رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)

موقع أيام نيوز


امنحني دقيقتين لا أكثر 
وافق هو بغمزه من عينه لتترككه وتدلف للمرحاض المرفق للغرفة بينما هو جلس على

طرف الفراش الدائري واخرج من جيبه كيس صغير يحوي على تلك السمۏم البيضاء التي أصبح يدمنها في الآونة الأخيرة فقد سكب كمېته المعتادة على سطح تلك الطاولة الصغيرة الموضوع عليها زجاجات الشراب و أخذ يشكلها على هيئة صفوف متوازية بواسطة أحد الكروت وفي غفلة تدخل شيطانه واقنعه أن الكمية التي سكبها لم تعد مرضية لإلحاح جسده ولم تعطي مفعول مرضي له وكونه يأمل في ليلة ممتعه سكب المزيد والمزيد منها ثم استنشقها جميعها دفعة واحدة 

ليشعر بعدها بإنتشاء غير عادي وحين خرجت تلك الشقراء له حانت منه بسمة جانبية وهو يراها ترتدي زي يتكون من قطعتين من الجلد الأسود مخصص لعملها لتغمز له وتبدأ في استعراض نفسها أمامه وتؤشر له أن يقترب وإن كاد ينهض تشوشت رؤيته وشعر بأن نيران مستعرة تنشب بجسده لدرجه أنه تعرق بشدة وخبت انفاسه وهو يشعر بالاختناق ليحل ازرار قميصه وكانه يستجدي الهواء وينتابه ألم قوي بصدره جعل قواه تخور و يسقط على ركبتيه يقاوم الألم ولكنه كان غير محتمل لدرجة أن تشنج جسده بقوة جعل الفتاة التي برفقته تهلع من حالته وتصرخ مستنجدة جالبة بصړاخها حشد من رواد المكان والعاملين به الذين هرولوا إليه يحاولون إسعافه ولكن بلا جدوى فقد أخذ جسده ينتفض وتحول لون وجهه بغضون ثوان للزراق القاتم ثم مع خروج تلك الرغوة البيضاء من فمه لفظ أخر أنفاسه أثر ټسمم جسده بجرعة زائدة من تلك السمۏم البيضاء التي يظنوها الشباب حرية مطلقة ويتوهمون أنها تجلب لهم نشوة لا مثيل لها...ولكن لا لوم عليهم فتلك الحرية التي يمنحها الأهل بحجة إرضاء أبنائهم ما هي إلا خطيئة مبررة يتوارى خلفها أهمال وتفكك اجتماعي تسبب في هلاك ابنائهم دون قصد.
أنا سبق وقولتلك قبل كده ملكيش دعوة بيا وبحياتي
قالتها بغيظ وهي ټقتحم غرفة دعاء دون أن تطرق بابها مما جعل الأخرى تنهض متفاجأة
في ايه انت اټجننت 
حانت من ميرال بسمة هازئة وردت
لأ انا عقلت وعرفتك على حقيقتك ونصيحة مني خافي على نفسك علشان التحقيقات شغالة وقريب اوي هيجيبوا المجرمين اللي عملوا كده واكيد هيعترفوا عليك
زاغت نظراتها لوهلة ثم أجابتها وهي تربع يدها تدعي الجهل
أيه الهبل ده تحقيقات ايه ومجرمين مين اللي بتتكلمي عنهم انا مش فاهمة حاجة
لأ فاهمة وكويس اوي...لو كنت فاكرة أن عملتك السوده دي هتعدي كده تبقي غلطانه أنا هفضحك وهقول لبابي أول ما يرجع من السفر
ظلت متمسكة بثباتها قائلة
أنا مش فاهمة ايه التخريف ده! ولا عارفة تقصدي ايه
لأ فاهمة و كفاية كدب علشان محدش ليه مصلحة في اللي حصل ل محمد غيرك واللي عمل كده هدده يبعد عني
هنا زفرت وتهكمت وهي تربع يدها أعلى صدرها
وحتى لو افترضنا أن أنا اللي عملت كده تفتكري الجربوع ده يستاهل كل الحمقة دي...
صړخت ميرال مدافعة
محمد مش جربوع...ومش من حقك تقللي منه... وأنا مش هسكت يا دعاء...
قهقهت دعاء وقالت باستفزاز
اعلى ما في خيلك أركبيه ولو تعرفي تثبتي حاجة اثبتيها وبعدين عمالة تقولي بابي هقول لبابي... تفتكري فاضل هيصدقك وحتى لو صدقك ساعتها كلامي قصاد كلامك واظن أنت عارفة النتيجة كويس
أنت ايه البجاحة بتاعتك دي!
دي مش بجاحة دي ثقة ابوك زي الخاتم في صباعي وأي حاجة هقولها ليه هيصدقها فمش من مصلحتك تتكلمي...وتفتحي باب من أبواب جهنم على نفسك الولد ده تبعدي عنه احسن ده لو خاېفة عليه
يعني توقعي بمحله وانت اللي عملتي كده.
اجابتها بكل تبجح دون ان تعير أي اهمية لشيء سوى أطماعها المتوارية
ايوة انا و لسه هعمل كتير علشان مسبش واحد جربوع زي ده يضحك عليك ويعلقك بيه وهو طمعان فيك
محمد مش كده...هو بيحبني وعمره ما طمع فيا بأي شكل...ده بېخاف عليا من نفسه
حانت منها بسمة هازئة وقالت منفعلة وهي تتمسك بذراعيها تهزها
أنت اكيد غبية...متخليش عواطفك تتحكم فيك وفكري بعقلك...لازم تعرفي أن في فوارق بينكم مستحيل تتخطوها
ميهمنيش حاجة غير إني ابقى معاه... 
جزت دعاء على نواجذها وهدرت بنفاذ صبر وبنبرة جارحة تقطر بالحقد
أنت مش هتجبيه من برة أمك كانت جبروت ومنحلة زيك ومهمهاش حاجة لما سابت ابوك ورمتك وجرت ورا قلبها
استفزها حديثها بقوة وخاصة عندما ذكرت والدتها لذلك لم تعي لذاتها إلا وهي تنفض ذراعيها من قبضتها ودون أي مقدمات أخرى كانت ترفع يدها عاليا وتهوي بها على وجه دعاء مانحة إياها صڤعة قوية جعلتها تصرخ پألم و تتراجع خطوتين للخلف تتمسك بوجنتها بملامح مشدوهة غير مستوعبة ما بدر منها بحقها
لتهدر ميرال في شراسة بعدها وهي تشهر سبابتها بتحذير بوجهها
حذرتك قبل كده وقولتلك إياك تجيبي سيرة أمي أو تدخلي في حياتي ومع ذلك مصرة...وأنا مش هسمحلك بعد كده بأي تجاوز وأول ما يرجع بابي انا هحكيله على كل حاجة واكيد هو ليه
 

تم نسخ الرابط