رواية الحسناء والميكانيكي بقلم سارة حسن (كاملة)
المحتويات
و تكون وسطنا يوم ما نطمن علي العيله و تكتمل ومايبقاش ناقصنا فينا حد
نظر اليه علي قليلا و قال و انا عمري ماكنت اتخيل اني هادخل هنا
اومأ له احمد بتفهم مراعيآ لشعوره و لكل الاحداث التي مر بها.
طرقت حسنا الباب و قالت وهي تبحث عن علي حتي وجدته و قالت لوالدها بابا جدو عايزك
اومأ لها و قال الي علي خد راحتك يا علي ده بيتك يا بني
تنحنت حسنا للفت انتباه و لم يرفع عينيه من صوره والده و لكنه قال ماكنش عندي لابويا غير صورتين صوره لوحده والتانيه و هو شايلني كان نفسي يبقي عندي البوم زي ده و كل عيد اتصور معاه و احط صورتنا هنا
ابتلع ريقه و اكمل و هو يمسح علي صورته مع والدته جوايا احاسيس غريبه و منهم احساس مخوفني
رفع عينيه اليها قائلا بحشرجه
طول عمري متأقلم اني يتيم حاجه مش بأيدي وربنا أراد كده رغم انه احساس صعب علي طفل شايف العيال اللي في سنه بيتكلموا عن ابوهم بس لما كبرت فهمت و كملت في الدنيا الاحساس اللي مخوفني دلوقتي ...إني احس اني غريب في وسطكم و مش شبهكم
عضت شفتها السفلي تمنع نفسها من البكاء رغم تجمع العبرات في عينيها تأثرآ بحديثه ومتفهمه مشاعره سقطت عبراتها امامه دون إرادة منها وانحنت بجزئها العلوي قالت بخفوت و صدق
ت هي برأسها مؤكده بابتسامه رغم عبراتها حبيبي قبل كل حاجه....و حبيبي بعد كل حاجه ...حبيبي اللي مبسوطه انه مش شبه اي حد.. تشبه علي و بس
متجمعين جميعم و بجانب علي أنس الذي لم يفارفقه و للان لا يصدق كيف ظهر اليه ابن عم فجاءة و احمد بجانب علي واضع يده علي كتفه بأبوة...
في الماضي
نظر عماد لكل هذا و لم يصدق انه حدث و امام عينيه.. تنهد براحه لا يريد شئ الان لو توفاه الله لن يحزن يكفي رؤيته لعائلته امامه و لكن هناك شئ اخر يجب اتمامه...
قال عماد جاذبٱ الانتباه اليهم انا اول مره احس بالراحه دي عيلتي حواليا و قدام عيني مش خاېف اموت دلوقتي
بحث بعينيه وقال متسائلا فين حسنا
قالت و هي تدخل بأشراق وت ركض
اليه ثم جلست بجانبه علي الفراش ممسكه يده بيديها
انا هنا يا جدو
وخفق قلب العاشق برؤيتها هكذا كما اعتاد مبتسمه ضاحكه مشرقة الوجه...حسناء كأسمها ....
تعالي هنا يا علي
وقف علي و جلس با لمقابل امام حسنا التي ابتسمت له بسعادة ..مسك عماد يد علي و قال في حاجه لازم تحصل كمان ورثك من ابوك محفوظ يابني انت و هدي اما نصيب ابوك في الشركات فا انت هاتمسكه مع عمك و تديرة بنفسك
ايه رئك يا علي
قال علي بهدوء انا مش عايز حاجه انا عندي شغلي وو
قاطعه عماد بجديه باصرار بس ده حقك ياعلي
صمت قليلا يفكر بينما قالت حسنا مشجعه احنا هانكون معاك و الشغل شويه شويه هاتتعلمه ماتقلقش
قال علي بجديه متحدثآ في قراره و فيما يرغب
انا راجل مش بتاع قاعدة مكاتب و حسابات مافهمش فيها انا ليا شغلي اللي شاطر فيه و بفهمه مش هاكون مرتاح كده
نظرت اليه حسنا مستمعه لحديثه و قراره الذي كما يبدو انه قد أتخذه قرأ علي عينيها وارسل لها نظره خاصه و ردت عليه بإيماءه انها معه في اي قرار..
صمت الجد و قد شعر بالخۏف من ابتعاده مره أخرى قائلا يعني ايه يا علي هاتبعد عني تاني
مسك علي يد جده و قال بتوضيح ابدا بالعكس ده انا عايز اقرب و اطمنك أكتر بس بطريقه تانيه
تسائل احمد مستفهمآ ازاي يابني
ورث ابويا هاخده لكن الباقي لا
قال عماد مستفهما ليه يا علي
هايكون مهر حسنا
واعتدل في وقفته و قال الي احمد و عماد انا بطلب ايد بنت عمي حسنا
وقف احمد ضاحكا و قال ماانتش سهل ياولد و مين قال اني عايز مهر انا مش هلاقي احسن منك
قال علي مبتسما باصرار لا حسنا لازم مهرها يكون غالي اكتر من كنوز الدنيا..
مال عماد الي حسنا التي لم تتخطي المفاجاءه بعد هامسآ في احدي اذنيها انتي عملتي في الولد ايه
نظرت الي جدها وابتسمت ثم اتسعت ابتسامتها و قالت دون ادراك بقلب خافق
بحبه اوي ياجدو
ارتفع حاجيبي عماد من تصريحها و قال و انا
اللي لسه كنت هاخد رئيك
قال احمد مبتسما لابنته رئيك ايه يا عروسه
واخفضت وجهها ارضا
بينما قال عماد بسعاده مانعا عنها الحرج السكوت علامة الرضا يا بني
وبادرت هدي بزغروطه مجلجله ارتفع صداها لاول مره في ارجاء قصر الحسيني
الخامس عشر
تتبعت اثرة الي الحديقه و وقفت خلفه ضامه يديها خلف ظهرها و همست باسمه
خرج من شروده و الټفت اليها مبتسما وبادرت بسؤالها
سرحان في ايه و ماحستش بيا و انا جايه
اجابها علي و هو ينظر اليها
_فيكي .
ابتسمت و اخفضت راسها و قالت بخجل ياسلام مانا معاك طول النهار
قال لها بغزل صريح انتي معايا هنا يا ست الحسن
و اشار الي قلبه
ضحكت بدلال و قالت سرقتها من جدو صح
اقترب منها اكثر و عينيه تبوح با لكثير و الكثير مما يعتمر القلب و قال
ماايلقش عليكي غير ست الحسن .
قالت حسنا مشاغبه بمرح و انت الشاطر علي.
ضحك مجلجلا و قال بثقه مانا شاطر فعلا عندك شك
حركت رأسها بلا ضاحكه ..
اردفت بسعادة واضحه مش مصدقه انك واقف هنا قدامي يا علي حاسه اني بحلم..
اخذ نفس عميق و قال بصراحه لولاكي عمري ما كنت هاقف هنا يا حسنا
بادلته متسائله انت عملت كده عشان خاطري
عشان خاطر حبك ياحسنا
ماينفعش قلبي يتملي بحبك و يكون فيه مكان للكره
نظرت اليه و تسائلت بخفوت ليه اتنازلت عن نصيبك
اجابها بما يجيش بصدره قولتلك عشان يبقي مهرك في
الاول ماكنش عندي اللي اقدمهولك بس دلوقتي الوضع اتغير ...عايز اسألك يا حسنا لو كنت فضلت زي زمان ماعنديش
مسك يدها و قال
عايز اتكلم معاكي
في
ايه
في مستقبلنا يا حسنا
رددت خلفه مستقبلنا
اجابها مؤكدا طبعا مستقبلنا و مش هاحب اخد خطوة في اي حاجه من غير رئيك عايزك تشاركيني كل حاجه
تسائلت حسنا و قالت وعايز تشاركني في ايه دلوقتي
اخذ نفس عميق و قال بهدوء انا مش هاقدر اسيب حتتي ده المكان اللي اتربيت و كبرت فيه و مش عايز اسيب ناسي اللي هناك ...و برضو عشان نكون واقعيين انتي مش هاتعرفي تعيشي هناك و اسكنك في شقة امي مثلا ...ده غير امي مش عايزه تسيب بيتها و لا جيرانها
و وافقت بس اني اجدد الشقه و اجيبلها عفش جديد
قال بمحايده ووضوح
..مش عايز احس انك معايا في عيشه اقل من اللي اتعودتي عليها ..قبل مايبقي معايا الفلوس دي كنت ما بنامش من التفكير يا حسنا ..ازاي تسيبي قصر زي ده و تعيشي في شقه صغيره في منطقتي ... كنت مړعوپ
و ابتسم لها و قال براحه بس دلوقتي الحمدلله الوضع اتغير فا قررت امسك العصايه من النص فانا بفكر اجيبلك شقه في المكان اللي تختاريه بالعفش اللي يعجبك و انا هاكبر الورشه و ازود العدة و باقي الفلوس هاحطها في البنك و شويه وقت و افتح ورشه في مكان تاني تكون كبيره
تسائلت حسنا و طنط هاتسيبها
اخفض راسه و قال دي اكتر حاجه بفكر فيها
ابتسمت له و قال بحب ماتفكرش و لا حاجه ها نجيب الشقه و مش لازم تكون كبيرة اوي كفايه انها تكون علي قدنا و نبقي مابين شقتنا و طنط مش هانسيبها ابدا وانا معاك ما كان ما تكون و بلاش تفكر في المستويات يا علي..انت عندي اعلي من اي حد و ما عنديش مشكله اعيش معاك في اي مكان المهم اكون معاك ..
ضحكت له و قالت بسعادة
مش مصدقه اننا واقفين بنخطط و نرسم لمستقبلنا مع بعض يا علي مبسوطه اوي اوي..
حك انفه بتفكير مصطنع و قال نسينا حاجه مهمه جدا.
تسائلت هي باهتمام ايه هي
غمز بعينيه بعبث و قال مقربا وجهه من وجهها العيال نسينا العيال ..انا عايز كل ٩ شهور عيل
ضړبته بخفه علي كتف وتمتمت باخراج عيب كده
و لأنه علي الحسيني وافق علي طلب جده و عمه علي حفل زفاف داخل احدي القاعات الفخمه...حتي يظهر اخيرا كا الحفيد الاكبر لعائلة الحسيني و لزفاف حسناء عائله الحسيني و ايضا ليستطيعو ا دعوة رجال الاعمال و الصفوة ولن ينسي ايضا دعوه أهله من منطقته....
ولكنه ايضا الاسطي علي اقام ليله قبل الزفاف لمنطقته بين اصحابه و جيرانه يفرحون به بطريقتهم و ايضا اراد ان يتم عقد القران هنا حتي يعرف الجميع انها له و تخصه ...
انتصب الصوان و علقت الزينه و انطلق المزمار البلدي ينشد و يشعل الاجواء بهجه.....
واحمد و عماد الذين ارادو مشاركته فرحته هنا ايضا ...حتي العروسه اتت تشاهد الحفل هنا بين النسوة الذين يلقون الزغاريد باستمرار وهدي التي تذهب هنا و هناك ببفرحه عارمه......
ضحكت حسنا علي رقص هدي مع هنا علي المزمار الواصل صوته لأعلي بصخب ....
اما بالاسفل وقف علي يستقبل المدعوون بحله غير رسميه فقط بنطال اسود و قميص ابيض و بليزر اسود و لحيه مشذبه و جذابه و فرحه عينيه الواضحة التي لم تخفي علي أحد...
ابتعد الحاج حسين وقال مبتسما تأثرا مبروك
يابني مبروك يا غالي
الله يبارك فيك يابا ربنا يخليك ليا و تفضل دايما ابويا و ضهري
ضحك الحاج حسين رغم عينيه المتأثره و قال فرحان بيك انك فوسط عيلتك يا علي مش هاحس اني هاقلق عليك تاني
توجهو جميعا حول منضدة مكسوة بالمفرش الابيض و جالس بمنصفها المأذون يدون البيانات الخاصه بالعروسين
جلس الحاج حسين بحانب عماد الذي بادله الحديث و المباركات..
تقدم محمد من علي مباركا اياه
..
الف مبروك ياعلي ربنا يتمم بخير
ابتعد محمد مندهشا و قال رافضا بتهذيب لا ياعلي انا
قاطعه علي بتصيمم لا ايه هو انا بعزم عليك انا عارف
ان شقتك موجوده من زمان و الناقص عليا ...انت اخويا و هنا تربيت ايدي ياض عايز افرح بيكوا و اطمن علي البت
اخفض محمد راسها حرجآ و لكن علي رفعها بسبابته قائلا
بلطف مدركا نفسه العفيف هو مش انا اخوك الكبير زي ما دايما بتقول
اجابه محمد علي الفور
متابعة القراءة