رواية جراح الماضي بقلم ساره (كاملة)

موقع أيام نيوز


في قلب فارس ليتجه نحو سعد الملقي أرضا و يكاد يكون فاقد للوعي و امسكه من تلابيب قميصه و هو يرفعه نحوه قائلا بهمس
شايف الړعب اللي في عينيها دة انا هخليك تتمني المۏت و متطولهوش بحق النظرات اللي في عنيها دي!!
بينما كان حسام مكبلا سميح و هو يقول بټهديد
ها هتقول اللي تعرفه و لا عايز تبقي زي صاحبك!
هز سميح رأسه مسرعا

بنفي و قال پخوف و قلب منتفض
لا لا يا باشا و الله
هقول كل اللي اعرفه 
ألقاه حسام أرضا بعدما انتهي من تكبيله و وقف أمامه واضعا يده بجيب بنطاله و هو يقول 
ايوة شاطر قولي بقا كدة اية اللي حصل بالظبط
أطرق الآخير ينظر بحزن و هو يقول بندم
و الله يا باشا البشمهندسة هنا كان خيرها عليا بس الحوجة وحشة من يومين لقيت واحد بيلف حوالين الموقع اللي بنشتغل فيه رحت سألته لو عايز حاجة قالي انه عايز مصلحة و هيديني قدامها 10 آلاف جنية قالي اني اقول للعمال أن البشمهندسة بعتت تقولهم أن النهاردة باقي اليوم إجازة و اتصل بالشركة اقول ان فيه عامل وقع و أكيد البشمهندسة كانت هتيجي جري قالي لما دة يحصل رجالته هتبقي حوالين الموقع اديهم إشارة عشان يخطفوها و انا كنت واقف لما هي جت و كان معاها واحد و أديت إشارة لرجالته و هجموا عليهم و خدروهم و خطڤوهم
و بعدين و راحوا بيهم فين و متقولش مش عارف عشان انا واثق ان انت عارف!!
تفوه بها أحمد و هو ينظر له بتساؤل ليرد الآخر بتردد
ايوة يا باشا هو بعدها كلمني و قالي أجيله علي عنوان عشان آخد الفلوس و قالي اني اختفي عشان الموضوع ميتعرفش بس انا متأكد ان المكان دة هو اللي كانت مخطۏفة فيه البشمهندسة لأني سمعت صوت صريخها جوة!!
عمل فيها حاجة صح هنا جرالها حاجة!!
هتفت بها ليلي محدثة أحمد باڼهيار و قد كان البكاء هو الغالب علي نبرتها
اقترب منها فارس بتردد و هو يقول بصوت خفيض
اهدي يا ليلي معملوش فيها حاجة هنرجعها إن شاء الله
التجاهل كان عنوان الحوار الدائر بينها هي و فارس ليزفر هو بضيق قائلا
حسام فك الواد دة و جيبه علي العربية مش عايزين تضييع وقت أكتر من كدة خلينا نلحقهم قبل ما يجرالهم حاجة
استجاب حسام لمطلب فارس و في أقل من ساعة كانوا في المكان المنشود!!
دعونا نتجه بعيدا بعيدا تماما عن مصر 
إلي ألمانيا!!!!
في مكان تعانق فيه فروع الاشجار بعضها خالي من جميع مسببات الحياة و
فوق جبل مرتفع شاهق يوجد قصر كبير
إذا نظرت له من بعيد تشعر بالرهبة منظره يبعث الخۏف و الكآبة في النفس كدلالة علي بشاعة ما يحدث فيه
و في داخل هذا القصر و علي مقعد يشبه مقاعد الملوك و لكن ليسوا أي ملوك بل الطغاة فقط 
يجلس رجل في عقده السابع الظلم و الشړ و البشاعة كان لهم نصيبا من ملامحه
طويل البنيه قمحي البشرة ذات عيون سوداء قاتمة تشع شړ 
و أمامه رجل آخر في بداية الأربعين من عمره ذات لحية نامية تسلل إليها الشيب لتصبح بيضاء
هزيل الجسد و لكنه فارع الطول
عملت اية يا عماد فارس رد عليك بإية!
ابتسم عماد ابتسامة شيطانية و هو يقول بمكر
و هو يقدر يعمل حاجة غير أنه يوافق يا مستر جون خصوصا بعد ما هددته بليلي و بنته !!
بس انت متأكد من حكاية بنته دي يا عماد!
مط عماد شفتيه بعدم اكتراث و هو يقول
مش مهم اكون متأكد يا باشا المهم انه بلع الطعم و بعدين المعلومات اللي قولتهاله فعلا صح لكن حكاية بنته لسة عايشة و لا مېتة دي بقا مش متأكد منها 
لمعت عين جون بانتصار و هو يقول
برافو عليك يا عماد مكافأتك هتوصلك النهاردة و متنساش مكافأة لينا معاك تعبت معانا كتير قولها خلاص ان دورها قرب ينتهي بس تصبر شوية!!
تمام يا باشا عن أذنك 
هز جون رأسه بالموافقة علي رحيله و هو ينظر إلي نقطة غير محددة سارحا في بحور الشړ الذي غرق فيها منذ قديم الأزل و خطفت روحه ليعود بروح جديدة لا تشبه القديمة في أي شيء!!!
و بعد مرور دقائق دخلت امرأة يبدو أنها في نهاية عقدها الخامس متوسطة القامة ذات جسد ممتلئ بعض الشيء
ملابسها لا تتناسب قط مع مرحلتها العمرية بل تتناسب مع العاھړات فقط!
تهادت في سيرها و هي تبتسم ابتسامة أظهرت التجاعيد التي حاولت بشتي الطرق أن تتخلص منها و لكن الزمن أبي ألا يترك بصمته عليها 
وقفت أمامه و هي تقول بدلال
وحشتني
اووي يا جون 
أبت علامات الصرامة أن تتزحزح عن وجهه و قال باقتضاب
عرفتي أي أخبار عن سمير يا ناريمان 
تنهدت و هي تحاول منع الغصة التي تمكنت من قلبها أن تظهر و قالت في محاولة منها لإخفاء كذبها
معرفش اي معلومات عنه يا جون من بعد الحاډثة!!
ضيق عينيه و هو ينظر لها بخبث قائلا
طيب محاولش يتواصل مع ولاده دة نازل مصر مخصوص عشانهم!!
انا بكلمهم كل يوم و عرفتهم انه نزلهم مصر و انا معرفش عنه حاجة عشان يدوروا عليه متقلقش اول لما يعرفوا عنه حاجة هيبلغوني 
إياك يا ناريمان تخبي عني اي حاجة و تنسي ان سمير جوزك اصلا هو اختار يخرج عننا و عقابه خده و إلا نهايتك هتكون زيه
تنفست ببطء و هو تهز رأسها بالموافقة علي حديثه قائلة
انا مقدرش اخبي عليك حاجة يا
جون و بعدين لو كنت ناوية اغدر من الاول كنت هربت معاه!!
احتدت نظراته المصوبة نحوها و هو يقول بحنق
بس انتي ما منعتهوش انه يهرب 
فردت ذراعيها بقلة حيلة قائلة
معرفتش امنعه و حاولت ابلغكم قبل ما يهرب بس كان حابسني و أول لما عرفت اوصلك بلغتك علي طول!!
أشار لها بكفه كعلامة لنهاية الحديث فتنهدت هي و استدارت خارجة من ذاك الوكر
و ما إن خرجت حتي استندت علي جدار جانبي و حاولت التقاط أنفاسها بصعوبة و من ثم
اجهشت في بكاء مرير بكاء علي زوجها و حبيب عمرها
اڼهارت جالسة علي الارض و هي تشهق بقوة 
لم يكن بيدها شيء سوي حمايته لأنها تعلم جيدا انهم لن يتركوه يعيش إن ابتعد عن تلك العصابة!!
فما كان بيدها إلا أن ترفض الهروب معه و البقاء هنا لمنع أي ضرر سيلحق به و تحذيره!!
وقف حسام أمام أحمد موجها حديثه نحوه قائلا
انا و فارس هندخل يا احمد و هنحاول نوصلهم و انت هتقف هنا مع ليلي تستني الشرطة تمام!!
زمجرت ليلي پغضب قائلة
ليلي مش هتستني في حتة انا هدخل معاكم 
هو انتي مينفعش تسمعي الكلام شوية!!
قالها فارس بضيق من تصرفاتها الطفولية رغم أنها امرأة
ناضجة في الثلاثون من عمرها لتتجاهله هي ناظرة نحو حسام قائلة برجاء
حسام و النبي انا عايزة ادخل معاكم مش هقدر استني اكتر من كدة عايزة اطمن علي هنا!!
تنهد حسام قائلا بارهاق
ليلي لازم تسمعي كلام فارس انتي اصلا المفروض متبقيش هنا من الاول 
اغمضت عينيها بحزن محاولة أن تبث الطمأنينة في قلبها ليقول فارس
خد بالك يا احمد من الواد سميح احنا ربطناه و مرمي برة في العربية
هز أحمد رأسه موافقا علي حديثه
ليتجه كلا من فارس و حسام نحو الداخل بحذر 
استوقف حسام فارس و هو يخرج مسدسه و مسډس آخر ليعطيه له قائلا
خلي المسډس دة معاك هنحتاجه!
أخذه فارس منه و هو يقول بسخرية
اة انا نسيت يا حسام بيه الحاجات دي تخصصك 
سار حسام متقدما للأمام ليتقدم فارس في الجهة الأخري ليكون كلا منهما في اتجاه مختلف 
انت مش ناوي تنسي و لا إية يا فارس!
استند فارس بظهره علي جدار و هو يقول بضحكات سخرية
أنسي! يا راجل دة انت السبب في دمار حياتي!!
ليه هو انا اللي خليت ليلي ضميرها يأنبها و تحس انها السبب في مۏت ابوها و تطلب الطلاق منك!!
لم يستطع فارس إجابته لأن أبواب جهنم فتحت عليهم 
وابل من الړصاص أصبح متبادل بينهم و بين رجال مروان
و لأن الكثرة تغلب الشجاعة فقد تمكن منهم الرجال
ليخرج مروان مصفقا بيده و قد كبل الرجال فارس و حسام
لا برافو هو انتم متخيلين انكم هتقدروا تدخلوا هنا عادي!!
فين يوسف و هنا!
قالها فارس و هو يتشنح بين يدي ذلك الرجل الذي أقل ما يقال عنه انه أشبه بالحائط بالطبع فارس قوي البنية عريض المنكبين طويل القامة و لكن إذا ما وضع في مقارنة مع ذاك الرجل سيخسرها بالطبع
اممم اعرف الأول بس انتم مين!
تفوه بها مروان و هو يسير أمامهم باستفزاز ليقول حسام
سلمنا هنا و يوسف و صدقني هتخرج من الموضوع دة و محدش هيجي جنبك!!
ضحك مروان بصوت صادح حتي أدمعت عيناه
تصدق ضحكتني و مين اللي قالك ان حد هقدر يجي جنبي!!
اا 
قطع حديث حسام فارس قائلا بقلق
تقصد
اية بكلامك دة!!
أمم مش هقولولكم انا هسيبكم تشوفوا بعنيكم!!
و بإشارة منه تحرك الرجال المقيدين لهما إلي الداخل
جحظت عيناهما و قد هالهما المشهد 
كان يوسف مقيد من ذراعيه و ساقيه بسلاسل حديدية في الجدار
لا يوجد مكان في جسده خالي من الچروح و الكدمات فاقد للوعي
صړخ فارس باسمه قائلا
يوسف انت عملت فيه اية و رحمة امي انا هندمك علي اللي انت عملته دة!!
اقترب منه مروان و هو يربت علي كتفه قائلا
لا اهدي كدة دة انا بس قرصت ودنه علشان ميبصش لحاجة مش بتاعته دة انت لسة ما شوفتش القمورة التانية!!
تقدم رجل من رجاله و هو يحمل هنا التي كانت ممزقة الثياب و الډماء موزعة علي جسدها بطريقة عشوائية سواء كانت دماء ناتجة من چروح أو دماء عذريتها التي لم يستطع أن يميزها يوسف من شدة غضبه!!
و في ذلك الوقت و وسط حالة الصدمة المسيطرة علي الجميع كانت الشرطة قد أتت
و دخل كلا من أحمد و ليلي التي ما إن رأت شقيقتها علي هذا الحال صكت وجهها و هي تبكي قائلة
يا نهار اسود يا نهار اسود هنا!!
وقفت الشرطة محاصرة مروان و رجاله ليستسلم راميا سلاحھ أرضا 
في ظرف ساعة كان الأمر منتهي انتهي كل شيء كما بدأ حتي هنا تلك المسكينة التي أنتهت و تحولت حياتها مائة و ثمانون درجة!!
دخلت معها ليلي إلي سيارة الإسعاف و هي لا تكف عن البكاء و الصك علي وجهها
و في سيارة إسعاف أخري كان فارس مصاحبا ل يوسف صديق دربه و الذي كان بمثابة أخيه 
بكي بحړقة و هو يمسح علي شعره قائلا
قوم يا
صاحبي و الله ما هسيب حقك قوم متسبنيش لوحدي يا يوسف مش انت اللي قولتلي أن احنا هنفضل مع بعض علطول!!
في حديقة هادئة بعيدة عن كل هذه الأحداث الصاخبة و في
 

تم نسخ الرابط