانت تنير ثغرها منذ قليل ..
حاولت أن تهاتفه هى ولكنها شعرت بخجل شديد وامتنعت عن ذلك واكتفت أن ترسل له رسالة صغيرة تقول فيها 
أنا صاحية
بعد ثوان وجدت الهاتف يعلن أسمه بأصرار من جديد .. تنفست بعمق وابتلعت ريقها وضغطت زر موافق وضعت الهاتف على أذنها باضطراب شديد فسمعت صوت أنفاسه المشتاقة وتسلل صوته الحانى بهدوء وخفوت إلى أذنها ومنه إلى قلبها وهو يقول 
صحيتك 
هزت رأسها نفيا كأنه يراها وحاولت أن تخرج صوتها بصعوبة فقالت بصوت مبحوحا 
لاء منمتش
أبتسم وهو يستمع لصوتها الذى غلفه الخجل فخرج مضطربا وقال 
كنت بتعملى أيه
مضت تبحث عن حروفها فلم تجدها تبعثرت وتاهت فى سماء صوته الرخيم ..أعاد سؤاله مرة أخرى على مسامعها .. فتماسكت قليلا وقالت بارتباك 
كنت مستنياك
تنهد بقوة وهو يتكأ على فراشه وقال بهمس
أنت كده على طول.. مبتعرفيش تنامى وانت قلقانة عليا 
مرت بها سحابة الخجل وأخذت بيدها إلى سماء الحياء فأمطرت صمتا له صوت كصوت الندى يقطر على قلبه فينبت فيه الشوق الهائل والحنان البالغ وجد لذته على لسانه كما وجدها فى قلبه وكيانه وهو يقول أسمها بحب كبير 
مهرة
أختلج قلبها وهى تستمع إلى اسمها يخرج منه بهذا الدفء وأجابته 
نعم
أغمض عينيه يضم صوتها الخجل إليه وقال ببطء 
وحشتينى
لم تجبه على الفور فقال دون تردد 
بحبك
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهى تبتسم بحب وقد خفق قلبها لكلمته وللطريقة التى نطقها بها تشعر أنها تراه الآن وتشعر بدفء كلماته التى اختلفت عن كل الكلمات ..أما هو فلا يعلم كيف استمع إلى دقات قلبها وهو يطرق باب قلبه مناديا 
مهلا حبيبى مهلا ..قد انتظرتك دهرا
ذاب قلبى فى شفاهك ف به اليوم رفقا
فى الصباح الباكر كان فارس يقف بجوار عمرو أمام النيابة ويتابع معه سير التحقيقات ...طلب فارس من النيابة تقريرا لمفتش آثار متخصص من هيئة الآثار للوقوف على صحة هذه القطعة الأثرية من زيفها.. وهل هى أصلية أم لا و طالب بالأفراج عن عمرو بضمان محل أقامته لحين ورود التقرير المطلوب ... وبالفعل تمت الإستجابة لطلباته وتم تحويل القطعة الأثرية لهيئة الآثار للكشف عنها وتم الأفراج عن عمرو بضمان محل أقامته .
بعد خروجهما من النيابة وقف عمرو ينتظر فارس الذى كان يتحدث فى الهاتف مع الدكتور حمدى ويخبره بآخر التطوارات ويقول
بس انا مش مطمن يا دكتور ممكن التقرير يجى بأن الحتة الفرعونى دى سليمة وكده عمرو هيروح فى داهية
قال الدكتور حمدى مطمئنأ 
أنت مش بتقول زميله فى الشغل هو اللى انت شاكك فيه وان فى بينهم ضغائن خلاص سيبلى الحكاية دى هتكلم مع إلهام واشوف ممكن تساعدنا ازاى
قال فارس بتوتر
لا بلاش يا دكتور
قال الدكتور حمدى متسائلا 
ليه يا فارس
حاول فارس البحث عن شىء آخر يقول غير الذى بداخله فقال
يعنى انا لسه مش متأكد مش عاوز نتهم
 

تم نسخ الرابط