رواية ما بعد الچحيم بقلم زكية محمد (كاملة)

موقع أيام نيوز

برده خليها تمشى معانا.
هتف مسرعا لا يا أمى إسبقونى إنتوا إحنا هنحتاجلها في شوية أقوال معانا هنا وبعدين هرجعها. 
سألته بترقب وهتعمل معاها إيه
أجابها بنفاذ صبر بعدين يا أمى يلا أشوفكم بعدين. 
قال ذلك ثم سحب معه لمار برفق وسار بها إلى الخارج. 
وصل إلى الغرفة المتواجد بها الطبيب الشرعى وهتف بلهفة 
ها يا دكتور النتيجة إيه
مد الدكتور الأوراق التى معه إلى مراد قائلا 
التحاليل negative يعنى دة مش أبوها فعلا. 
وقع عليه الخبر كالصاعقة وكلمة مش أبوها فعلا ترن في أذنيه فتزيده ڠضبا وإشتعالا من نفسه دون أحد آخر. 
نظر لها بنظرات مختلفة مخټنقة بها ندم العالم على ما فعله بها ولكن لا ينفع الندم بعد ذلة القدم. 
تابع الطبيب كلماته التى عصفت به عصفا قائلا 
اه وياريت المدام تاخد بالها من صحتها علشان
الجنين. 
فتح عينيه پصدمة على مصراعيها جنين عن أى جنين يتحدث. 
خرجت الحروف بتثاقل على لسانه قائلا 
جنين ! 
أوما الطبيب مؤكدا أيوة المدام حامل في شهر هو إنت ما تعرفش
هتف بجمود ماشى يا دكتور شكرآ.
قال ذلك ثم تناول التحاليل ومسكها مرة أخرى برفق وتوجه بها للخارج ثم صعدا إلى السيارة وإنطلق بها مسرعا وسط صمت تام خيم على الأجواء لا يسمع فيه سوى أصوات أنفاسهم. .
فى المستشفى هتف سليم بنفاذ صبر 
يا بنتى بلاش شغل العيال دة وإخلصى إدخلى مش هتاكلك هى.
سألته بحذر يعنى مش هتدينى حقنة
زفر بضيق قائلا بصوت عال 
لا مش هتديكى زفت ممكن ندخلها بقى
قوست شفتيها كالأطفال ونظرت أرضا تخفى دموعها التى إلتمعت في عينيها بعيدا عنه ولم ترد عليه مما جعله يستشيط ڠضبا من أفعالها فصړخ فيها قائلا 
لما أكون بكلمك تردى على أمى سامعة ولا لا
إنتفضت على إثر صراخه وهتفت پخوف 
سامعة. 
طرق الباب ثم دلفوا إلى الداخل وألقوا التحية على الطبيبة التى قابلتهم بإبتسامة بشوشة قائلة إتفضلوا إقعدوا. ..
تحدث سليم بعملية قائلا يا ريت يا دكتورة تشوفيلنا إيدها علشان إتدلق عليها القهوة .
قامت الطبيبة من مكانها قائلة 
تمام شمرى إيدك بالراحة يا حبيبتى .
إمتثلت ورد لطلبها وبعد ذلك قامت الطبيبة بفحص مكان الإصابة وهتفت بإطمئنان بعد أن إنتهت 
متقلقوش دة حړق درجة أولى مفهوش أى مضاعفات هكتبلك على شوية مراهم ومرطبات وخلال يومين تلاتة هتلاقيه خف.
تناول منها الورقة التى خطت بها بعض أنواع الأدوية قائلا شكرا يا دكتورة .
خرجوا من المشفى وأحضر لها الدواء وصعدا إلى السيارة وإنطلقا في هدوء. 
كانت تربع يديها وتنظر ناحية الشباك بعبس طفولى محبب اما هو كان يتابعها ويبتسم بخفاء تارة وينظر أمامه يتابع القيادة تارة أخرى. 
وقف بها أمام مطعم ثم نزل من السيارة وسط إستغرابها فنزلت هى الأخرى وسألته 
وقفت ليه هنا
توقف أمامها فجأة ثم هتف معايا إجتماع مع عميل مهم وسيادتك معطلانى أنا هاقبله دلوقتى ومن مكانك متتحركيش لحد ما أخلص. 
نظرت له بخضراويتها قائلة وأنا هقعد فين
نظر أمامه حتى لا تتلاقى عينيه بعيناها فيخر صريعا قائلا هتقعدى في طربيزة قصادى لحد ما أخلص من عليها متتحركيش إنتى سامعة
هتفت بضيق وتذمر
اووف سامعة سامعة .
ثم هتفت بتلعثم طيب عاوزة عاوزة. ...
نظرت لإحدى الطاولات التى كانت عليها طفلة صغيرة تتناول المثلجات فتابع ما تنظر إليه وسألها بهدوء عاوزة إيه
أشارت بإصبعها تجاه الصغيرة قائلة برجاء 
عاوزة آيس كريم زى دة بس أكبر شوية.
نظر لها بدهشة وسرعان ما هز رأسه بنفاذ صبر قائلا ماشى إقعدى هنا على ما أطلبلك
اللي إنتى عاوزاه.
جلست على المقعد أمام إحدى الطاولات بسعادة وبعد دقائق أتى النادل بكمية وفيرة من الآيس كريم وغادر فإلتمعت عيناها بسعادة وقامت بغرز الملعقة فى الوعاء ثم وضعتها في فمها ومصمصت شفتيها متلذذة بالطعم 
أما هو أخذ يراقب أفعالها پصدمة تارة وبضحك مكتوم تارة اخرى .
تركها و توجه ليستقبل العميل وجلس قبالتها على طاولة أمامها واخذا يتحدثان بشأن الصفقة. 
بعد بعض الوقت كانت ورد تضع يديها على وجنتيها بملل تتطلع للمارة وتنفخ بضيق بعد أن إنتهت من إلتهام المثلجات. 
إنتبهت حينما جلس شخص قبالتها قائلا بسماجة إزيك يا قمر.
نظرت له بغرابة قائلة أيوة حضرتك إنت مين 
مد لها يده بإبتسامة قائلا أنا كريم وحابب نتعرف بصراحة أنا كنت قاعد هناك ولقيتك لوحدك وحبيت هدوئك وإحترامك و.....
ها وايه تانى. ....
وقفت من مكانها بفزع قائلة پخوف 
سسسليم. .
تجاهلها وصوب بصره ناحية ذاك السمج قائلا ما تكمل سكت ليه
نظر له كريم قائلا حضرتك شكلك أخوها أنا معجب بأخت حضرتك وطالب إيدها منك.
نظر له بهدوء مريب قائلا بالسرعة دى !
هتف بإبتسامة أيوة يا فندم أخت حضرتك محترمة وأنا من أول ما شوفتها إتشدتلها جدآ. وهكون أسعد واحد لو قبلت طلبى.
هدوء خيم في المكان للحظات قبل أن تطلق ورد صړخة فزعة حينما باغت سليم كريم بلكمة قوية تأوه الآخر على إثرها قائلا بضيق 
يا فندم ليه بس كدة أنا بقولك هتقدملها مش هشقطها.
مسكه من تلابيب قميصه قائلا 
دة جزاة اللى يبص لوحدة متجوزة لو لمحتك في طريقها هتشوف الويل.
هتف بتوتر هو هو حضرتك زوجها
اسم الله على مقامك يلا يا حلو روح كل عيش بعيد.
غادر مسرعا يتجنب براثن غضبه أما الأخرى وقفت تتابعه پذعر بعينيها الخضراوتين وعندما رأته متوجه ناحيتها هتفت پذعر 
والله يا سليم هو مش أنا. ..هو والله هو. ...
قاطعها پغضب إخرسى خالص ما اسمعش نفسك ما الحق مش عليه يا هانم. ...
نظرت له بعدم فهم فأكمل پغضب وكلمات الآخر تتردد على مسامعه فتزيده إحتراقا فقال بدون وعى 
ما إنتى لو محترمة مكانش هيتمادى. ...
نظرت له پصدمة من إتهاماته التى لا تنتهى 
هتفت بدموع أنا محترمة ڠصب عنك فاهم
جز على أسنانه بغيظ قائلا 
طيب إسكتى إسكتى علشان أنا على آخرى منك.
قال ذلك ثم سحبها من زراعها السليم
بقوة خلفه حتى وصل إلى السيارة فقام بفتح الباب ودفشها بقوة ثم أغلق الباب وصعد هو الآخر إلى السيارة متوجها للفيلا بعدما أنهى الصفقة
أخذت تدلك زراعها مكان قبضته وهى تنظر له پغضب وغيظ شديدين ...
صمت شديد يخيم عليهم وهم عائدين إلى الفيلا فكلا منهم مصډوم وبشدة. 
كيف تعيش وسط أناس كانت تعتقد إنهم عائلتها كل هذا العمر وبالاخير تكتشف إنها ليست إبنتهم كان ولا بد أن تستنتج ذلك منذ البداية من معاملة سيئة من قبل والدها وأخيها إبتلعت غصة في حلقها ليس من حقها أن تنعتهم بأبيها أو أخيها أو حتى أمها فكل ذلك مجرد كڈبة فهى بدون عائلة ضائعة وسطهم ولا تعلم كيف تجد السبيل 
أما هو لا تقل صډمته عن صډمتها كيف له أن ينتقم طوال هذا الوقت من الشخص الخطأ فهى ليست إبنته إذن من هى ومن عائلتها 
شعر بالڠضب الشديد من نفسه لما فعله بها 
فهي بالنهاية بريئة من كل ما ظنه بها 
والآن هى تحمل في أحشائها قطعة منه 
ترتاحى.
وحينما لم تجد منها رد هزتها برفق قائلة 
لمار حبيبتى إنتي سامعانى يا بنتى. 
أما هى عندما إلتقطت أذنيها كلمة بنتى هتفت پضياع وهى تجلس أرضا 
أنا مش بنت حد. ...أنا مليش حد .....حرام عليكوا عاوزين منى إيه تانى تعبت وربنا تعبت
انا مش عاوزة حد إبعدوا عنى وسيبونى لوحدى حرام عليكم حرام. ...آاااه يارب. ..
كل حاجة طلعت كدب انا مليش اب ولا أم. ..
مليش. .....مليش. ...إنتى بتكدبى زيهم أنا مش بنتك ولا بنت حد. ....
قالت ذلك ثم أنهارت في موجة بكاء شديدة 
أدمعت عينى أمينة وجلست قبالتها وأحتضنتها بشدة أما الأخرى كانت تحاول إبعادها عنها بضعف إلا إن أمينة لم تتركها وأحكمت زراعيها حولها قائلة بدموع 
إهدى خلاص يا حبيبتى هشششش أنا معاكى وكلنا معاكى بس إهدى وبطلى عياط.
إلا إنها لم تصمت بل ظلت تصرخ كما لم تصرخ من قبل وهى تردد بهيستيرية مليش أهل ....مليش اهل. ..
ظلت تردد هذه الكلمات حتى غفت بين زراعى أمينة. دلفت تسنيم ووجدتهن على حالتهن فهتفت بقلق 
مالها يا ماما
هتفت بدموع متقلقيش هى بس نامت تعالى معايا ساعدينى نحطها على السرير.
بعد معاونة منهن إستطعن وضعها برفق على السرير وخلعوا لها حجابها و حذائها ودثروها جيدا بالفراش .
هتفت أمينة وهى تجلس على الأريكة قبالتها 
روحى إنتى يا تسنيم خدى بالك من بنتك وأنا هراعيلها على ما مراد ييجى .
نظرت للمار بإشفاق على حالتها قائلة 
حاضر يا ماما ولو فى حاجة نادينى علطول
غادرت تسنيم وتركت أمينة تفكر في كلماتها المحيرة التى كانت تصرخ بها و إنتظرت مراد ليوضح لها الخيوط .....
بالأسفل نزلت تسنيم وجلست إلى جوار زوجة عمها وزينة وحملت إبنتها وأخذت تطعمها.
هتفت زينة بضيق خير مالها ست الحسن والجمال
هتفت تسنيم وهى تزفر بضيق 
تعبانة شوية ونامت دلوقتى وماما عندها.
هتفت فاطمة بسخرية والله عال. أنا مش عارفة جابها هنا ليه تانى مش خلاص قبض على أبوها وهيتعدم
أجابتها تسنيم بإحترام والله يا مرات عمى دى حاجة ترجع لمراد هو الوحيد اللى ليه الحق دة لإنها مراته.
مصمصت فاطمة شفتيها بعدم رضا قائلة 
خلينا نشوف آخرتها إيه
أما زينة وقفت وغادرت للأعلى پغضب شديد ولحقتها والدتها وظلت تسنيم تطعم طفلتها وتلاعبها.
رجعت ورد مع سليم ودلفوا إلى الداخل فهتفت صفاء بقلق ما إن رأتهم 
ها قالتلك إيه الدكتورة يا حبيبتى وإتأخرتوا ليه كل دة أنا رنيت عليك يا سليم لقيت موبايلك مقفول. 
ضړب رأسه بتذكر قائلا 
سورى يا ماما نسيت قفلته لإنى كنت فى شغل مع عميل مهم وكنت هرجع ورد على البيت بس الوقت ما أسعفنيش فخليتها معايا
لحد ماخلصت.
هتفت بإطمئنان ونظرت إلى ورد التى كانت بعالم آخر حينما سمعت إسمها ينطقه محبوبها من بين شفتيه فقالت 
وإنتى كويسة يا حبيبتى دلوقتى
لم تجب عليها وإنما ظلت على حالتها فضربها سليم على رأسها بخفة ساحبا إياها من عالمها الوردى فقالت پألم 
حرام عليك إيه دة بتضربنى ليه
هتف بجمود علشان تفوقى من اللى إنتى فيه وتردى على مرات عمك اللى بتكلمك دى.
نظرت لها بحرج قائلة إحم أنا آسفة يا مرات عمى كنتى بتقولى إيه معلش
هتفت صفاء بضحك 
لا ما تخديش في بالك كنت بقولك حمدا لله على سلامتك. 
هتفت مسرعة الله يسلمك. 
ثم إلتفت بأنظارها تبحث عن ندى قائلة 
فين ندى يا مرات عمى
فوق عند مصطفى بتطمن عليه.
هتفت بحرج ممكن تروحى معايا عنده أقوله حمدا لله على سلامتك. 
نظرت لها بفخر قائلة طبعا يا حبيبة قلبي يلا بينا. ويلا إنت كمان يا سليم مش هتيجى معانا 
هتف سليم وهو ينظر في ساعته قائلا 
لا شفته الصبح أنا رايح لبابا الشركة دلوقتى سلام. 
غادر سليم وصعدتا إلى غرفة مصطفى وطرقت صفاء الباب ثم دلفوا وألقوا عليهم
التحية. 
هتفت ورد بهدوء حمدا لله على سلامتك يا مصطفى. 
نظر لها مبتسما قائلا بإمتنان الله يسلمك يا ورد والف سلامة ليكى أخبار إيدك إيه
الحمد لله كويسة.
ثم جلسوا يتسامرون سويا حتى إستاذنت ورد الخروج بندى إلى
تم نسخ الرابط