رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

موقع أيام نيوز

هنا 
محامى ! .. عايزاه ليه
تعرفى بس ولا متعرفيش
أعرف محامية كويسة .. مرات صاحب أيمن عرفنى عليها وهى ست كويسة أوى وشاطرة
قالت ياسمين بلهفة 
كويس أوى .. أنا عايزاكى تخلى المحامية دى تحاول توصل للورق اللى فى المستشفى وأنا هديكي اسم المستشفى واليوم اللى حصلت فيه الحريقه .. وهى محامية يعني أكيد لها طرق توصل بيها للورق ده كمستندات أكيد بتحتاجها فى القضايا بتاعتها .. وشوفى أتعابها وأنا هدفعهالها 
قالت سماح بشك 
مش عارفه .. طيب ما تواجهى عمر
قالت ياسمين بيأس وسخرية 
أواجهه أقوله ايه .. أقوله انت زنيت بمرات الغفير اللى كان بيشتغل عندك .. وهو طبعا هيقولى أيوة .. وېخرب بيته بإيده .. ويهد جوازه بنفسه .. وهو عارف وواثق انى لو عرفت حاجه زى كدة مستحيل أكمل معاه !! .. أكيد طبعا هينكر يا سماح .. انتى مشفتيش مصطفى لما والدى كان بيواجهه بخيانته .. فضل يحلف بالله انه مظلوم وان البنت بتفترى عليه .. لحد ما بابا قاله على المحادثة اللى شوفتها بينه وبين البنت دى ساعتها مقدرش ينكر .. لان كان فى معايا دليل.. أنا لو روحت واجهت عمر وكان فعلا هو مذنب .. أكيد هينكر .. ومش بعيد يخفى الشاهد زى ما خفى مرات الغفير .. وساعتها عمرى ما هعرف أوصل للحقيقة أبدا .. وهعيش طول عمرى شاكه فيه
قالت سماح 
طيب خلاص هكلم المحامية 
بس خليها تعجل الموضوع يا سماح عايزة أعرف فى أقرب وقت الورق اللى نسخته معايا ده حقيقى ولا مزور
حاضر .. بس أنا واثقة انه مزور
قالت ياسمين بلهفه 
ياريت يا سماح .. ياريت يكون مزور 
سمعت طرقات على الباب فأنهت الاتصال مع سماح .. فتحت لتجد عمر .. قال لها بهدوء 
ممكن أدخل 
ترددت .. لكنها أفسحت لها
الطريق .. دخل وأغلق الباب خلفه .. جذبها من يدها وأجلسها بجواره على السرير .. شعرت بالتوتر .. رفع وجهها لتنظر اليه ثم قال 
بصى يا ياسمين .. ده أول يوم جواز لينا وعايزين نتفق على حاجات معينه .. عشان لسه أدامنا طريق طويل مع بعض
استمعت له ياسمين بكل حواسها .. أكمل 
انتى فى حاجه ضايقتك واحنا بنفطر .. ولما سألتك اتهربتى .. وطلعتى أوضتك .. اللى عايزين نتفق عليه .. هو ان اللى يضايق من التانى فى حاجه لازم يصارحه بيها .. لكنه لو سكت وكتم فى قلبه الأمور هتتعقد مش هتتصلح .. لازم يكون فى بينا وضوح .. بيوت كتير بتتخرب بسبب كده .. يعني كل واحد شايل من التانى فى نفسه وساكت .. مع انه لو اتكلم ممكن أوى المشكلة تتحل بسهولة 
صمت قليلا ثم قال 
اتفقنا .. اللى هيضايق من التانى فى حاجه يصارحه بيها على طول 
أومأت برأسها .. فسألها 
ايه اللى ضايقك واحنا بنفطر 
طال صمتها وهى تحاول تخير الكلمات المناسبة .. وهو لم يتعجلها .. بل انتظر ردها .. وأخيرا قالت 
أعادك فى البيت لواحدك مع واحدة حتى لو كانت الخدامة .. مش شايف ان دى حاجه غلط 
بدا وكأنه يفكر فى كلامها .. ثم قال 
أنا معظم اليوم بره البيت .. وهى مبشوفهاش الا وقت ما بتحطلى الأكل .. أو وقت ما بكون عايز أطلب منها حاجه .. البنت دى غلبانه ويتيمه .. وملهاش حد فى البلد وعشان كدة خليتها تعد فى أوضة جمب المطبخ .. 
قالت ياسمين بهدوء 
حتى لو كان الوضع زى ما انت بتقول .. مينفعش تعيش معاك فى البيت وانت لوحدك 
ابتسم قائلا 
خلاص مبقتش لوحدى 
لم تبتسم .. فقال بجديه 
أنا مكنتش شايف الموضوع زى ما انتى شيفاه .. أنا اتعاملت مع الأمر ده بطريقة عمليه .. مش أكتر من كده
ثم اقترب منها وقال بخبث
هو حبيبى بيغير عليا ولا ايه 
شعرت بالخجل لإقترابه منها فوقفت .. فوقف هو

الآخر وقال 
لو تحبي أمشيها وأجيب بدالها واحدة كبيرة فى السن مفيش مشكلة 
نظرت اليه قائله 
مش عايزة اكون السبب فى قطع عيشها
طمأنها قائلا 
مش هتكونى السبب فى قطع عيشها ولا حاجه .. هخليها تشتغل مع البنات اللى بيشتغلوا فى الأرض و أديها أوضة فى سكن العمال 
سعدت ياسمين لهذا الإقتراح .. وسعدت أكتر لأنه اهتم بما يضايقها .. ابتسمت له .. فقال بمرح 
أخيرا الدنيا نورت .. كنتى مضلماها عليا على الصبح
قالت بخجل 
معلش أنا لسه مش متعودة على الوضع الجديد .. وفى حاجات كتير أنا مستغرباها ومش متعودة عليها
اقترب منها .. لم تبتعد هذه المرة .. نظر الى عينيها بحب قائلا 
وأنا نفسي تتعودى بسرعة على وضعك الجديد 
أفلتت نفسها من يده فإبتسم .. ثم قال بتحدى 
طيب لو قولتلك دلوقتى أنا مش حابب الوضع ده وعايزك معايا فى أوضتى وجوزنا يبقى حقيقي هتعملى ايه
قالت ياسمين دون تردد ودون أن تنظر اليه 
انت دلوقتى جوزى وأنا مضطرة أعمل اللى انت عايزه
سألها عمر 
حتى لو كان الى أنا عايزه انتى مش عايزاه 
أيوة
ابتسم يطمئنها قائلا 
وأنا مش هعمل حاجه انتى مش عايزاها
ثم قال
طيب ممكن ننزل بأه نكمل فطارنا 
نزلا معا وتناولت معه الفطار هذه المرة وهى تشعر بإرتياح أكبر.
بعد الفطار أخذها عمر ليريها أرجاء المنزل .. واتفق مع الخادمة أمامها على عملها الجديد .. كانت ياسمين سعيدة و هى ترى زوجها يفعل ذلك لإرضائها .. انبهرت بكل شئ فى البيت الكبير .. وحكا لها عمر قليلا عن تاريخ عائلته .. وعن جدوده .. وكيف وصلوا من الحضيض الى القمة .. كانت ياسمين مبهورة بما تسمع وأعجبت للغاية بتاريخ كفاح جدوده .. وبدا عمر معتزا بجدوده وهو يتحدث عنهم .. لمست جانبا جديدا فى زوجها .. وفرحت أن الحديث قربها منه خطوة أخرى 
دخلت غرفتها تلك الليلة وهى تشعر براحة أكبر من الليلة الماضية .. رأت حقيبتها التى مازالت لم تفرغها موضوعه على الأرض بجوار السرير .. فحملتها ووضعتها على السرير وفتحتها .. أخرجت ملابسها وفتحت الدولاب لتضعه فيه لكنها شهقت فى دهشة .. وجدت فستان عرس أبيض اللون .. مرصع ومطرز .. كان شكله يخطف الأبصار .. تركت ما بيدها وتلمسته كان ناعما للغاية .. أخرجته من الدولاب ونظرت اليه فى دهشة .. كم حلمت بإرتداء هذا الفستان الذى حرمت نفسها منه فى زواجها الأولى .. لأنها لم تكن تشعر ببهجة العرس .. وضعته مرة أخرى فى الدولاب وأنهت افراغ حقيبتها ثم استسلمت للنوم وابتسامة صغيرة مرسومة على ثغرها
فى اليوم التالى اتصلت كريمه ب
عمر الذى استيقظ من نومه على صوت جرس الهاتف قالت 
مبروك يا حبيبي عليك انت وعروستك
الله يبارك فيكي يا ماما
فين ياسمين اديهالى أكلمها
توتر قليلا ثم قال 
هى مش جمبي دلوقتى .. شوية وهخليها تكلمك
طيب يا حبيبى .. أنا بس كنت عايزة أقولك اعملوا حسابكوا انى هعملكوا حفلة كبيرة هعزم فيها صحابنا وحبايبنا .. شوفوا انتوا المعاد اللى يناسبكوا 
قال عمر بدهشة 
حفلة ليه
ايه اللى حفلة ليه .. انت تسمع اللى أن بقولك عليه مش كفاية جوزت ابنى الوحيد سكيتي
خلاص يا ماما زى ما تحبي .. بس مش دلوقتى يعني سبينا شوية كده
أنا قولت ان انتوا اللى هتحددوا المعاد اللى يناسبكوا .. بس متتأخروش عايزينها بسرعة عشان كل اللى يعرف انك اتجوز يزعل مننا .. ويفتكر اننا عملنا فرح ومعزمنهوش
حاضر يا ماما هشوف ياسمين ونحدد معاد
خرج عمر من غرفته واتجه الى غرفة ياسمين .. طرق الباب كثيرا ولم تجب .. فتح الباب فلم يجدها فى غرفتها .. نزل لم يجدها فى المنزل .. أخبرته الخادمة الجديدة والتى كانت سيدة فى العقد الخامس من العمر أنها قالت انها تتمشى قليلا فى المزرعة .. صعد عمر وارتدى ملابسه وخرج .. علم أنه سيجدها هناك .. عند شجرته .. وكان مصيبا .. رأته فابتسمت .. اقترب منها بإبتسامه قائلا 
عرفت انى هلاقيكي هنا
أشارت الى الشجرة قائله 
دى خلاص بقت شجرتى
قال بمرح 
نعم .. دى شجرتى أنا .. شجرتك منين
قالت بمرح ممثال 
أيوة شجرتى عندك شجر كتير فى المزرعة .. لكن دى حبيتها من أول ما جيت المزرعة ومش بحب أعد الا فى ضلها
جلس بجوارها على الجذع وقال 
على فكرة بأه أنا اللى زرعت الشجر دى
قالت بعدم تصديق 
يا سلام .. بجد
أيوة والله أنا اللى زرعتها .. اتأكدتى بأه انها بتاعتى 
قالت بعند مازحه 
مليش دعوة برده دى شجرتى
طيب وأنا مستعد أخليكي انك تشاركيني .. زى ما بتشاركيني حياتى
ابتسمت ونظرت اليه قائله 
انا شوفت فى دولابي فستان .. فستان فرح
أيوة ده فستانك .. 
ابتسمت قائله 
وعرفت مقاسي منين 
من فستان ريهام اللى اديتيه ل كرم .. انتى وأختك نفس الطول ونفس الوزن تقريبا .. لو مش مظبوط عليكى قوليلى وأنا أجيب واحدة تعدلهولك
قالت بصوت خاڤت 
ما قستوش
قال بهمس 
وأنا مشتاق أوى انك تلبسيه وأشوفه عليكي .. بس متلبسيهوش أدامى إلا

لما تحسي انك مستعده انك تكونى عروستى أكمل هامسا 
أنا بحبك أوى
تسارعت ضربات قلبها مرة أخرى .. اقترب منها أكثر .. فجأة رن جرس هاتفها ليقطع سحر تلك اللحظة .. نهضت من على الجذع والاحمرار يغزو وجهها وقالت بسرعة دون أن تنظر اليه 
دى ريهام هروح أكلمها من البيت 
مشت فى اتجاه المنزل وهى تحاول تنظيم ضربات قلبها .. ردت على أختها 
سمسمة حبيبتى صباح الخير
صباح النور يا ريهام
ايه أخبارك النهاردة 
تمام الحمد لله
مال صوتك .. متوترة كدة ليه .. اخانقتوا ولا حاجه
ابتسمت ياسمين قائله بصوت مضطرب 
لأ .. لأ .. متخانقناش .. عادى يعني .. مش متوتره .. عادى
ضحكت ريهام قائله 
عيني عليكي بارده 
ريهام بطلى
طيب أنا حبيت أطمن بس مكنتش أعرف انى بتصل فى وقت مش مناسب
ياسمين پغضب 
ريهام لو مبطلتيش هقفل
استمرت ريهام فى الضحك قائله 
أنا اللى هقفل أنا مش فضيالك .. يلا سلام
اقترب منها كرم قائلا 
بتكلمى مين 
ابتسمت قائله 
ياسمين كنت بطمن عليها
جذبها من يدها قائلا 
طيب تعالى أقولك كلمه سر
هتفت قائله
هو انت لسه فى عندك أسرار
ضحك قائلا
يووووووه كتير أوى تعالى بس وأنا أحكيلك
توجهت ياسمين الى المطبخ .. لتعد مع الخادمة طعام الغداء .. أرادت أن تطبخ بيدها .. لترى رأسه فى طعامها .. عاد عمر ليجدها فى المطبخ نظر اليها بخبث وغمز يعينه 
احمرت وجنتاها مرة أخرى وتجاهلت النظر اليه .. فقال 
بتعملى ايه 
بحضر الغدا
اقترب منه مبتسما 
يعني هتأكليني من ايدك النهاردة
أومأت برأسها مبتسمه .. فابتسمت الخادمة وخرجت من المطبخ .. فنظر اليها عمر وهى تغادر ثم الټفت الى ياسمين قائلا بمرح 
ست ذووووق مفيش بعد كده
سألته 
ليه 
طبع قلبه على وجنتها قائلا 
عشان سابتنى أستفرد بيكي براحتى فى المطبخ
حاول معانقتها فهربت منه وقالت 
لو سمحت اطلع بره .. خليني أركز
هو انا يعني مشتت تركيزك
أيوة مشتت تركيزى
طيب هخرج .. ماما هناك وانتى هنا .. وأنا اللي كنت بتريق على بابا لما ماما
تم نسخ الرابط