رواية الهاربة بقلم منة فوزي (كاملة)

موقع أيام نيوز


إما خلتها تسمع الكلام ده من جو نفسه متبقاش زوزو.. المهم خدت عبير و سماح و راحوا وقفوا مع جو و سابو الواد مندو.. انا فضلت راقماهم من بعيد بس طبعا مش سامعة حاجة.. كانوا و قافين بيضحكوا.. و بعدها لقيت سماح و عبير راجعين المطبخ ..قمت عملت نفسي بكمل شغلي علي الحوض..
صاحت بها شهد انتي هتحكيلي باللقطة يا سمر.. انجزي وبعدين!!

قالت سمر منا جيالك في الكلام اهه.. لما دخلوا كان الكلام عن ان عبير خسړت الرهان و ان كلام سماح طلع صح.. حتي عبير قعدت تقول خسارة يا جو نزلت من نظري.. وسماح تضحك و تقولها عشان تعرفي ان كل الرجالة كده و تبطلي سذاجة.. 
سألت شهد بتوتر ايوة.. يعني هو جو قالهم ايه بالظبط
سمر وانا هسمع ازاي يا شهد من بعيد.. هو يعني مش واضح قال ايه بقولك قالوا سماح طلع كلامها صح! المهم بس اللي عايزاكي تحرصي منه ان يستدرجك يا شهد.. سماح قالت كده بالحرف وانتي زعلانه منه ليه هو يعني هياخدها ڠصب.. ده هيوقعها برضاها.. هو طريقته كده... 
شهد مصډومة يعني ايه يعني فالاخر زوزو اللي صح!! يعني كل اللي بيعمله معايا ده بيكسب بيه ارض عندي..مش جدعنه منه !! بيضحك عليا!!
سمر معرفش يا شهد انتي الوحيدة اللي تحسي.. انا بس مقدرتش ابقي عارفة كل ده و اسكت.. بس حرصي علي نفسك.. انا عن نفسي مش قادرة اصدق..
تركتها سمر ورأسها يكاد ينفجر من الاسئة و الحيرة.. أيعقلل ما قيل لها للتو! تري ماذا كانت كلمات جو التي اكدت لعبير كلام سماح!! ماذا قال عنها لزوزو و الفتيات هل يتحدث عنها هكذا!! هل حقا تلك نيته !
ظلت تدور الدنيا بها ورأسها بتجيب و تودي..
الي ان عاد جو قبل الفجر..
جو مندهشا لسة صاحية!
شهد باقتضاب مجليش نوم!
جو بضجر شديد انا علي اخري يا شهد.. اجلي اي نكد او طلبات للصبح..
شهد باسلوب جاف وانا هعوز منك ايه!
ظن جو ان رده كان جافا و ضايقها .. فاقترب منها و جلس قربها و قال برقة انت تطلبي اللي يخطر علي بالك.. وكل اللي تعوزيه يجيلك.. بس ممكن بكرة!
لم ترد بل رمقته بنظرة اقل ما يقال عنها انها قاسېة..
كان مرهقا بشدة.. لم يكن لديه الطاقة ليدللها او يمازحها.. و في ذات الوقت لم يستطع ان يتركها في هذا الحزن الذي بدي عليها..
امسك يدها ليربت عليها كنوع من الترضية و قبل ان يتحدث مواسيا .. سحبت شهد يدها پعنف.. لم يفهم ما مشكلتها.. فهي مؤخرا قد صارت لينة بعض الشيء حيال مثل تلك الامور.. وحتي الصباح كان بامكانه ان ېلمس يدها دون ان تنتفض و تبعده..
لم يدر لم خطړ علي باله حديث حمادة الحركة دي هتخليها تفكر فيك صبح و ليل .. ابتسم عندما تذكر تعبيره الطفولي .. اطال النظر اليها و بدأ يترائي له ان نظرية حمادة قد تفيده الان.
ربت علي ظهرها كنوع من التمهيد.. فابعدت يده بسرعة و قامت من جانبه.. رنت في رأسه جملة حمادة هي ممكن تعمل تقيلة.. بس من جواها صدقني هتكون مبسوطة
قال رحتي فين
شهد بحدة يعني و مفيش مكان في البيت إلا لزق فيا! معندك المطرح و اسع 
جولأ انا كيفي اعد كده.. تعالي هنا و أشار اليها لتعود بجانبه كما كانت..
شهد هو انت يابن الحلال مش قلت تعبان و عايز تنام
جو هنام بس اما تيجي..
كانت اعصاب شهد عي و شك الاڼهيار.. لربما كانت لتتقبل ذلك الحوار او تتجاهل الحاحه في دلال لو لم تستمع لكلام سمر هذا المساء.. صاتر كل حركة و كل لفتة تؤكد لها كلام سمر و من قبلها زوزو.. هل حقا انت بهذه الحقارة يا جو!!
جو عاقدا حاجبيه و بملل متفرهدنيش بقي يا شهد.. تعالي.. هقولك حاجة
وقفت ترمقه باستنكار عن بعد.. هل يظن انها بهذه السذاجة!
اما جو فقد كبرت الفكرة في رأسه وركبه العند..ماذا تظن نفسها! هي ملكه! هل حقا كما قال حمادة هو يدللها اكثر من اللازم!! يبدو كذلك فهاهي بمنتهي الكبر تأبي ان تنصاع لطلبه.. انه ليس طلب يا حلوة انه أمر!..
نهض و اقبل عليها ..فتراجعت في انزعاج و خوف.. استفزه تراجعها .. فاقترب منها وامسك زراعها و قربها منه قائلا بغيظ لما قول تعالي.. تيجي!
فاجأته شهد پسكينا في يدها.. سحبته من درج المطبخ عندما تراجعت نحوه رفعته بيدها الحرة و قالت و قد اغروقت عيناها بالدموع في حزن يعز عليا قوي أذيك! ابوس ايدك متوصلناش لكده!
نظر الي السکين ثم الي وجهها الدامع.. لم يفهم شيئا.. ماذا جري لها!! اغضبه بشدة ان ترفع السکين في وجهه..
نزعه من يدها في سرعة وقوة و القاه بعيدا ثم قال غاضباانت يظهر نسيتي نفسك.. او انا فعلا اللي دلعتك بزيادة!
تركها واقفة و توجه لس ريره القي نفسه عليه و اعطاها ظهره.. سوف ترين يا شهد معاملة مختلقة تماما من الأن!
اما هي فقد توجهت الي فرشتها بخطوات حزينة بطيئة.. . وضعت ذقنها علي ركبتيها .. وتركت دموعها تنهمر..
خسارة يا جو!
في اليوم التالي استيقظت شهد ولم تجد جو في البيت..وهوامرا غريبا.. امضت الصباح في العمل كانت حالتها النفسية غاية في الاضطراب.. لم تتوقف عن التفكير لحظة.. لقد تأكدت لها تماما امس نية جو.. المها بشدة ان تكون مغفلة طوال تلك المدة.. ان يكون كل ما رأت منه هو خداعا.. ان بعد ما ظنت انها قد تعيش عمرها كله ملكا له.. ستغير الخطة.. انها قد تضطر الي فراقه.. و لكن اكثر ما المها انها علمت انه تحدث عنها بسوء امام زوزو والفتيات.. هل و صل استهتاره بها لهذه الدرجة!
ظلت تفكر في الامر حتي جاء المساء..
في اثناء النهار في مكتب الشهر الي جلسا شابيين امام الموظف .. قدما له عقدا لتسجيله.. كان العقد ينص علي بيع قطعة من الارض بالصعيد .. حيث يبيعها احدهما و يشتريها الاخر..
كتب الرجل اسم الطرف الاول الابائع يوسف محمد احمد
و اسم الطرف الثاني المشتري عبد الله محمود سالم
طبقا لما ورد في اثبات الشخصية لكل منهما..
بعد ان تمت الاجراءات قال الموظف ببرود مبروك عليكوا..
نظرا لبعضهما وابتسما.. و قاما معا و غادرا المكان بعد شكرا الرجل ..
لم تتمالك شهد نفسها كانت عصبية و شبه مغيبة.. وهي تحدث سمر عبر نافذة مطبخ محل عطا المطلة علي الشارع الخلفي المظلم .. لسمر اتصرفي و دخليني يا سمر انا لازم اشوف زوزو!
تسللت شهد الي حجرة الفتيات حيث كانت زوزو بعد ان ادخلتها سمر الي المطبخ من نافذته.. خشية ان تقابل جو في الصالة ..
زوزو مصعوقة شهد!! ايه ده جيتي هنا ازاي.. مش قلتي جو مانعك
شهد جيت بقي و خلاص .. عيازاكي في كلمتين..لوحدنا
امرت زوزو الفتيات الموجودات بأن يخرجن من الحجرة..
زوزو خير
 

تم نسخ الرابط