رواية سمرائي انتي حقي بقلم سعاد محمد سلامه (كاملة)
المحتويات
أغلقت رنين الهاتف وبعثت رساله تقول هكلمك مره تانيه بعد شويه
قالت هذا وأغلقت الهاتف ووضعته بأحد جيوب ملابسها ونزلت للأسفل
....... ................
بشقة سليمه
لاحظ رفعت نظرة عين عمران لتلك الصوره على الحائط
تحدث پألم دى صورة سليمه وأختها التوأم وهما صغيرين
تعجب عمران قائلا هى سليمه لها أخت توأم طب هى فين.
..........................................
بقنا
دخلت سمره الى غرفة السفره
جلست على مقعدها المخصص بالسفره صامته
تحدث حمدى مالك يا سمره ساكته ليه ومش بتاكلى وكمان أتأخرتى على ما نزلتى ومرات عمك قالت أنك طول اليوم منزلتيش من شقتك
تبسم حمدى يقول طب مبتكليش ليه بقالك كان يوم أكلتك ضعيفه كده وبتقولى أنك كنتى بتاكلى وأنتى بتطبخى معاهم طب النهارده مكنتيش بتطبخى معاهم وكمان شكلك ضعفانه
هو عاصم مزعلك
ردت سمره لأ عاصم مش مزعلنى بس أنا ماليش نفس للأكل الأيام دى
تبسم حمدى يقول ياريت تكون سمره حامل دا يوم المنى لما أشيل ولادها هى وعاصم سمره عندى غاليه قوى كفايه أنها الحاجه الوحيده الى سابها ليا محمود أخويا
الكلام ده سابق لأوانه أكيد مش ده السبب ممكن قريفه من تغير الجو مش أكتر.
نظرت وجيده بتعجب لسمره لا تعرف لما لديها شعور سئ ناحيه سمره ولكن تحدثت ربنا يرزقك أنتى وعاصم بالذريه الصالحه
أمن على دعائها حمدى ثم قال لأ أنا عارف سبب ضيق سمره
نظرت له سمره بخشيه أن تكون سنيه
عادت له أنها سمعت رنين هاتف قبل قليل
بس معليشى يا بنتى عاصم كان مشغول فى صفقه مهمه لوتمت زى ما هو مخطط لها هتدفع أسم الصقر لمنطقه تانيه خالص
ردت سمره ربنا يوفقك أنا شبعت هروح أوضتى أنام عن أذنكم
قالت هذا وتركت طاولة الطعام
تحدثت وجيده عندى أحساس سمره مخبيه حاجهحتى عاصم كمان متغير وهو مسافر
لاحظت كده الصبح
كل مره كان بيسافر سمره كانت بتنزل معاه من الشقه المره دى منزلتش ولما سألته عليها قالى أنها كانت سهرانه ونايمه ومبحبش يزعجها
فكر حمدى يقول مش يمكن يطلع أحساسك غلط
تنهدت وجيده تقول ياريت يكون أحساسى غلط
......................................
دخلت سليمه الى غرفة الصالون
لاحظت رفعت وهو يمسح تلك الدمعه من عينه
وضعت سليمه
صنيه بها أكواب الشاى قائله أتفضلوا الشاى
تنهد رفعت وجلى صوته وتبسم قائلا
تعرف يا عمران سليمه بنتى من فتره معرفش أيه الى غيرها وبدلت القهوه بالشاى
دى كانت بتشرب القهوه سبع مرات فى اليوم وكنت أوقات بخفيها منها لكن من فتره صعيره كده هى من نفسها زهدتها دى كانت بتنام وفنجان القهوه فى أيديها بس الحمد لله أنها خفت او شبه بطلتها أنا مبسوط قوى
أرتبكت سليمه من حديث والداها وقالت بتبرير
بدون أى سبب بس أنا فى الفتره الأخيره كنت بضايق كتير وبسرعه وفكرت أنه ممكن يكون بسبب القهوه فقللت منها مش أكتر.
تبسم عمران يقول أنا مش بحب شرب القهوه نهائى مع أنى فى مرحلة الثانويه كنت شبه مدمن قهوه بس ماما بقى وكمان مشكله صحيه خلتنى منعت القهوه خالص بس عندى الشاى كيفوهو حتى لو له ضرر بس أقل من القهوه.
تبسم رفعت يقول فعلا القهوه مضره أنا عن نفسى لو شربت قهوه بتبقى مره واحده فى اليوم بس أيه رأيكم أقرالكم شويه من أشعارى وبعدها هاخد رأيك فى أقتراح كانت سليمه أقترحته عليا بس منفذتوش لحد دلوقتى
رد عمران معنديش مانع على فكره أنا كنت من هواة الشعر والأدب بس بقى مشاغل الحياه
بدأ رفعت فى ألقاء بعض الخواطر والأشعار
كان عمران بين الحين والأخر عيناه تقع على سليمه وهى كذالك
لاحظ رفعت نظراتهم لبعض لديه أحساس أن هذان الاثنان لديهم مشاعر قويه لبعضهم
تمنى أن يصدق حدسه ويكون عمران عند حسن ظنه ولا تعيد سليمه تجربتها القديمه
مر الوقت سريعا
تحدث عمران وهو يقف أنا متأسف أكيد سهرتكم بس بصراحه قضيت وقت ممتع مع أشعار وخواطر سعادتك
تبسم رفعت بود قائلا أولا بلاش سعادتك دى قولى يا عمى رفعت وبصراحه أنا كمان قضيت وقت ممتع ولطيف من زمان مقعدتش ألقى أشعارى للمده دى
وبصراحه أكتر بقى أنا كنت دعيك عالعشا مخصوص علشان أدبسك وتسمع لأشعارى لأن قررت أنا أنشر أول ديوان أشعار ليا وبقالى شهر قايل لسليمه تشوفلى مطبعه كويسه وهى طنشت
تلبكت سليمه قائله أبدا والله يا بابا أنا كنت مشغوله الفتره الى فاتت ونسيت بس خلاص قربت أخلص الرساله وهتفق مع المطبعه على طباعة الديوان
رد عمران أحنا بنتعامل فى الشركه مع وكالة دعايه كبيره لو وافقت أنا من الصبح
أطلب منهم يتولوا الطباعه والدعايه للديوان
فكر للحظه رفعت وتحدث موافقا يقول موافق طبعا على الأقل الوكاله دى هتوفر عليا الدعايه هتعملها هى معاك سليمه تقدر تخلى الوكاله تتفق معاها وأنا هلتزم معاهم وهجمع مجموعه من أشعارى وأنزلها فى ديوان وقررت أسمى أول ديوان شعر ليا... سلمى
رجفه قويه بقلب عمران
بينما سليمه تبسمت بدمعه
أستأذن عمران مغادرا
أصطحبه رفعت الى باب الشقه ووقف يسلم عليه
لم يرى ذالك الوصولى الذى رأهم وعيناه بها شرارات لابد أن يتأكد من هذا الأنيق صاحب الوجه المألوف لديه وسبب وجوده بشقة سليمه بهذا الوقت
عاد رفعت الى الصالون
وجد سليمه تقف عيناها بها مجموعه من الأسئله
لكن سبق رفعت أسئلتها وقال أنا عزمته عالعشا أرد له عزومة المركب الى عزمنا عليها وأحنا فى قنا
كان ممكن أعزمه بره فى أى مطعم بس قولت المطعم هيكلفنا كتير الى زى عمران ده أكيد واخد على نوعيه معينه من المطاعم مقدرش أعزمه على مطعم فول وطعميه فعزمته هنا فى البيت وعملت أكل زى بتاع المطاعم بس وفرت الى كنت هدفعه فى المطعم.
نظرت سليمه لوالداها قائله يعنى سبب العزومه هو رد عزومته مش سبب تانى غير كده
تحدث رفعت بمكر سبب تانى أيه طبعا كان رد لعزومته السابقه مش أكتر وبعدين أن تعبت فى الطبيخ طول اليوم وكمان مش بحب السهر هروح أنام وأنتى خدى صنية الشاى وروقى المطبخ بقى قبل ما تنامى تصبحى على خير
قال هذا وفر من أمام أسئلتها
بينما تنهدت سليمه لاتعرف أتصدق أن والداها قام بعزيمة عمران كرد على عزومته أم لهدف أخر فى رأسه لكن ماذا يكون هذا السبب الأخر
......................................
بغرفة سمره
أغلقت باب الغرفه بالمفتاح وقامت بفتح التلفاز وتعلية صوته
وقامت بأعادة فتح الهاتف مره أخرى
وبعثت رساله لطارق
طارق معليشى بس كنت بتعشى مع
عمى قولى وصلت لأيه
رد طارق أنا أتصلت على شركة الطيران وقالولى أن الجو بدأ الشتا يدخل وفيه طياره أضافيه دلوقتى للأقصر هطلع بعد نص ساعه تقريبا وأنا فى المطار أهو يعنى تقريبا هبات فى الأقصر ومن بدرى هتلاقينى عندك فى قنا
وحجزت تذكرتين عوده من عندك فى الأقصر والطياره هتطلع حوالى الساعه عشره الصبح
ردت سمره طيب كويس هكون جاهزه قبلها وهستناك تصبح على خير.
أغلقت سمره الهاتف ووضعته على طاوله بالغرفه
ونظرت حولها بالغرفه
هى حبيسة تلك الجدران لم تتغير حياتها بعد زواجها من عاصم تبدلت الجدران بدل أربع جدران لغرفه واحده أصبحت جدران شقه قليلا ما تبقى فيها حين وحود عاصم فقط غير ذالك تعود لنفس الغرفه
وقفت وتوجهت الى عصفوريها
فتحت باب القفص وأمسكت أحدهم بيدها أقترب الأخر من يدها خلف الأخر أمسكته هو الأخر ووضعتهم على كف متبسمه وبدأت تمسد على ريشهما الملون
تحدثت قائله هتوحشونى بس تفتكروا عاصم لما يرجع من السفر ويلاقينى مش هنا وأنى بقيت فى القاهره هيعمل أيه هيكون رد فعله.
...............................
أثناء سير عمران بالطريق كاد أن يصطدم بالسياره هنالك غشاوه على عينه وهى صورة أخت سليمه طوال الطريق تتراقص أمامه
أوقف السياره بمنتصف الطريق فجأه ونظر أمامه كان الطريق هادئ لم يكن زحام
سمع أصوات السيارات خلفه مما جعله يعود للقياده مره أخرى الى أن وصل الى الفيلا المقيم بها
وأثناء دخول عمران الى الفيلا كاد أن يتصادم بالسياره
مع عامر الذى يدخل هو الأخر
نزل الأثنان من سيارتهما وأقتربا من بعضهم
تحدث عامر أيه ياعم مش شايف تركن العربيه كنت هتدخل فيا أيه كنت سرحان
رد عمران لأ مش سرحان ومش قادر للمناهده معاك عالمسا تصبح على خيرأشوفك بكره.
تعجب عامر من حالة عمران وأعاد الأمر الى أرهاق العمل.
دخل عمران مباشرة الى غرفته
رمى مفاتيح سيارته على الفراش وكذالك الهاتف
جلس على الفراش يوطى برأسه يضعها بين كفيه يتذكر حديث رفعت قبل وقت سلمى أخت سليمه التوأم
نهض فورا عمران من على الفراش واقفا يشعر بڼار تغزوا حراراتها جسده
تحرر سريعا من ملابسه
وقف نصف عارى ينظر الى أنعكاسه بالمرآه رأى أثر ذالك الچرح القديم والغائر بجسده والذى يمتد من منتصف صدره الى منتصف ظهره تقريبا ناحيه اليسار ناحيه القلب
تذكر قول رفعت سلمى توفت ثانى يوم للعيد وهو نفس اليوم الذى تم فيه أجراء عملية زرع قلب له!
شت عقله لديه شكلا بل يكاد يكون يقين آن الآوان أن يقطع الشك باليقين
وضع يده على ذالك النابض بجسده أيعقل أنه مازال يعيش بنبضات قلب سلمى!
......................... .............
أتى صباح جديد
أستيقظت سمره أو بالأصح نهضت من على فراشها فهى لم تذق النوم طوال الليل
وجدت عصفوريها يزقزقان جوارها على الفراش تبسمت على مناقرتهم لبعض
أمسكتهما ووضعتهما بالقفص مره أخرى وقامت بوضع طعام ومياه لهم
وأغلقت عليهم القفص
فتحت الهاتف
فوجئت وهو بيدها بصوت رساله سمره أنا بالتاكسى فى الطريق لبيت عمك خلال نص ساعه بالكتير هكون قدام البيت ياريت تكونى جاهزه ومتترجعيش فى أخر لحظه.
ردت سريعا على الرساله متخفش مش
هتراجع وهكون جاهزه أنا كمانيلا سلام أشوفك بعد نص ساعه لازم أطلع أغير هدومى
قالت هذا
وأغلقت الهاتف ووضعته بالدرج التى دائما كانت تضعه به ولم تغلقه بالمفتاح هى وضعته
متابعة القراءة