رواية زهرة لكن دمية بقلم سلمى محمد (كاملة)
المحتويات
سبب لأستمراره في الغيبوبة وعندما أنتهى قال كل اللي عايزه فرصة
أكنان أشار بأبهامه وقال بلهجة محذرة هديك فرصة ودي هتكون أخر فرصة مش عايز أخسرك
هتف كريم أيه اللي بتقوله ده ياأكنان
أشار له بالتوقف كريم أهدى شوية وفكر بيسان بعد ماترجع لطبيعتها محتاجة زاهر معاها
صمت للحظات وقال اللي تشوفه
سأل زاهر متلهفا أدخل أشوفها وبيسان هتكون في عينيا
قال زاهر پألم أن شاء الله تخف
تعالا شوفها بكرا أحسن
هز رأسه في صمت كئيب هجي بكرا
أنصرف كريم ودلف أكنان الى الداخل وأستعد الجميع للرحيل وقف زاهر أمام المستشفى في الركن وأنتظر خروجها لرؤيتها لكي يملي عينيه منها فقد كان مشتاقا لها أشتاق لسماع صوتها لكل شيء فيها تسارعت دقات قلبه عندما رأها من بعيد كنت تمشي بهدوء ورزانة ورغم مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء أنتفض في مكانه مټألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم مهما تطلب منه من وقت
حاولت الرد
لكن الكلمات ظلت حبيسة حلقها شعرت بالعجز دموعها أنسابت پألم أرتعشت شفتها أصابها دوار قاټل فسقطت نائمة مغمضة العينين حاول الصغيرين جعلها تفيق لكن كل محاولاتهم بائت بالفشل خرجو الى الخارج
ماأن دلف أكنان الى داخل الفيلا حتى أستقبله الصغيرين
رد عليه بابتسامة كنت عند عمتكم وأول ماطمنت عليها جيت هنا علطول شرد لثواني في أحداث أخر ساعة عندما أتى الشيخ وقام برقيتها وقال أنها أصبحت أفضل والسحر المعمول لها أصبح ليس له وجود وبعد أنصراف الشيخ أستغرقت بيسان في النوم مباشرة
جذبه وليد من البنطلون پعنف وهتف فيه روحت فين
سأل وليد هو أنا عندي عمة
أيوه عندكم وعمة عسولة أوي كمان
قال وليد وأياد في وقت واحد عايزين نشوفها
رد عليهم بابتسامة حاضر هتروحو تشوفها هي فين ماما
قال أياد بضيق لسه نايمة ولما جيت أصحيها مش ردت تصحى
قاطعه وليد قائلا وأنا لما لمستها كانت سخنة أوي
أكنان بمجرد سماعه كلمات أبنه لم ينتظر التأكد منه وأخذ يركض على السلالم بسرعة وجد نفسه أمامها رأى جسدها يرتعش لمس جبهتها وجد حرارتها مرتفعة وبأضطراب أخرج هاتفه وأتصل بالطبيب
الوحيد بجوارها أخذ يمسح
وجهها وشعرها بمنديل مبلل بالماء البارد فتحت عينيها بضعف تشابكت النظرات نظرة متلهفة تقابلها نظرة شاردة مغيبة
همست بأعياء عطشانة
بدأت أشعة الشمس تحيط بغرفة زهرة من الخارج والداخل بدأت تسمع أصوات ضاحكة بجوارها شعرت بالألم ففتحت عينيها ببطء شديد فشاهدت أطفالها بجوارها مبتسمين
وليد بابتسامة صحي النوم ياماما كل ده نوم
زهرة وهي تبتسم بصعوبة ده أنا لسه نايمة
أياد هز رأسه نافية لأ أنتي نمتي يومين بحالهم
وضعت يديها على رأسها المټألمة وسألت باستغراب هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو
رد وليد بلهجة طفوليه أه أحنا لما جينا هنا أمبارح كنتي نايمة وسخنة أوي
وأكمل أياد مقاطعا ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل
قال وليد بعبوس وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي أنا أضايقت أوي منه
وشاركه أياد الكلام وأنا كمان
زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خاڤتة هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني
أياد بلهجة طفولية أصحي بقا عشان جعان
ردت زهرة رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا
بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء
على طاولة الأفطار رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة تناولت الطعام في صمت لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش
لاحظ أكنان هذا الشرود الذي سيطر عليها لكنه لم يعلق وأستمر في تناول أفطاره
نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة وقال بهدوء أنا ماشي وهجي بالليل ده كان أتفاقنا لما خرجنا من فيلا شهاب أني أفضل معاكي لسه عند أتفاقنا ولا هتقولي متجيش هنا تاني
همست بخفوت أنا مش برجع في كلامي والأتفاق أتفاق
أبتسم بهدوء وقال مع السلامة ياحبايبي ووزع نظراته على الكل وقبل كلا الصغيرين
فتحت عينيها بوهن لم تستوعب لأول وهلة تواجدها في غرفتها حاولت النهوض لكنها توقفت عن الحركة والتفتت الى صوت الباب الذي يفتح ببطء ترقبت القادم بدت مصډومة من رؤيته
بخطوات مترددة أقترب منها وجلس بجوارها على الفراش وظل يتأملها بحب ممزوج بندم خانتها دموعها فأنسابت في صمت أشاحت بوجهها
بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته
شعرت بيد تلمس كتفها ثم أدار رأسها تجاهه مسح دموعها ونظر لها بحب سألها برقة تغللت داخل أحاسيسها بسرعة حسه بأيه
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب
سأل بقلق هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها أنا كويسة بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش أنت عرفت أزاي وجيت هنا أزاي
أنت كنت في غيبوبة
قال بابتسامة باهتة الغيبوبة فوقت منها عشان أفضل معاكي وجيت طبعا بالطيارة أول ماعرفت باللي حصل ليكي سألها بتردد عرفتي السبب اللي وصلك لحالتك دي هزت رأسها في صمت وقالت بخفوت أيوه أكنان قالي
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء
لتصدق أنها لا تحلم كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به
لم يريد البعد عنها لكن لابد له من الأبتعاد مضطرا حتى لا يتفاقم الوضع بينهم هي لازالت ضعيفة ومشوشة تألم لرؤيتها هكذا ضعيفة ومنكسرة
قال زاهر بهدوء مصطنع وجودك في حياتي حسسني أني عايش مش مجرد ظل كنتي النكهة الحلوة في حياتي وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم كنا في مع بعض كنت في منتهى السعادة كان بيمر عليا وقت والخۏف يسيطر عليا أنك تبعدي كنت مستكتر وجودك في حياتي لحد ماالخوف ده أتحول
ليقين همس پألم عندما أستعاد ذكريات هذا اليوم سمعتك بتكلمي كريم وبتقولي ليه خلاص زهقت وأنا ناوية أبعد مستحملتش ولقيت الدنيا بتلف بيا ووقعت على السلم ودخلت في غيبوبة غيبوية لما فوقت منها أقتنعت أني فضلت فيها بأردتي فوقت لما حلمت بيكي وأنك محتاجني فوقت عشانك أنتي وبس وبعدين عرفت باللي حصل ليكي واللي عملته أمي معاكي وأنك أتظلمتي واتألمتي كتير سامحيني يابيسان أني مقدرتش أحميكي
همست بارتجاف أطلع دلوقتي
نطق كلماته بهدوء هفضل معاكي ومش هطلع أنتي محتاجني وأنا محتاجك أنتي أتخلقتي ليا وأنا أتخلقت ليكي مقدرش أعيش من غيرك ولا أنتي تقدري تعيشي من غيري عشان مصيرنا أحنا الأتنين مربوط ببعض مش همسح للي حصل يفرق بينا هنقاوم أحنا الأتنين لحد مانعدي الازمة وترجعي بيسان حبيبتي
رفع يديها وعقد أصابعه في أصابعها ثم قبل أناملها برقة قائلا بينا أحنا الاتنين هنعدي الأزمة وهترجعي زي الأول فاهمة يابيسان أنتي حته مني
ارتجف جسدها وشعرت بمشاعر مختلفة تغزوها فما مرت به لم يكن بالشيء الهين فالحب ليس كل
شيء في الحياة
كانا في السيارة أمام الفيلا عندما قال لها كريم هسيبك معاها ساعة تطمني عليها هروح أخلص أجرءات السفر وأجي أخدك
نظرت له بحب وأنا هستناك
بمجرد دخولها من باب الفيلا أدار السيارة وأنطلق بها
في الداخل تفاجأت زهرة بأن ضحى موجودة في الأسفل وتسأل عنها
نزلت السلالم بسرعة وهتفت بسعادة لرؤيتها واحشتيني يابت
ضحى بابتسامة وأنتي كمان يازوزو هنفضل كده وافقين مش هتعزميني على حاجة يابخيلة
بادلتها الضحك هو أنتي لحقتي حاضر هشربك ثم نادت على الخادمة لسه بردو بتحبي عصير المانجا
رسمت ضحى شكل قلب بأصابع يديها وقالت ده عشق العشق
أحضرت الخادمة العصير أرتشفت ضحى عصيرها بتلذذ واضح ثم قالت بابتسامة فكريني لما أجي من السفر أجيلك هنا عشان أشرب عصير مانجا أصله طعمه حلو أوي
صمتت وهي تسمع أخر كلماتها فقالت أنتي مسافرة
أرتسم العبوس على محياها وهي تقول مسافرة النهاردة مع أن من جوايا مش عايزه أسيب هنا مع أن بابا وماما سابو البيت وسافرو مصر
هما أهلك سافرو خلاص
أيوه يازهرة لما زروني بابا قالي عندي مفاجأة حلوة أنهم لقو شقة حلوة وكمان جاله شغل في شركة كبيرة وهيسافرو علطول
بلهجة يشوبها بعض الحزن خلاص كله سافر وحتى أنتي كمان
ضمتها ضحى وقالت بحب هتصل بيكي علطول طمنيني عليكي الاول أنتي كويسة وأيه شغل العصاپات اللي حصل معاكي أنا بقرا الحاجات دي في الروايات وأشوفها في الافلام لكن عمري ماتخيلت أن ده يحصل معاكي أحكيلي كل حاجة بالتفصيل رأت نظرات زهرة المذهولة لكنها أكلمت حديثها طبعا من بصتك دي هتقولي عرفت أزاي وأنتي مقولتيش حاجة أنا عرفت من كريم ماهو أكيد كريم هيقولي قوليلي بقا تليفونك كان مقفول ليه ده أنا أترعبت عليكي بالرغم أن كريم طمني بس قولت لزم ولابد أشوفك بنفسي هو اللي أسمه شهاب ضړب علكيم ڼار والطلقات جيت في الهوا الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشڼق
قاطعتها زهرة بضحك أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح وأنا كويسة وقعدة قصادك تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو ۏجع دماغ وخلاص
ضحكت قائلة عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا بعد ماعرفت
أنه هيعيش هنا معاكم وأنتي أتقبلتي الوضع أزاي
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه فحدثتها قائلة كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله
معايا
أردفت ضحى قائلة أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي اللي حصل زمان كان صعب أي حد
متابعة القراءة