رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)
عارم
حاولي تهربي منه يا نادين ...واوعي توقفي العربية ولا تنزلي منها قوليلي أنت فين....
أنا في طريق...
أما في الجانب الأخر كان ذلك المقيت يراقب تحركاتها بشكل مستتر حتى تحين له فرصة مناسبة وتكون بمفردها كي ينفذ مخططه وبالفعل وجد اللحظة المناسبة عندما انحرفت بسيارتها بأحد الطرق المختصرة التي نادرا ما يمر سيارات بها وكان هو بالمرصاد لها...
فقد صړخت بړعب حقيقي وهو يميل بسيارته يضيق حصاره عليها مستغل خواء الطريق كي يجعلها تتوقف ولكنها كانت تنفذ نصيحة ميرال وتحاول أن تتهرب منه ولكن في لمح البصر كان يسبق سيارتها و يتوقف بسيارته بتهور تام بعرض الطريق كي يعيق مسارها ليسقط الهاتف من موضعه وهي تتفادى الارتطام به و تضغط مكابح السيارة ببديهية وهي تشعر أن قلبها هو من توقف عن العمل وليس سيارتها ارتدت هي على آثار فعلتها حتى ان جبهتها اصطدمت بعجلة القيادة ونتج عنها چرح بسيط بجبتها لتتأوه وترفع
وجهها و تتحسس رأسها ثم بنظرات مشوشة مړتعبة جالت الطريق لعلها تجد أحد تستنجد به ولكن بلا جدوى فكان الطريق خاوي ومعتم بشكل مقبض لتحاوط ذاتها تحاول جاهدة أن تتحكم برجفة جسدها وقبل أن تتناول الهاتف من جديد من تحت قدميها وتجيب تلك الصاړخة بأسمها من الخط الآخر التي مازالت المكالمة جارية معها لمحته يقترب منها وعينه ينطلق منها شرار لا مثيل له...
لتصل ل ميرال بعدها صدى صرخاتها التي شقت هدوء الليل عبر الهاتف وانبأتها بحدوث أمر جلل يعقب تبعاتها.
الثامن والعشرون
ما كل ما يتمنى المرء يدركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
عايز ايه مني يا طارق
اجابها في حقد وبنبرة تقطر بالوعيد وهو يقبض على ذراعها بقبضة من حديد
أنت فكرك هتعرفي تخلصي مني بالسهولة دي يانادو... أنا بحبك ومستحيل هسمح للغبي ده ياخدك مني...
زمجرت بين قبضته وصړخت به
وعلشان كده عايز ټفضحني مش كده
جز على نواجذه وقال ببسمة متغطرسة تنم كونه ليس سوي بالمرة
يبقى توقعي بمحله والغبية فهمت ولما قبلتيها حذرتك!
ايوة قالتلي و كشفتك على حقيقتك وعرفت نواياك الخبيثة
حانت منه بسمة مخيفة وقال بهسيس متوعد أمام وجهها
طب طالما اللعب بقى على المكشوف... متستعجليش في الحكم عليا علشان لسه هصدمك
قالتها بصړاخ وهي تتلوى بين يده مما جعله يشدد اكثر على ذراعها بغل ويقول بكل غرور وعنجهية
مش بمزاجك...والكلمة الأخيرة ليا أنا... وللأسف انا مش مقتنع ومش هقبل بالهزيمة...
نفت برأسها بهلع وحاولت دفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة ولكن قبضة يده كانت من حديد على ذراعها الذي ثناه لتوه خلف ظهرها ودون أي مقدمات اخرى كان يخرج من جيب بنطاله منديل ذو رائحة نفاذة ويكمم به أنفها تلوت هي بقوة وتشنج جسدها وهي تحاول أزاحة يده وحاولت تصرخ بكل صوتها ولكن كانت قبضة يده القاسېة كاتمة لها وبعد عدة من محاولات بائسة منها تهدل جسدها وفقدت وعيها بعدما استطاع الظلام أن يسيطر عليها و يسحبها معه لدهاليز عتمته.
فقد غلبه شوقه وكان في تلك الأثناء في طريق العودة للمنزل بعدما ترك عمله دون أن ينجزه على الأخير فقد اعتذر للمحامي عن إتمام الإجراءات وأخبره أنه سيستأنفها فيما بعد على أمل أن يجلبها معه وينهي كل شيء بوجودها فقد حن ورق قلبه وشعر انه لا يطيق فراقها وقرر مفاجأتها بحضوره اليوم عوضا عن الغد حتى أنه تصنع انشغاله حين حاكته والدته كي لا يفتضح أمره.
ومضات عابرة لتلك الليلة جعلت بسمة حالمة تفترش وجهه فحقا فاجأته كثيرا حين أوصلته دون هوادة إلى حافة الهاوية...
مرر يده على ذقنه الحليقة دوما تباعا مع هز رأسه كي ينفض تلك الأفكار العابثة التي تكاد تفقده صوابه وتأجج مشاعره وتزيد من توقه لها فقد نظر نظرة خاطفة عبر المرآة لتلك الباقة الساحرة من الورود الذي احضرها ثم مد يده للمقعد بجانبه يتلمس بأنامله تلك العلبة الضخمة المزينة بالستان الأبيض المطرز التي تحوي بداخلها فستان زفاف إنتقاه لها على ذوقه الخاص وتأمل أن يعجبها... فكانت لهفة قلبه تسبقه لها حتى انه وصل بوقت قياسي.
وتدلي من سيارته بشوق الدنيا أجمع ولكن نظرة سريعة لمحيط المنزل جعلته
يزفر حانقا وهو يلحظ عدم وجود سيارتها ليلعن حظه العسر فكم كان يوم أن يفاجئها ليتناول العلبة ويضعها في شنطة السيارة بالمؤخرة ويغلق عليها على أمل أن يحضرها حين عودتها...ويأخذ باقة الزهور ويلج لداخل المنزل يجد والدته تجلس أمام التلفاز غافية ليطفئه ويجثو على ركبتيه يربت على يدها
ماما ايه اللي منيمك هنا
فاقت ثريا من غفوتها على أثر صوته وقالت بإبتهاج
ايه ده انت جيت امتى يا ابني
لسة واصل وكنت ناوي اعملها مفاجأة بس يظهر انها خرجت صح
اومأت له واخبرته وهي