رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)
المحتويات
نفسه كالثور الجريح يطيح بكل شيء يطاله بيده
فرطت...فرطت يا امي وشوفت بعيني دليل خيانتها
لأ...أكيد انت غلطان بنتي متعملش كده...
أهتاج على الأخير وهتف مستنكرا دفاعها
كفااااااااية بقى تدافعيلها...كفاية تقفي في صفها....كفاية تيجي عليا... انا ابنك ومفروض تحسي بيا وتعملي اللي
يريحني انا...
كانت حالته مريعة بشكل جعلها تكاد ټموت قهرا عليه لذلك حاولت مسايرته بقلة حيلة
هخرجها من حياتي وللأبد
قال جملته الأخيرة وهو يندفع نحو غرفتها ويجذب أحد الحقائب من فوق الخزانة ودون ان يدع ثريا أن تخمن الأمر كان يلملم ملابس نادين وحاجيتها بكل فوضوية داخل الحقيبة مهمهما بحديث غير مفهوم وكأنه يطمئن ذاته أن كل شيء سيكون افضل برحيلها....
ارتمت ثريا على الحقيبة تغلقها كي تمنعه صاړخة
لأ ليها اهل...انا هكلم خالها عبد الرحيم يجي ياخدها...
يالهوي....لأ ابوس ايدك يا بني أنت عارف نوايا خالها بلاش يا ابني حرام عليك...انت كده بټنتقم منها...
لأ أنا كده هحافظ عليها من شړ نفسها يمكن اللي معرفتش اعمله معاها خالها يعرف يعمله...
مش هسيبك تفرط في وصية غالية وعادل ...ولو كنت أنت طلقتها ده مش هيغير كونها بنتي اللي كبرت على ايديا والأمانة اللي هتفضل متعلقة في رقبتي ليوم الدين...
وانا كمان نفذتها أحنا ضيعنا سنين يا امي بنحافظ على حاجة رخيصة ملهاش قيمة
وهنا لم تحتمل أن يشكك بعرضها وكيف يفعل وهي بذاتها فطنت لما حدث بينهم قبل سفره ولم تتحدث كي لا تحرجها فكم كانت تود تأنيبه حينها ولكن السعادة التي كان عليها قبل سفره جعلتها تقنع ذاتها انها زوجته وبلأخير وأن حفل زفافهم سيكون بعد أيام
رأى اللوم بعيناها جليا ورغم عدم إنكاره إلا أن عقله كأي رجل شرقي يؤمن بعرفية أفكاره ويضخ في شرايينه دماء حارة حامية ترفض المساس بطرف ثوب من ستحمل أسمه وتربي أبناءه
مأنكرتش ومعملتش حاجة حرام بس العفة مش في الشرف بس يا أمي
طب استهدي بالله وحياة امك عندك ورحمة ابوك ...بلاش...بلاش يا بني...
بلاش أنت تصعبيها عليا...بدل ما أروح اقټلها واقتل الكلب اللي كانت مرفقاه عليا واخلص الدنيا من سبيني ابعدها احسن أنا مش هقدر اتحمل اشوفها قدامي لازم تخرج من حياتنا وللأبد
أعتصر قلبها بقبضة مؤلمة عندما هدد پقتل نادين وپقتل ذلك الكلب الذي ذكر أسمه ولم تعي على ذاتها إلا والأرض تميد بها ليتهدل جسدها بين يديه ويتلقفها هو ينزلق بجسده معها ويحيل دون سقوطها ورغم وهنها إلا أنها لم تكف عن الرجاء
اغمض عينه بقوة وكأنه يحجم شياطينه وتراجع مرغما دون حديث فتفهمت هي وربتت على ظهره بحنو فما كان منه غير أن يرمي رأسه لتشعر هي بأهتزاز جسده وصوت بكائه المكتوم الذي إن دل على شيء فهو يدل على هول ما يشعر به من حزن فدموع الرجل أكثر صدقا من دموع الأنثى ولن تتساقط إلا لأمر جلل وبالطبع فعلتها كانت كافية بأنشطار قلبه فمن كانت الروح لروحه احرقت قلبه بكل براعة وتعطرت برماده.
أفاقت من شرودها وهي تشعر بدمعاتها الساخنة تنسكب من عيناها تنعي حال فلذة قلبها فبعد انهياره بين يدها نهض بعيون خاوية جف الدمع بها وأصر أن ترافقه ويغادرون المنزل بل المحافظة بأسرها فما كان منها غير أن تسايره فقط على أمل إقناعه والتأثير عليه وخاصة انه اخبرها من بين الحديث أن صديقة نادين تولت أمرها ولم تتركها ورغم قلقها العارم عليها إلا أنه لم يمنحها أي فرصة للأطمئنان بذاتها فقد حاولت وحاولت إقناعه بشتى الطرق ولكن هو ظل على عناده وعندما يأست وعلمت بأمر مغادرة نجل المسيري للبلد أطمئن قلبها و طلبت منه أن تعود لها فلم يمانع واخبرها انه لن يعود معها فقد اخذ قراره ولا شيء سيردعه عنه...مسحت بحنان فوق خصلات نادين ثم دثرتها بالغطاء واطمئنت عليها و وتوضأت وظلت طوال الليل خاشعة لله ترجوه بقلب أم ملكوم ومتحسر على حال ابنائها طالبة من المولى عز وجل صلاح حالهم.
ساومها كي تبرئه من كافة حقوقها و لدهشته وافقت وأصرت بقوة على الطلاق فما كان منه غير أن ينطق بها ويطلق سراحها فحقا كان يشعر بشعور عظيم من خيبة الأمل فمن خسر من أجلها كل شيء فرت من حياته هاربة تاركته ينعي غبائه وذلك الشيطان اللعېن برأ خطيئته و دفعه دفع كي ينساق خلفها كالمغيب معصوب العينين يشبه الأضحية التي تنساق لنحرها.
فها هو
متابعة القراءة