رواية المطلقة والبواب بقلم حنان حسن (كاملة)
المحتويات
الجزء_الأول
في بعض الرجال ..
لما بيسمع كلمة مطلقة..
بيعتقد انها صيد سهل وامراة متاحة لاقامة علاقة مفتوحة ..
وبيحاول يستغل الفرصة ..معتقدا ان شعور المطلقة بالوحده ...والاحتياج نقطة ضعف
وانا اقصد الاحتياج بجميع مشتملاتة كا الاحتياج العاطفي والاحتياج المادي احيانا ..
والاهم من كل ما سبق الاحتياج..الجسدي
وبيعتبر احتياج المطلقة نقطة ضعف ..ستجعلها تسلم له بمجرد اشارة منة
وياريتها بتيجي علي الرجال فقط..
دا كمان النساء بيتعاملوا معها علي انها مصدر خطړ علي ازواجهن ..
ويتعمدن الابتعاد عنها خوفا علي ازواجهن منها
ده غير الجيران الي ديما بيراقبوا كل حركاتها وتصرفاتها كانها مچرمة او مشپوهة..
اوحتي لمجرد ان يروها عائدة ليلا وحدها
معلش صدعتكم بالحديث عن معاناة المطلقات..
بس انا بقولكم المقدمة الطويلة دي..
عشان اصورلكم اد ايه انا بعاني من النظرة الشرقية المتخلفة للمراة المطلقة...
لاني انا كمان للاسف مطلقة
اتطلقت بعد ما صبرت علي المر ..
والذل ..والاهانه ..والاحساس بالقهر
ومقدرتش اطلب الطلاق عشان مخدش لقب مطلقة
ولكن اخيرا..اتقبض علي زوجي في شقة راقصة مشهورة..
وكانت الراقصة دي بتتاجر في سرقةالاثار..
وبمجرد ما انقبض علي زوجي ..
رفعت انا عليه قضية طلاق
وطبعا كسبتها..
وخرجت من سجن زوجي الظالم المړيض ..
الاول اسمحولي اعرفكم بنفسي..
انا شيرين 33 سنة..
وللاسف معنديش اطفال
بكالوريس تجارة..
عندي هواية العزف علي الة الكمان ..
شخصية حالمة ورومانسية لابعد الحدود ..
من اسرة ثرية
ليا شقيقان من الذكور
وانا البنت الوحيدة..
اخواتي الذكور متزوجين وعندهم اطفال
..بيعشقوا النميمة والتجريح في خلق الله
ده غير انهم بيغيروا من بعض وبينافقوا بعض
ولستر ربنا انهم لما قسموا ميراث بابا الله يرحمة..
وجدوا ان ابي الله يرحمة كان قد كاتب لي وصية بعمارة المنيل ..
ودي العمارة الي انا قاعدة فيها دلوقتي
بعد ما اتطلقت وبعدت عن اخواتي الذكور بزوجاتهم وشرهم
لكن المشكلة اني لقيت نفسي لوحدي تماما والبيت كبير
وهو مكون من دور ارضي و اربع طوابق ..
صحيح البيت جميل وكبير وهادي ..
لكن مفيهوش سكان خالص..
وبصراحة لما بيجي الليل كنت بشعر اني خاېفة ومړعوپة..
فا اقترح عليا اخواتي اني اجيب غفير او حارس للعمارة مؤقتا
لغاية ما انتقي السكان الي هيسكنوا معايا..
نظرا لاني وحيدة ويجب ان انتقي العائلات المحترمة الي هتسكن في الطوابق الثلاثة المتبقية
وبالفعل فضلت فكرة الحارس دي في دماغي
وكنت بفكر فعلا اعمل اعلان علي الانترنت عشان اجيب حارس امن للمنزل
لكن في يوم وانا راجعة من السوبر ماركت
سمعت صوت طفل صغير بيبكي بجانب العمارة..
وكان واضح ان الطفل ابن شهور قليلة
لكن استعجبت ان الطفل لوحده ..
فا وقفت قليلا وتلفت يمينا ويسارا..
ولقيت طفلة عندها تقريبا 12سنة
وكان واضح من الملابس البسيطة المتسخة التي كانت ترتديها انها اشبة بالاطفال المشردين
واتت تلك الطفلة ..تجري علي الطفل لما لقتني واقفة جنبة
وكان واضح انها خاېفة علي الطفل مني..
واخذت تنظر الي پخوف
فا سالتها.. وانا ابتسم لها لاطمئنها من ناحيتي
قلت..هو ده اخوكي
قالت..لا دي اختي لانها بنت مش ولد
قلت..وهي بټعيط ليه
قالت..عشان عايزة ترضع
قلت..مامتك فين
قالت..امي ماټت
بعدما سمعت ردها شعرت بان قلبي قد اعتصر
فقلت..امال انتوا عايشين مع مين
قالت..عايشين مع ابويا
قلت..وبيتكم فين
قالت..احنا لسه جايين من البلد وملناش بيت
للكاتبة..حنان حسن
قلت..امال بباكي فين
ردت وهي تشير لشخص ياتي من خلفي
قالت..ابويا جه اهوه
نظرت للاتجاه الذي اشارت له اصابع الطفلة
لاجد شابا في العقد الثالث من العمر ..
طويل القامة مفتول العضلات
ويبدوا عليه الفقر الشديد..
فا نظرت له وانا اسالة
قلت..انت ازاي سايب الاطفال لوحدهم كده
اجاب بصوت هادي ومكسور
قال..معلش اصل البت كانت بټعيط من الجوع واللبن بتاعها خلص وكنت بدور لها علي لبن..
قلت..ولقيت اللبن
نكس راسة في الارض وهو يجيب
قال..بصراحة انا مش معايا فلوس
فتحت حقيبتي واخرجت مبلغ من المال وتقدمت ناحيتة لاعطية اياه
ولكنه ازاح يدي بعيدا بالنقود رافضا ان ياخذها
قال..يا ست انا مش شحات ومش بقبل حسنة من حد..
لو عايزة تساعديني بجد
شوفي ليا حد من معارفك يشوفلي شغل
فسالتة
قلت..انت بتعرف تشتغل ايه
قال..اي شغلانة..
انشلة سايس امسح العربيات
او امسح سلالم
او حتي غفير علي اي عمارة...
اهم حاجة ان يكون في مكان انام فيه انا ووللادي
فكرت قليلا..
ثم قلت تحب تشتغل عندي حارس للعمارة
قال..ياريت ويبقي جميل عمري ما هنساة لحضرتك
قلت ..تعالي معايا يا ....ثم سالتة
قلت..انت اسمك ايه
قال..اسمي ..صقر وبنتي الكبيرة دي اسمها عبير
والصغيرةاسمها مريم
قلت..اسمع يا صقر..
انت من النهاردة هتبقي مسؤال عن البيت
ونضافة السلم..
والحراسة هتبقي من اهم مسؤلياتك
واخذتة للمنزل ودخلت به للغرفة الخاصة بحارس الامن
وكانت تصلح للاقامة
حيث كانت مكونة من غرفة نوم وحمام ومطبخ صغير
للكاتبة حنان حسن
بصراحة ..انا كنت حاسة اني غلطت لاني اتسرعت ودخلت للبيت راجل غريب
ووانا كنت لسة معرفش عنة حاجة
ولا اعرف جاي منين ولا خلفيتة ايه
ولااعرف حتة صحيفة سوابقة عاملة ازاي
لكن بصراحة..
الشهر الي اشتغل فيه صقر في البيت
كان بيشوف شغلة علي اكمل وجه
وكنت بشعر بالامان من ساعة ما بدء يحرس العمارة...
لغاية ما يوم لقيت اخويا الكبير و وزوجتة جايين يزوروني
ولما شافوا صقر ..
طلبوا مني اني لازم اطلب من صقر بطاقة
واوراق تثبت هويتة
وانه مفيش علية اي احكام قضائية ..
وان لم ياتي بتلك الاوراق
فا يجب ان طردة لانه كده هيبقي خطړ عليا
وطلب مني اخي ان يقوم هو بتلك المهمة..
ولكنني رفضت وقلت له انا هااسالة واجيب منه الاوراق بطريقتي
و انت عليك تكشف علي الاوراق الي هاجيبهالك
وبعد ان مشي اخي
وزوجتة...
نزلت لغرفة صقر
لاطلب منه اوراق هويتة..
ولكنني لم اجده علي البوابة..
فا دخلت لاطرق عليه جرس غرفة الحارس..
ولكن قبل ان اطرق الجرس سمعت صوت الطفلة عبير ابنتة الكبيرة من الداخل وهي...
تبكي وتتوسل
وتقول ..ابوس ايدك متعملش كده معايا ..انا كده ممكن اموت زي امي
بعد ما سمعت كلام الطفلة جن عقلي
وفقدت صبري لاعرف ما يحدث بالداخل
فا قررت افتح الباب
لاري ما يحدث في الداخل
وبمجرد ما فتحت الباب شوفت حاجة مش هتصدقوها......
الجزء_الثاني
بعد ما مشي اخويا وزوجتة..
نزلت لغرفة صقرالبواب عشان اطلب منه بطاقتة واواراق هويتة.
لكن ملقتش صقر واقف امام العمارة
فدخلت لحجرتة..
وكنت رايحة ارن الجرس عليه..
لكن قبل ما ارن الجرس سمعت عبير بنته الي عمرهها لم يتعديعام بتصرخ وتبكي وهي تتوسل لشخص ما
قائلة..
ارجوك بلاش تعمل معايا كده انا خاېفة ..انا كده ھموت زي امي
طبعا انا بمجرد ما سمعت الكلام ده اټجننت
واعصابي ثارت
وقلت لازم افتح الباب واشوف ايه الي بيحصل جوة...
وبالفعل فتحت الباب بسرعة..
واتفاجاءت بان البنت نايمة لوحدها وكانت ما زالت تصرخ
وتردد ذلك الكلام..
وفضلت واقفة استمع لكلامها وبكائها وكان واضح انها بتحلم بكابوس..
ففكرت اني اصحيها..
لكن قبل ما اصحيها..
سمعت صوت جاي من خلفي
بيقول..اي خدمة يا مدام
فنظرت خلفي سريعا لاجد صقر يحمل طفلتة الصغيرة..
وكان واضح انه جاي بيها من الخارج
سالته وانا محرجة من تطفلي
قلت..هي عبير متعودة تصرخ وهي نايمة كده كتير
للكاتبة..حنان حسن
قال..ايوه من ساعة الحاډثة وهي كدة
قلت..حاډثة اية
جذب لي صقر كرسي واشار لي بالجلوس
ليحكي لي قصتة
وفعلا جلست..وبداء صقر يحكي
قال..قبل ما اجي علي القاهرة..
كنت عايش في قرية صغيرة انا وزوجتي وبناتي الاتنين...
وكنت بشتغل في مضرب الارز
ومضرب الارز ده كان ملك واحد من كبارات البلد الاغنية..
وبالرغم من ان المضرب بيدخله فلوس كتير..
الا ان صاحب المضرب الغني
كان بيصرف لنا اجور
متابعة القراءة