رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

موقع أيام نيوز

 


بالحنق والضيق وغادرت مكتبه فى عصبيه .. نظر عمر الى الباب الذى أغلقته خلفها ثم ترك القلم من يده وتنهد فى حزن .. قام من فوره وذهب الى عم عبد الحميد فى المخزن وسأله

عما قالته ياسمين .. فقال عبد الحميد 
أظن يا بشمهندس معدش ينفع نستنى هنا بعد كده
سأله عمر قائلا 
ليه يا عم عبد الحميد حد هنا ضايقكوا .. أنا صدر منى حاجه ضايقتكوا 

قال عبد الحمد بسرعة 
لأ طبعا يا بشمهندس .. أنا مشفتش فى ذوقك ولا فى أدبك واخلاقك
أمال عايزين تمشوا من المزرعة ليه 
قال بعد الحميد بحرج 
يعني بعد اللى حصل .. أظن انت اللى هتكون حابب اننا نمشى
نظر اليه عمر قائلا 
أظن احنا اتفقنا آخر مرة ان الموضوع محتاج صبر مش كده .. يعني الىل عايز أقوله أنا مفقدتش الأمل .. عارف ان الوقت مش مناسب بالنسبلها .. وهى ممكن يكون تفكيرها مضطرب .. وعشان كده رفضت .. وحتى لو موافقتش وأصرت على الرفض .. ده مش معناه انكوا تسيبوا المزرعة وتمشوا
قال له عبد الحميد 
بس يا بشمهندس .....
قاطعه عمر قائلا 
عم عبد الحميد انت السنين اللى اشتغلتها فى الشغل الحكومى خليتك منظم زى الساعة بالظبط .. ومحدش قبلك مسك المخزن بإيد من حديد زيك كده .. يعني فعلا أنا محتاجك هنا .. وانت عارف ان الشغلانه دى مينفعش أحط فيها الا واحد أثق فيه .. من بعد ما عينت كذا واحد واكتشفت انهم كانوا بيسرقوا من العلف ويبيعوه برخص التراب .. يعنى مفيش حد غيرك أثق فيه وأسلمه مفاتيح المخزن ده .. يا ترى بأه بعد كل اللى قولتهولك ده لسه برده عايز تسيب المزرعة وتمشى
ابتسم عبد الحميد فى سرور وقد فرح لثقة عمر به وبعمله وقال 
ده احنا نخدمك بعنينا يا بشمهندس
ابتسم عمر وربت على كتفه قائلا 
تسلم يا عم عبد الحميد
ثم تركه وانصرف
خرجت ريهام من المكتب بعد انتهاء عملها فى طريقها الى غرفتها .. عندما أوقفها هانى واعترض طريقها .. نظرت اليه فى حده قائله 
أفندم 
ابتسم لها قائلا 
ازيك يا آنسه ريهام
تركته وأكملت طريقها فإعترض طريقها مرة أخرى .. فهتفت قائله 
لو محترمتش نفسك أنا هشتكيك للبشمهندس كرم
اتسعت ابتسامته قائلا 
مش تعرفى الأول أنا عايزك فى ايه
قالت پحده 
مش عايزة أعرف
وهمت بالسير مرة أخرى .. لكنه وقف أمامها قائلا والابتسامه تعلو شفتاه 
أنا عايز أتقدملك
بهتت ووقفت تنظر اليه فى دهشة قائله 
نعم
أعاد ما قال 
أنا عايز أتقدملك
احمرت وجنتاها .. ونظرت اليه قائله 
وانتى تعرفنى منين عشان تتقدملى
نظر اليها قائلا 
صحيح معرفكيش انتى لانك مش مديانى فرصة اعرفك .. بس اعرف اختك الدكتورة ياسمين وواضح انك انسانه محترمة زيها .. وعشانك كده عايز أتقدملك ونتعرف على بعض أكتر
شعرت بالإضطراب فقالت له 
بعد اذنك 
ثم غادرت بسرعة حتى لا يعترض طريقها مرة أخرى
كانت ياسمين عائدة الى مكتبها عندما رآها هانى واستوقفها قائلا 
دكتورة ياسمين لو سمحتى
التفتت اليه قائله 
أفندم
شعر بالارتباك قليلا ثم قال 
عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع
قالت بنفاذ صبر 
اتفضل بس بسرعة عندى شغل
تنحنح قليلا ثم ابتسم قائلا 
أنا عايز أتقدم لأختك
نظرت اليه بدهشة قائله 
ريهام 
اتسعت ابتسامته قائلا 
أيوة 
سألته بإستغراب 
وانت تعرفها منين 
شوفتها كذا مرة وهى جيالك وكمان بشوفها كتير هنا فى المزرعة .. وبصراحة عجبانى
رآهما عمر واقفان معا يتحدثات فى هدوء والابتسامه تعلو شفتى هانى .. فاشتغل قلبه بالغيره واقترب منهما ووقف أمامهما فى صمت .. ظل الثلاثة ينظرون الى بعضهم البعض دون أن يتحدث أحدهم بكلمه .. قطع هانى هذا الصمت وتنحنح قائلا
طيب يا دكتورة هبقى أتكلم معاكى فى موضوعنا فى وقت تانى 
قال ذلك ثم غادر المكان .. نظر اليها عمر پحده قائلا 
موضوع ايه اللى عايز يكلمك فيه
قالت ببرود 
موضوع ميخصش حضرتك
ثم همت بالإنصراف فاعترض طريقها بيده .. نظرت اليه پحده .. فقال بحزم 
ياسمين .. اياكى أشوفك واقفه بتتكملى معاه تانى
تحولت نظرات ياسمين الى الدهشة وقالت 
يعني ايه 
قال بحزم 
يعني اللى سمعتيه .. متقفيش تتكلمى معاه تانى لأى سبب .. ومن بكرة هقول لدكتور
حسن يشوف حد غيرك يشرحله الحالات
شعرت بالحنق والضيق فقالت 
ليه بأه ممكن أعرف السبب
صمت قليلا ثم قال ببرود 
أحب أحتفظ بالأسباب لنفسي
قال نفس جملتها التى قالتها عندما سألها عن سبب رفضها اياه .. سالته قائله 
انت مالك ومالى 
نظر اليها بنظرات شعرت بأنها تخترق أعماق روحها .. قال فجأة بصوت رخيم 
انتى بتاعتى
ارتجف قلبها .. قالت وقد اعترتها الحيرة 
ايه
تعمقت نظراته فى عينيها أكثر لتشل أى قدرة لها على المقاومة .. وقال بصوت خاڤت 
زى ما سمعتى .. انتى بتاعتى
ثم أردف قائلا بصوت هامس وعيناه تعانقان عينيها 
مهما قولتى مش هسيبك .. لأنك بتاعتى خلاص .. ملكى أنا وبس .. لا هسمحلك تبعدى عنى .. ولا هسمح لأى حد انه يقربلك
قال ذلك وتركها خلفه وصدى كلماته يتردد فى أذنها .. تحاول استيعابها فى حيره .. وعلى الرغم من قدرتها على السيطرة على تعبيرات وجهها .. إلا أن قوتها لم تكفى لتسيطر على قلبها الذى أخذ يقفز فرحا
 

 

تم نسخ الرابط