رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)
المحتويات
هي ملهاش تفسير غير كده
أجابها بنبرة جدية وهو يخفف أنامله على أذنها شيء فشيء
لأ ليها بس اتهدي واسمعي وشغلي عقلك الأول
هزت رأسها تحثه على تركها وكتمت بيدها فمها كي تقنعه أنها ستستمع له ليتنهد هو ويترك اذنها ويقول بنبرة هادئة حاول أن يخفي بها ارتباكه
دي بنت الراجل اللي شغال عنده
دماغك مترحش لبعيد كل الحكاية أنها كانت عايزة تشوف طمطم وتتعرف عليك
وهي تعرفنا منين
أجابها محمد وقد بدأ الارتباك يسيطر عليه
كنت واخد بنتك الملاهي وكانت معانا...
شهقت شهدبتفاجئ وقالت ببسمة واسعة
يعني دي ميرال اللي البت طمطم حكتلي عليها طب ما تقول كده من الصبح
أومأ لها بتأكيد وأضاف برجاء محسوس
علشان خاطري يا شهد استقبليها كويس ورحبي بيها وبلاش جنانك ده
من عيوني يا اخويا انت تأمر بس لو طلعت معوجة ومناخرها في السما هكرشك أنت وهي وطمطم ذات نفسها
هز رأسه بلا فائدة وقال مشاكسا وهو يسحبها من مؤخرة ملابسها كي تستقبل ضيفته
لا من الناحية دي انا مطمن...انجري بقى قدامي يا مچنونة اتأخرنا عليها وعيب كده.
عاد كما اخبرته والدته وهو يستغرب لم طلبت منه ذلك الطلب الغريب في ذلك التوقيت بالذات ولم أصرت عليه بالهاتف أن يظل بجوارها لم قالت له أنها بحاجته الآن! فمنذ متى وهي تكون بحاجته هي لم تلق بال له من الأساس وإن كانت تفعل لم تكن ارتكبت تلك الأفعال المشينة بحق والدته وبحقه
لثوان سكت صوت نحيبها وظن أنه نجح في كشف حيلتها وقبل أن يدرك الأمر كاملا اتاه صوت فوضى بالداخل لم يخمن مصدرها وقبل أن يستكشف الأمر بنفسه فتحت هي الباب برأس مطرقة وحاولت أن تتخطاه نظرة خاطفة بالداخل لأرضية المرحاض كانت كفيلة أن تجعله يجن جنونه ويظن كونها كان تود أن تلحق بنفس مصير والدتها ليهرول خلفها
حمت وجهها بذراعها الآخر تخوفا أن تنال أحد صفعاته وهزت رأسها كونها لم تفعل شيء وغر قلبه عندما فعلت ذلك وكم لعڼ ذاته كونه جعلها تخاف بطشه لهذا الحد فحقا هو الأن نادم كونه شيد بيده عائق أخر يجعلها تتحامل عليه وتنفر منه ليبتلع غصة مريرة بحلقه وتتهدل ملامحه و ينظر لها بعيون اندثر جمودها و تسربل بها الدفء من جديد حين ترك ذراعيها وتسأل
انزلت يدها بترقب ثم أجابته بنبرة مخټنقة وبعيون منكسرة واهنة تفر منها دمعات متباطئة
عندي صداع وكنت بدور على حاجة تضيعه بس ملقتش...ولما أنت خبطت العلب وقعت من ايدي على الأرض
الإنكسار الذي كان يظهر جليا على هيئتها وعيونها الدامية التي تأكد كون بكائها استمر لوقت كبير
وغير مفتعل وجعل قلبه يتوسله
كي يعود ل لينه ويرأف بها وقبل ان يصدر منه كلمة واحدة كانت تتحرك بتؤدة مبتعدة عنه وهي تمسد جبهتها وتسير نحو غرفتها
ليتنهد هو تنهيدات عميقة مثقلة ويرفع نظراته لأعلى وكأنه يناجي ربه كي يعينه على نكبة قلبه.
أما هي فبعد عدة دقائق كانت تجلس على طرف فراشها وهي تشعر بالخزي من ذاتها بعدما رأت بأم عيناها كيف أصبح يشكك بكل افعالها بسبب غباءها نكست رأسها وأغمضت عيناها تتوسل ذلك الألم أن يحل عنها ولكن كان يشتد ويشتد لدرجة انها وجدت دمعاتها تفر مټألمة معها يده الممدودة جعلتها تنتبه لوجوده معها بالغرفة فقد رفعت نظراتها الباكية إليه حين صدر صوته ذات البحة المميزة الذي يزعزع ثباتها قائلا
جبتلك حبوب مسكنة هتريحك وعملتك قهوة ...
هزت رأسها بأمتنان وتناولت الحبوب اولا من يده ووضعت اثنان منها بفمها ثم ارتشفت بعدها الماء اخذ هو الكوب من يدها حين انتهت ثم أعطاها قدح القهوة لترفعه هي على فمها ترتشف منه بضع رشفات صغيرة مستمتعة فكم اشتاقت القهوة الممزوجة بالحليب من صنع يده بينما هو توجه يغلق ستائر الغرفة كي يكبح حدة الضوء عن عيناها ويساعدها على تخطي الألم ثم ذهب واغلق نور الغرفة وقبل أن تصيح وتذكره انها تكره الظلام وتكره أن تكون بمفردها به شعرت به يجلس خلفها على طرف الفراش ويده أخذت طريقها لمؤخرة عنقها يدلكها بحركات دائرية حسية تعرف كيف تصل لمراكز الألم بينما هي أغمضت عيناها بقوة واستسلمت لمحاولته في مساعدتها ورغم أن الصداع مازال يفتك بها إلا أن الحانية جعلتها تستجمع شجعتها وتهمس بأسمه بنبرة مغلفة بالاحتياج جعلت طبول قلبه تقرع من أجلها
يامن...
لم يمنحها فرصة لقول
متابعة القراءة